الجمعة، 10 مارس 2017

الحبشة ومحاولات إبادة شعب مصرعبر التاريخ !!! بقلم دكتور/ محمد البكري



المقال الخامس والأخير :
*

الحبشة ومحاولات إبادة شعب مصر .. عبر التاريخ !!!
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
*** ملحوظة : تلك المعلومات التى أطلعتكم عليها لم تدرسوها بكتب التاريخ المزور بين أيديكم عن الصهاينة الأحباش . أنتم تفتقرون الى الصبر والى المراجع التى أبحث فيها . وبعد هذا يقرؤها بضعة آلاف فقط . لم أعد أفهم القائ والمثقف العربى. حقا أنتم مغيبون وستظلون !
@@@@@@@@@@@
@@@@@@@
* كما هى العادة فى ثوابت تاريخ البشر .. العداء هو الأصل بين الإمبراطوريات والحضارات القوية على الأرض لتعارض المصالح والتنافس على بسط النفوذ والهيمنة ،
وكلنا يعلم أن أباطرة الرومان اضطهدوا أعداء المسيحية ، من الفرس ، واليهود ، والوثنيين ، إلا أن الأمبراطور " جوستنيان " المتعصب لم يناوئ أهل الحبشة وظل على علاقة طيبة بهم ، ومع الوقت ترعرعت المسيحية هناك وصارت دين الدولة الرسمى .
...............................
* كان ظهور الإسلام نقطة تحول فى تاريخ الحبشة .. ففى البداية امتدت فتوحات المسلمين الى فلسطين وسوريا ومصر عام 642 م وأصبحت دولتا الحبشة والنوبة فى عزلة تامة عن العالم الخارجى .
* والحقيقة أن أول اتصال بين الأحباش ودولة الإسلام لم يكن طابعه العداء .. فقد رحب النجاشى بالمسلمين الذين وفدوا الى بلاطه مهاجرين بدينهم من الوثنيين فى مكة ، وورد فى كتب السيرة أن سيدنا محمد بعث الى ملك الحبشة قبل كل ملوك الأرض يدعوه للإسلام
* وقد آمن بعض الأحباش بالإسلام ، ولكن لم يمتد جهاد الإسلام الى هذا القطر المسيحى . ورغم هذا كان رعايا الحبشة يشنون الغارات على سواحل شبه جزيرة العرب ، وحدث عام 702 م أن اقتحم الأحباش ميناء جدة وعاثوا فيها فسادا ، وخيل للناس أنهم سيتوجهون الى مكة لهدم الكعبة ، فما كان من الخليفة إلا أن جرد حملة استولت على الموانى الحبشية عنوة .. تلك التى كان القراصنة يلجأون اليها .
ولم يتم للعرب الاستيلاء على سواحل الحبشة إلا فى القرن الثامن عشر ، وبطبيعة الحال بعد ضياع تلك الموانى ، انقطعت صلة الأخباش بالعالم الخارجى ، فتوجهوا جنوبا وأوفدوا المبشرين الى ولايات .. أمهرا ، وشوا ، لنشر المسيحية بين سكانها ، وراحوا يطلبون ود الملوك المعادين للإسلام .
.........................................
* وفى أواخر القرن التاسع ، استرد الأحباش ساحل البحر ، وعادوا دولة تجارية مرة أخرى ، وفرضوا الجزية على السكان المسلمين ، وازدهرت مملكة الحبشة ، وظلت على هذا حتى سنة 975 م ، والى أن ظهرت ملكة وثنية طغت على بلادها وأزلت رعاياها وأحرقت الكنائس والأديرة . وزالت هيبة الدولة وانفصلت عن التاج أملاك شاسعة ، وتأسست ممالك إسلامية فى جزر " دهلاخ " وانتشر الدين الإسلامى فى أراضى الصومال .
* وكانت قد انقطعت علاقة الكنيسة القبطية بكنيسة الحبشة بسبب ، تذكية المطران " بطرس " مبعوث بابا الإسكندرية لتولى إبن الملك الأصغر أمر العرش من بعده ، على خلاف رغبة الملك ، فقام الملك بقتل المطران ، بتشجيع من راهبين قبطيين ( ميناس ، وفيكتور ) وأيضا دعماه فى تولية ابنه الأكبر .
* وبعد فترة سولت للراهب فيكتور نفسة أن يسرق نفائس الكنيسة ، وفر الى مصر ينفق على ملذاته ، وحين عرف النجاشى أعدم الراهب ميناس ، وانقطعت الصلات بالكنيسة القبطية ردا من الزمن .
..............................................
* وفيما بعد عادت الأسرة السليمانية للحكم ، وأطاحت بآخر ملو أسرة " زجوى " وحدثنا التاريخ عن ملوكهم وكان أشهرهم (زازا ياكوب ) _ ابن يعقوب _ و خلفائه ( بيدا ماريام ) _ بيد مريم _ و ( لينا دنجل ) _ بخور العذراء _ و ( آمدا سيون ) _ حكمة صهيون _ وكان هذا الأخير ملكا فاسقا .. اغتصب اثنتين من شقيقاته ، وحظية أبيه ، وأنهى ملكه وهو يغير على بلاد المسلمين .. فيحرق مدنهم ويخضع ملوكهم وضم أراضى الساحل التى كانت تحت حكم المسلمين ، وظلت الحرب سجالا بينه وبين السكان المسلمين الذين كانوا يغيرون على بلاده بدافع الانتقام . حتى تمرد عليه جنوده ذات يوم وتركوه من يأسهم من الحروب التى لا تنتهى .
* ومن المعروف عن الملك ( زازا ياكوب ) الذى حكم 38 عام فى منتصف القرن الخامس عشر ، أنه كان يخير الناس بين المسيحية أو الموت شنقا ومصادرة الأموال .
..................................
* ومن الطريف فى تاريخ الحبشة تلك الشائعة التى سادت أوروبا عنهم ، ومضمونها أن هناك ملك مسيحى غامض يدعى القس يوحنا يحكم بلادا مترامية الأطراف فى أقاصى الأرض لا يعرف حدودها إلا الله ، وأنه صاحب سيادة على 73 أمير يؤدون له الجزية ، وأن لديه عشرين أسقفا ، ويخرج الى الحرب يتقدم فيالقه ثلاثة عشر رجلا ، يحمل كل منهم صليبا خالصا من الذهب ، ويتبعه عشرة آلاف فارس ومائة ألف رجل ، ولا أمنية له فى الحياة إلا الزحف على القدس ليقضى على القوم الكافرين _ ويقصدون بهم المسلمين _
.................................
* ويذكر الأب " بلتازار تيليز " وهو من الجيزويت البرتغاليين . فى كتاب وضعه عن الحبشة عن حفل تتويج الإمبراطور فيقول :
* أن الركب الملكى كان يقصد كتدرائية أكسوم ، فإذا ما اقترب اعترض طريقه سرب من العذارى النبيلات يسألنه : من عساك تكون . فيرد الإمبراطور : إنى ملك إسرائيل من سبط يهوذا . فيقلن : إنك لست بملك البلاد . فيرد النجاشى : إنه ملك صهيون وحامى الأراضى المقدسة . وهنا تفسح له الفتيات الطريق ، وترتفع الهتافات الى السماء وتدوى طلقات الأعيرة ، وتدق الطبول ، ويتقدم اليه المطران عند مدخل الكتدرائية ومعه الكهنة ليوصلوه الى المذبح ، ليضع المطران على رأسه التاج . _ قبعة عريضة من المحمل الأزرق _تحليه زهور الزنبق وقطع من الأحجار الزائفة . ولا يحمل النجاشى فى الحفل سيفا ولا صولجانا وأنما يحنى رأسه حين يقام القداس .
...................................
* وأشهر هؤلاء الملوك كان " باسيليدس " الذى اتهمه الآباء اليسوعيين بأنه جحد دين آبائه وكان من المسلمين ، فما كان من الإمبراطور إلا أن أشهر إسلامه وتقرب من المسلمين خشية من غدر الأوربيين ، وأقام فى مدينة " غوندار " واتخذها عاصمة لبلاده ، ولكنه لم يهمل العاصمة القديمة أكسوم " ، وخلفه ابنه يوحنا فاضهد الآباء اليسوعيين وكرههم على غرار أبيه ، ولكنه اضطهد المسلمين أيضا وأجبرهم على العيش فى منطقة محددة بالعاصمة ، وتولى العرش من بعده ابنه يسوع الذى دعم سلطان التاج ، وألغى سلطان الكنيسة وحجم دور القساوسة وخلفه ابنه " تكلا هيمانوت " فثار عليه النبلاء وقتلوه .
* ثم تولى داوود بن يسوع الملك وكان يعرف مدى تلاعب رجال الدين بالسياسة والشعب فبدء بإعدام كل رجال الدين الكاثوليك ، وأرسل جيوشه الى الأديرة فذبحوا جميع الرهبان ولم يبقوا منهم أحدا . وتلاه بعد خمس سنوات اخاه " جورجى بن يسوع الأكبر " الذى حكم عشر سنوات ومات سنة 1729م فأفل نجم الأسرة السليمانية وتولى ابنه الطفل – يسوع الثانى – العرش بولاية امه ، واستمرت الصراعات والحروب الأهليه واضطربت البلاد لأكثر من قرن من الزمان حتى آل الحكم الى " تيودور " .. فنقل العاصمة من " غوندار " الى " مجدالا " الواقعة على المنحدر الشرقى من هضبة الحبشة، فحصنها وأعاد بناء الكنائس التى تهدمت فى الحروب الأهلية . ووضع نصب عينيه ثلاث أهداف ..
* إجبار قبائل "الغالا " على اعتناق المسيحية ...
* وابعاد المسلمين الذين يأبون الارتداد عن دينهم الى خارج البلاد ......
* وكسر شوكة النبلاء .
.........................................
* وعام 1862 أوفدت له ملكة بريطانيا الكابتن كاميرون بوسام رفيع المستوى فأرسل لها كاشفا سياسته التى تهدف الى القضاء على المصريين والأتراك ، والغريب أن هذا الملك انتحر فيما بعد ، صبيحة يوم عيد الفصح سنة 1868 م بإطلاق الرصاص على نفسه ، حين أختلف مع انجلترا فأرسلت له حملة هزمته بعد عدة معارك بالجبال ولم يشأ ان يقع أسيرا فى أيديهم .
* وحدث صراع على السلطة انتهى بإرتقاء " يوحنا الرابع " فناصبته مصر العداء وكان ذلك فى عهد الخديوى اسماعيل الذى كان شديد الطموح للتوسع بعكس سلفه – سعيد – فأرسل حملة احتلت " بربره " و " هرر " وحاصر املاك النجاشى من الشرق والجنوب وحين اتجه الجيش المصرى صوب الشمال ، خاض معارك فى مناطق جبلية الاحباش ادرى بها فصدوا هجوم المصريين دون حسم للمعركة سنه 1875 م . وانسحبت مصر فيما بعد ، واحتل الانجليز مصر عام 1882 واشتعلت ثورة المهدى فى السودان ، وأصبحت أثيوبيا محاصرة بين المستعمرات الانجليزية والفرنسية والايطالية .
...............................................
* واضطربت البلاد الى ان تولى الملك " ليج يسوع " 1902م ، والذى تزوج فتاة مسلمة من مقاطعة جميرا .. وكان هذا يحدث بالحبشة ومن قديم رغم مخالفته للدين ، ولكن الملك اعتنق الإسلام ، وفى عام 1916 أذاع انه من نسل النبى محمد عليه الصلاة والسلام ، وأمر كتاب القصر أن يضعوا لنسبه شجرة تمتد الى الرسول تأييدا لملكه ، ولبس العمامة وتمنطق بالخنجر كما يفعل الأمراء المسلمون ، وطلق زوجته المسيحية ، وتزوج ابنه محمد عبد الله المجذوب ، وتقدم الى قنصل تركيا بالحبشة طالبا أن تكون بلاده خاضعة لشيخ الإسلام بالقسطنطينية ، وفيما بعد تمت مؤامرة عليه .. ففى سفر له بالمناطق الجنوبية لتأليف جيش يحارب مع الأتراك ضد الحلفاء ، تآمر عليه منافسوه وقام المطران بشلحه من الكنيسة ، فلما علم النجاشى جمع امواله وفر الى بلاد " الدناكل ".
وتوج بدلا عنه " زاوديتو " فى 11 فبراير سنة 1917 والذى استمر حتى مات سنة 1930 فتوج هيلاسلاسى امبراطورا للبلاد .
........................................................
* هذا موجز مختصر للغايه ولكنه غير مخل ، وبه حدا أدنى من معلومات منتقاه ، لنكون فكرة عامة عن تاريخ الحبشة هذا العدو المحتمل فى الأيام القادمة !!!
___________________________________________


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق