الأربعاء، 22 مارس 2017

نحو عالم أفضل 38 بقلم الكاتب / أيمن غنيم



نحو عالم أفضل 38
 سلسلة يومية للكاتب أيمن غنيم
قد نعيش زيف سعادة وزيف حياة . وبطلان واقع. وقبح تواجد .فقط عندما نتخلى عن روحانيات الحياة . بجمال وروعة إيقاعها . كمعزوفة صادقة تتغنى بها وتصدح للحنها لأنه يتناغم مع إيقاع ذاتك . ويتفق مع قدراتك . ويفوق حدود الواقع ويحاكي جمال طبيعتك ويترجم أحاسيسك في جملة متناغمة مع مطالبك الغير محسوسة .وساعتها تعيش حقيقة مشاعرك انت . وكيانك انت .وتبعد عن زيف سعادة تتوهمها وتعيش هياكلها الفارغة وتبقى في دائرة مطالبك المادية والتي لا توصف بالنهاية أو الاكتمال . لأنها بلا حدود وقد تضعك موضع المنافسة مع غيرك . بل تجعلك مؤرق دائم البحث وراء الكمال . ولا يوجد كمال ولا اكتمال لتلك الماديات . لأنها متجدده ومتغيرة ولا تعرف هوادة ولا تعرف إكتفاء. فهب ان لديك سيارة فارهة وقصر من ذهب . لتمنيت ان يكون لك أكثر واكثر . وساعتها ستتحول حياتك لمطاردة أحلامك وبعبثية تامة تكون عبدا لطموحاتك .وتصبح انت أسير تحقيقها وتختفي آنذاك كل المعاني ويتلاشى الاحساس بالنعمة شيئا فشيئا . وتصبح في عداد المحتاجين حتى وإن ملكت خزائن الأرض جميعا . ذاك الاحتياج لأنك لم تشعر بإكتمال روحانياتك ومعنوياتك . وتحولت كل السعادة عندك إلى لحظة امتلاك . وتستطرد أحلامك في تبعية التحقيق لا الشعور بلذة الأشياء التي تمتلكها . وتصبح كالحمار يحمل أمتعة الحياة ولا يناله منها سوى حملها . وفقط وتمعن بأن لا تبرح حتى تكتمل نقيصتك وهي لا تكتمل . وتموت سدى وأنت لا تدرك معنى الحياة . التي أدركها من تعايش بروحانياته وتألق في الانطلاقة نحو رحب وسعة الكون الفسيح ولم يقلص اتجاهاته ويعرقل أحلامه بذاك الطموح المادي الخانق وإنما انطلق بجناحاته عبر الكون الفسيح لادراكه ماهية السعادة . وهي أن تسعى ان تعيش وفق مقدراتك وأن لا تشتهي شيئا يبعد عن قدراتك . وتسعد بذاتك ليس لأجل ذاتك بل لأنك تمتلك زمامك . وتكون انت القائد لسفينة حياتك والملزم لشهواتك بأن لا تطغى على محسناتك وبديع روحانياتك . تكن على ربوع الحياة الفاضلة
 بقلم أيمن غنيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق