الخميس، 16 يونيو 2016

مع النبي العالم قبل الإسلام بقلم على احمد

مع النبي
العالم قبل الإسلام
يقول نبي الإسلام - صلى الله عليه وسلم - { إنّما بُعِثْتُ لأتَمِّم مكارِم الأخلاق }..
يعتريني سؤال مهم دائمًا ، يراودني ، يحتل جزء مهم من عقلي ، لماذا تبدأ كتب السيرة دائمًا بوصفٍ للعالم قبل الإسلام..قبل مجئ النبي محمد ؟؟!.
في هذا التوقيت ، وتحت سطوَة السؤال ، أغرق في خيالاتي ، أتخيّل المؤرِّخ ، أتخيّل غيرته على الإسلام ، يرى فيه الحق كما نراه أو ربما أوْضَح أو ربما أقل توضيحًا ، ليجعلك تعيش فترة التغيير الجذري للعالم ؛ لابد وأن تعرف كيف حدث التغيير ، وما هي قيمة التغيير الذي حدث ؟..
لابد وأن يجعلك تُشاهِد - بعينٍ صالحة - كل ما كان فيه العالم من فسادٍ وطغيان وإفساد لكل صالح ، وتأصيل لكل شر ممزوج بمصلحة تتصالح مع ذوي الطبقات العليا ، فقط الطبقات العليا..
ولكن هل معنى ذلك أن هذا العالم قبل الإسلام كان بهذا السوء الذي ذَكَرَهُ المؤرِّخون..ألم يكن هناك شيئًا ولو يسير من حق أو خير يلتزم به ما يرى فيه من الصواب ما رآه المسلمون بعد ذلك بنظام التشغيل القرآني..
ودليل يسير على ذلك..النجاشي ملك الحبشة وقت الهجرة..كان حاكمًا عادلًا كما قال الحبيب - صلى الله عليه وسلم -.. ؛ وفي هذا العصر ، لتتخيّل أنه الآن حاكمًا ، فمن المؤكَّد أن حُكْمنا عليه لن يكون سوى بالكفر والطغيان وجواز قتاله - كما يفعل الكثير الآن -.. وزيادة على النقصان تصدر فتوى من ديار للإفتاء الهدّامة التقليديّة بأن الهجرة للحبشة هجرة لديار كفر والتعامل مع هذا النصراني حرام شرعًا..لكن شيئًا من هذا لم يحدث..
امتلك النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - من المرونة التي جعلته يفهم ويُعلّمنا معه أن رسالة الإسلام رسالة حق وخير وعدل للبشرية ، لكل مخلوق على وجه البسيطة..
{ إنما بُعثت لأتمِّم مكارم الأخلاق }.. معنى ذلك توضيحًا أن الأخلاق كانت موجودة ، كانت مُفعّلة ، كان البعض يتّصف بها برغم غرابتها وغُربتها في ذلك الوقت ، البعض وليس الكل في مجتمعات ، والكل وليس البعض في مجتمعات أخرى..
تكون الأخلاق نابعة من البيئة أحيانًا ، أو بقايا من دين حنيف أحيانًا أخرى ، أو تربية ، أو قانون أو عُرف.. المهم أنه كان هناك أخلاق وهي الأساس وعليها وعلى فُلْك الإسلام كانت الحضارة على أعناق الرجال - الصحابة -..
فالإسلام ثورة ، الإسلام في جانب من جوانبه الإيجابيّة المتعدِّدة كان ثورة - ربيع عالمي - ، ثورة على المصلحة التي تقتل الأخلاق قبل أن يصل نعيمها للعقول ، ثورة على الصفات الفاسدة المُفسِدة وغياب التعقُّل عنها ، ثورة على العصبيّة القبلية والحروب التي بسببها أُرِيقَت الدماء ، ثورة على العنصرية والطبقية التي كانت تسود العالم في ذلك الوقت..في قارات العالم القديم كله ، ثورة ، الإسلام ثورة ، ثورة للحق..
والسؤال هنا للجميع بل للجموع ، كيف يمكن أن يكون الإسلام ثورة لعودة الحق الذي طال غيابه إلا ما رِحم ربي..لسنا في حاجة للبكاء ، بل في حاجة أَمَسْ للقيام ، للتغيير ، لثورة ، للحق..؟؟
لأني مؤمن أشد الإيمان أن ثورة الإسلام مستمرة على القبيح..ثورة للحق.
يُتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق