الأربعاء، 28 سبتمبر 2016

عـيـنـاكِ عُـنْـوانـى (شعر/ عبد الحليم الشنودى

· 
(( عـيـنـاكِ عُـنْـوانـى ))
(شعر/ عبد الحليم الشنودى)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تَـرْفَعى الَجـفْـنَـيْـنِ عَـنِّى : هَـلْ تُعَـرَّى أكْـفُـنٌ عَـن مَـيِّتٍ حُـرِقا ؟
لا تُـرْسِـلى دَمْـعا يُـسـاومُـنى عَـلى عَـيْـنٍ وَإنْ عـانَـيْـث مـا ألــقى
أنـا من رَضَى عَـيْنَـيْـكِ أنْـهارا تُـسـافِـرُنى فَـلا أسْـتَنْكِـرُ الـغَــرَقـا
أنـا مَـن رَجـا َجـفْـنَـيْـكِ أكْـفـانـا لِـيَـضْـمَـنَ فى الـعَـيْـنِ أنْ يَـبْـــقى
أنـا من رأَى فى الْـهُـدْبِ أشْجـارا تُـحيـطُ مَـدارَها وَتُزَيِّـنُ الـحَـدَقا
أنـا من نَـوى فى الـعَـيْنِ مَـوتا بَعدَما فَضَّتْ غِلافََ القَـلْبِ فاحتَرَقا
أنـا من يَـغُـوصُ بِـعُـمْقِـها كَـى يَـهْـتَدى مِن أىِّ قاعٍ سَـهْمُها يُـلْـقى
عَـيْـنـاكِ بالـسَّـهْـمَيْنِ خَـصَّـتْ واحِـدا عَـيْـنى وَآخَـرَقَلْبِـىَ اخْـتَـرَقـا
لَـوْ أنَّ سَـهْـما مِـنْهُـما طاشَـتْ عَمًى وَتَبَصَّرَتْ أُخْـرى لما حَـرَقــا
لَـكِــنَّها مـن عَـيْـنِ مـاهِــرَةٍ إذا ما سَــدَّدتْ مـن سَــهْـمِـها صَـعَـقـا
عَـيْـنـاكِ مـا زالا عَـلى عِـلْـــمٍ بِـأشْــواقى وَرَغْـمَ الـعِـلْـمِ ما بَـرَقـا
لا َجـفْـنُـكِ الـصَّـبَّارُغَـطَّـى مـن أسـاريـرى ولامِن رَّامِـشٍ صَـدَقا
لا زَيْـتُـكِ الـضَّـوَّاءُ أسْـرَى فى تَـبـاريـحى ولا مِن وامِــضٍ نَطـقـا
هَـلْ أتْـعَـبَ الـجَـفْلُ الـثَّـقـيلُ جُفونها ؟ أم غَـرَّها فى الليلِ ما بَرَقا
أمْ تَشـتَـكى دَمْـعا يَـفِـيضُ بِـشَـطِّـهـا فَـتُـلَـوِّنُ الأهْــدابَ والْـحَــدَقـا
لَـكِـنَّـنى مَـهْـما شَـقـيـتُ بِـحُـبِّـها إن أُطْـفِــئـتْ عَـيْـناهـا لَـنْ أبْــقى
طَـعْـمُ الـفُـراتِ بِـدونِـهـا مُــرٌّوَأحْـمـاضُ الـدُّمُــوعِ بِعَـيْـنِهـا أنْــقَى
وَ بِـغَـيرسَـهْـمَـيْـها الَّـذَيْـنِ تَـتـابَـعـا مـا أُجْـلِىَ الـلـيـلُ الـذى رَهَـقـا
عَـيْـنـاكِ عُـنْـوانى فـلا تَـبْـتَغـيـنى فى غَـيْرِها غَــرْبا ولا شَـــرْقـا
عَـيْـنـاكِ عُـنْـوانى فــهُـزى الـجَـفـنَ عَـنِّى تُـفْـدِكِ الأعْـناقُ عِـشْـقا
عَـيْـنـاكِ عَـيْـناىَ اغْـتـذا الـوُجـدانَ كُـلٌّ واسْـتَعادَأ النَّبْضَ فا ئتَـلَفـا
قـومى إلـىَّ فـقـد عَـقَـدْتُّ عَـزيمتى وأقَـلْـتُ يـأسـا لِلْـمُـنَـى سَـرَقـا
سَـهْـماكِ صابا فَـضَـمِّـدى فى عاشِـقٍ ما صابَهُ مِمَّا رَوَى عِـشْقــا
سـهـماكِ صتابا واسـألى كَـبِـدى : أبَـعدَ السَّـهْمِ نَـسْتَـنْسِخُ الشَّــفَـقا
لَـنْ أنْـزَعَ الـسَّهـمَـيْنِ حَـتَّى يَـسْتَعيـدَ دَمى صِـباهُ وَيَـنْـشُـدَ الأُفُـقــا
((عبد الحليم الشنودى ))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق