الجمعة، 23 سبتمبر 2016

حــل أزمـــة الـغـــذاء فـي مـصــر بـقــلـم : حــســــن زايـــــــد

حــل أزمـــة الـغـــذاء فـي مـصــر
بـقــلـم : حــســــن زايـــــــد
إذا كان العقاد قد قال : " قد يكون المرء عبقرياً في مجال تخصصه إلا أنه جاهل " . فهو قد قال ذلك في معرض الكلام عن أهمية الثقافة ، وليس بقصد النيل من أهل الإختصاص ، لأنهم أهل الذكر في اختصاصهم . وإذا تحدث المتخصص في مجال تخصصه ، فلابد أن ينصت له الجميع ، حتي يتسني الإستفادة من عبقريته التي أشار إليها العقاد . فإذا كان المثقف هو من يعرف شيئاً عن كل شيء ، فالمتخصص هو من يعرف كل شيء عن شيء . وقد تصادف أن قرأت عن أمر غاية في الأهمية بالنسبة لمصر ، في ظل الظروف الإقتصادية والمعيشية التي تمر بها ، وفي ظل حالة الإرتفاع الحاد في الأسعار ، بما لا يتناسب مع مستويات الدخل المتاحة ، لمعظم أفراد الشعب المصري . وقد قرأت ما قرأت علي صفحة الأستاذة الكتورة / وفاء كامل ـ الأستاذ بجامعة القاهرة ، وأول سيدة تنتخب عضواً بمجمع اللغة العربية بالقاهرة . نقلاً عن الدكتور / أحمد مرواد . ثم قرأت فكرة أخري مشابهة ، وفي ذات الإتجاه ، عند المواطن / عبد الملك الإمام ـ الموظف بإدارة الشباب والرياضة بدكرنس ، محافظة الدقهلية . تقوم الفكرة الأولي ـ المقدمة من الدكتور/ أحمد مراد عن طريق الدكتورة / وفاء كامل ـ علي أساس زراعة الصحراء بالعلف الحيواني . والعلف يستخدم في تربية المواشي والدواجن والطيور، وما ينتج عن ذلك من منتجات الألبان ، ومشتقاتها ، وكذا البيض . ويسهم في حل مشكلة الغذاء في مصر. فكيف يتم زراعة الصحراء بالعلف ؟ . يتم ذلك عن طريق زراعة الصحراء بالبرسيم الحجازي ، والذي يمكن زراعته بطريقة الري بالتنقيط أو الرش ، حيث أنه لا يحتاج إلي مياه كثيرة . وهو يعطي بروتين بنسبة من 18% إلي 20 % ، وبخلطه ببعض الأملاح والذرة ، يعطي علفاً كاملاً . ولا يلزم بعد ذلك سوي حصده ، وتجفيفة ، وتعبئته في بالات ، وتوزيعه بسعر التكلفة أو بهامش ربح بسيط علي مزارع تربية المواشي والدواجن . علي أن تتبني الدولة استيراد سلالات تسمين لهذا الغرض . خاصة أن هناك سلالات تسمين تتمتع بمعدلات تحويل عالية مع هذا النوع من البرسيم ، وأقل نسبة أعلاف . ومن ثم نضمن تكاثر هذه السلالات في مصر بمعدلات مرتفعة . الفكرة الثانية ـ وهي المقدمة من المواطن / عبد الملك الإمام ـ وتقوم علي تجربة ناجحة بالفعل . وهي تعتمد علي زراعة نبات الأزولا ، وهو نبات يعيش طافياً علي سطح الماء ، ويتكاثر بارتفاع درجات الحرارة . ويمكن استخدامه كعلف للدجاج البياض ، والأرانب ، والمواشي ، والأغنام ، والبط . ويعمل علي زيادة الألبان بنسبة 20% عن المعدل العادي . والمسألة غاية في البساطة ، إذ يمكن زراعتها في أحواض يمكن تغطيتها بالبلاستيك فوق الأسطح ، ويمكن استخدام أوعية من البولي إيثلين . ولا يتكلف هذا النبات سوي تكلفة إنشاء المزرعة ، مع بعض الأسمدة المغذية له . وفي حين ينتج الفدان من البرسيم ثلاثة أطنان شهري ، فإن الأزولا ينتج ثلاثون طناً شهريا .ً وفي حين أن نسبة البروتين في البرسيم تتراوح من 8% إلي 12% فقط ، فإن نسبة البروتين تصل من 25% إلي 30% في ذلك النبات . تلك هي الفكرة الثانية . ألا تصلح مثل هذه الأفكار كمشاريع قومية ، وهل تجد أذاناً صاغية تسمع لها ، وتدرس جدواها الإقتصادية ، أم أنها ستذهب أدراج الرياح ، شأنها شأن أفكار أخري ، انبثقت هنا من عقول مصرية خالصة مخلصة . كمشروع امكانية زراعة القمح والأرز والذرة بماء مالح . وهو اختراع مصري خالص ، جرت أبحاثه وتجاربه في المعامل ، وعلي الأراضي المصرية ، بعقول وأيادي مصرية . والغريب غرابه تدعو إلي الإستهجان أن الدولة بكافة مؤسساتها تتجاهل هذه الأفكار ، ولا تلقي منها أدني اهتمام . ولا أجد تفسيراً لهذا الموقف الفاضح سوي أن هناك مافيا تحول بين هذه الأفكار والوصول إلي مراحل الإهتمام والدراسة والبحث والتجربة والتعميم . مافيا الإستيراد بديلاً عن الإنتاج المحلي . ولعل هذا التفسير هو الأقرب إلي الصحة بعد الأزمات التي اجتاحت مصر في الأونة الأخيرة ، كأزمات القمح ، والدواء ، واللحوم ، وسلسلة الغذاء التي يحتاجها المواطن المصري ، والتي قد تشكفت فيها مظاهر الفساد الفج علي نحو فاضح كاسح ، والتي تحقق فيها النيابة العامة . ومن هنا فإنني أناشد الرئيس عبد الفتاح السيسي ، الإستماع إلي هذه الأفكار ، وإسناد تنفيذها أو الإشراف علي تنفيذها للقوات المسلحة المصرية ، تمهيداً للخلاص من الممارسات الإحتكارية الضاغطة التي تمارسها مافيا الإتجار في كل شيء ، وأي شيء ، بأي شيء ، لأي شيء ، من أجل تحقيق المليارات ، التي يجري كنزها بالخارج ، بخلاف التهرب الضريبي ، وتغافل الدور الإجتماعي في الداخل .
حــســــن زايــــــــــد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق