الاثنين، 27 مارس 2017

نحو عالم أفضل 43 بقلم الكاتب / أيمن غنيم



نحو عالم أفضل 43
 سلسلة يومية للكاتب أيمن غنيم
عند بلوغ قمة اليأس. يولد الأمل وإذا احتدم الاختناق وفاقت آهاتنا أحاسيس الوجع . تتواجد حسيسات الارتياح . ومع رعونة الحياة وقسوتها . تنجلي الأحزان وتنزوي بعيدا . ومع الرعد والعواصف المدوية ينبثق الغيث ويمطر جفاف مشاعرنا ويروي قسوة قلوبنا ويترعرع الزرع وتنتشي البساتين وتتفتح الزهور وتكون بهجة الحياة . ذاك هو التمحيص الذي يريده الله بعباده الصالحين . والاتقياء منهم . وأصحاب البعد الايماني الخفي في قلوبهم .والجلي في سلوكهم تجاه عثرات الزمن . وهفوات الأيام وذلات السنين التي يتعايشونها في ثبات وجلد . دون شكوى وتذمر . دون إزهاق أو إرهاق لنبل معانيهم . أو تدنيس طهر مفاهيمهم . أو إلانطلاقة نحو الشرود أو الشطي الذهني الحاصل في أوتار حياتنا . والتي مزقت واعوجت الحانها مع كثيرون شعروا باليأس . وظنوا بالله الظنون . واشرأبت شرورهم غيظا وكفرا من واقع اجهض تماسكهم .وإنتموا لحزب الشيطان وتلاشت معاييرهم وراحوا يتخبطون في وعثاء الذلل ويترنحون في عثرات الجرم ومن جرم إلى جرم استباحوا حرمات الله . وضاعوا مع الضائعين . لكن هؤلاء الذين ترابطوا ورابطو على معية الله . واستعالوا على الدنيا . وتخطي حدود الزمن ونظروا للاخره . وتبينوا أنها دار فناء لا دار بقاء . وشدوا الرحال . وتأهبوا للحساب وأنتابهم احساس الرضا . بما قدر لهم . وهدأت روعاتهم وذابت مخاوفهم . قانعين بأن يسر الله قادم فكل عسر يعقبه يسر . وإذا بالخير يأتي ويتوج كل حرمان عانوه . وإذا بالحب يعوض كل كراهية حصدوها . وإذا بالرضا يجوب عوالمهم .وتنتشي أرواحهم . وتنتهي الغمامة وتنطلق أبواق السعادة ويختفي نفير الألم . وتعود الدنيا إلى مرمى المؤمن وتورف أشجاره . وتتعطر ياسمينة في جنة دنياه . وتلك هي النهاية. لبداية قاسية عنيفة لقلوب عانت وتمحصت وأفاقت للذة الإيمان . وعزيمة الإحسان ونهجوا نهج القرآن .فكان سيرهم بعد مرارة عسراهم . فتلك الفضيلة تقتل الرذيلة .وتعود بنا إلى بر الأمان .
 بقلم ايمن غنيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق