السبت، 24 سبتمبر 2016

الكائن اللطيف .... بقلم / م . محمد الجوجرى

الكائن اللطيف .... بقلم / م . محمد الجوجرى
المرأة كائن لطيف شفاف .. كالورده بين الأوراق والأغصان تريد من يحميها من عبث العابثين .. تريد من يهتم بها ويسقيها ويبللها لتظل زاهية غضه ... هى كالفراشة تريد من يحافظ على أجنحتها الضعيفة كى تتمكن من الطيران والتحليق ليعم البهاء من مرورها على كل من حولها ... هى كالبَذره تريد من يمهد لها مرقدها وينعمه ويغطيها ويراعها ويرويها ويبعد عنها كل مايضايقها وينافسها حتى تغدو نباتاً جميلاً يانعاً يؤتى ثماره كل حين .. ولكن هى وحش كاسر عند الغيرة .. عند الخيانه .. عند الغدر ... تنكسر بالإهمال وعدم الإكتراث .. تزبل وتجف عندما لايرعاها أحد ... هى طاقة هائلة عندما تشعر بتقدير الآخرين .. وهى مضحية بكل متعتها وراحتها من أجل من تحب . ترضى بالإبتسامه وتطرب للإطراء وتحب المداعبة والملاطفة ... لكنها بركان إذا أحست بالخداع والصد والهجر .. يكمن بداخلها الحنان والإنتقام فى آن واحد .. ولهذا قال القرآن فيها ( إن كَيدهن عظيم ) هى نور ونار, يمكن أن تضيئ ويمكن أن تحرق .. صفاء وعتمه ... نعمة ونقمة .. ليس فى تكوينها الشر ولكنها تُدفع إليه دفعاً ...يُخشى من أسلحتها عندما تُسيئ استخدامها فى غير موضعها .. فلديها الأنوثة والجمال والرقة والليونه والإغراء فإذا صانت عفتها كانت ملاكاً .. وإذا كانت مبتذله ومفرطه كانت شيطاناً ماجناً يعيس فى الأرض فساداً .... من أجل هذا كله وجب حمايتها من نفسها ومن غرورها وكبريائها ودلالها .. بالتربية الحسنة والتعليم الجيد والرعاية الحقة منذ نعومة الأظفار .. وحتى تكون مدرسة إذا أعددتها أعددت جيلاً طيب الأعراقِ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق