الجمعة، 24 يونيو 2016

برود بقلم طارق الصاوى خلف

برود
خرجت الملكة فى يوم زينتها،ُعرسها الموسمى قمرا، تحيط بها كواكب الوصيفات، وقفت برشاقة تمتص رحيق زهرة برتقال، أنعشها طنين ذكور النحل ، رفرفت بأجنحتها الذهبية، أصطف المتسابقون على شرفها عند خط البداية، أنطلقت الملكة محلقة فى الفضاء صاعدة ترتقى طبقاته، تابعها ذكور النحل .. أزدادت سرعتها، لم يستطع المطاردون لها اللحاق بها، ضرب الغضب كبريائها عندما لم تجدا أحدا فى أثرها .. كسرت قواعد المراسم حرصا منها على أنجاز مهمتها، أرتدت من قمة حنقها هابطة إلى حيث أنتهت بهم طاقتهم ، أطلقت صوتها بالازيز لتحفيز الذكور على اللحاق بها ، نيل شرف، متعة تلقيحها، لم تتحرك الدماء فى نخوة أحدهم، إحترقت البهجة فى قلبها، أنحطت مجددا من سموها، أختلطت بالذكور ، أطلقت رائحة أنوثتها رسالة حب لمن يحيطونها ليلتصقوا بها، ينهوا عملية يتوقف عليها مستقبل المملكة، شعرت الملكة بانكسار الروح ، عاد ذكور النحل للخلية مطمئنين على مصيرهم ،واثقين أن الشغالات لن تقمن بطردهم أو منعهم من إلتهام شهد العسل لأن دورهم لن ينته بعد .
طارق الصاوى خلف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق