الجمعة، 18 ديسمبر 2015

رسالة الأديب الجزائري المزيف كمال داود ..بقلم العروسي رويبات احمد

رسالة الأديب الجزائري المزيف كمال داود على فرانس 24 لم ولن تبلغ أثرها
لقد سمحت لنا حصة اليوم الأربعاء 17من عام إلفين وأربعة عشر .في برنامج "قهوة وجرنان " لمنشطها الصحفي القدير "محمد عصماني " وباستضافتة الروائي الأديب رشيد بوجدرة الوقوف على نوع أخر من النقاش الفكري الذي كنا ننتظره والذي أصبحت تعرفه بعضا من البرامج التلفزيونية كالنقاش الذي تتبعناه اليوم حول موضوع الأدب والهوية الوطنية تحت عنوان "الأدب الجزائري والهوية الوطنية.... اصطدام أم أنفصام " وهو ما نفسر بالأمر الجاد بعيدا عن الجدل السياسي القائم بين اقطاب الموالاة والمعارضة التقليديين البحت العقيم الأثر ،
حيث حاول المنشط إبراز معالم الهوية الوطنية في الأدب الجزائري آخذا كتاب الأديب كمال داود وردوده على أسئلة منشط قناة فرنس 24 كنموذج حي للاستدلال على ما ذهب إليه المنشط في الاشكالية المطروحة محل النقاش
وفي هذا الإطار أحاول بدوري إبداء بعضا من الملاحظات كتعقيب حول الموضوع من زوايا شتى نراها من الضرورة بمكان التعقيب عليها وعدم تفويتها
اولا : بخصوص مضمون الإشكالية محل النقاش
إن طرح إشكالية الهوية الوطنية في الأدب الجزائري من وجهة نظر أديب معقد منفصم الشخصية في نظري و من أمثال الأديب كمال داود يعد إجحافا في حق الأدب الجزائري والأدباء الجزائريين الذين رسخوا معالم الهوية في كتاباتهم وممارساتهم حتى أصبحت معلما ثابتا وضابطا أساسيا في المواثيق الرسمية للدولة الجزائرية منذ ما قبل ثورة نوفمبر مرورا بثورة نوفمبر إلى يومنا هذا وإلى الأبد ويكفي الاستدلال بنموذج المفارقة التي قامت بين رعيل الحركة الوطنية حين حاول الزعيم التاريخي مصالي الحاج تغييب الهوية الوطنية الجزائرية محاولا تغليب مشروع الاندماج على حساب مشروع الاستقلال حيث جاء رد العلامة عبد الحميد ابن بأديس قويا ومفحما بقصيدة شعرية خالدة مخلدة مطلعها " شعب الجزائري مسلم والى العروبة ينتسب من قال حاد عن أصله فقد كذب ....." وفي أدبنا الجزائري العربي الإسلامي الحر والملتزم ابتداء بالأقصوصة فالقصة بمختلف أنواعها مرورا بالرواية فإلى القصيد النثري والشعري بمختلف أنواعه لم تغيب الهوية الوطنية لدي كثير من الكتاب بصفتهم شباب أم مخضرمين ام شيوخا والأمثلة على ذلك كثيرة للاستدلال لا داعي الإشارة لأي منها في هذه العجالة لتحري الموضوعية بعيدا عن الترويج الاشهاري للبعض أوإقصاءا للبعض الأخر
ثانيا: بخصوص مضمون الكتاب
شخصيا لست في حقيقة الأمر مؤهلا للحديث عن كتاب الأديب ولست في مستوى تقييم مضمون الكتاب لكونه لم يقع في يدي ولم اطلع عليه ويكفي أن أستدل بملاحظات الأديب رشيد بوجدرة الذي أشارة إلى خلو الكتاب من أبجديات البناء الفكري والحبك الجمالي الإبداعي في صباغه الفلسفي والتاريخي كمرتكزات بنائية التي تقتضيها الكتب القيمية فضلا عن كونه يتضمن مفارقات مغلوطة والتي تضمنها الكتاب بعيدا عن الموضوعية والحيادية وفي هذا الاتجاه نلاحظ أن الأديب رشيد بوجدرة يكون قد افرغ الكتاب من محتواه الفكري واعتبره مجرد كتاب للتسويق والاستهلاك لا اكثر
ثالثا : بخصوص التصريحات التي صدرت عن الأديب كمال دواد على قناة فرنس24
للإشارة أن الحوار الذي أجراه الأديب على القناة كان يحمل أكثر من مفارقة تستدعي التوقف عندها والرد عليها وماجاء ت به حصة "قهوة وجرنان " من مقتطفات فهي غيض من فيض مما تفوه به هذا الكاتب الذي اسمح لنفسي بوصفه بالأديب الجزائري المنفصم الشخصية كما أسمح لنفسي بالقول أن رسالة الأديب الجزائري المزيف المفصم الشخصية لم ولن تبلغ اثرها إلى حدّ التشكيك في الهوية الوطنية لا سيما وأن الرسالة جاءت موجهة من هناك ممولة في شكلها وفي موضوعها وفي زمانها ومكانها ونحسبها نحن الجزائريين بمختلف توجهاتنا الفكرية والسياسية مجرد شطحات إعلامية لأديب جزائري نحسبه منفصم الشخصية حاول الترويج لسياسة استعمارية جاءت بها مذكرات الرئيس الفرنسي " ديغول " لتبرير إندحاره من الجزائر ويتعلق الأمر بالاستعمار الثقافي للجزائر بدلا من الاستعمار الوجودي الذي أصبح باهض التكلفة ،
لاشك أن تهجم الكاتب المنفصم الشخصية على جبهة التحرير الوطني التاريخية بصفتها رمزا من رموز النضال السياسي الذي حافظ على مقومات الهوية الوطنية وقام تحت عنوانها بكلمات سرّ " خالد ،عقبة " زنادها الله اكبر وبطعنه في الدين الإسلامي والعروبة واللغة العربية كمقومات أساسية للهوية الجزائرية كسبب من أسباب مبررات الإعاقة من التطور الحضاري العربي في مسار الأمم يكون قد اثبت تبنيه العقوق البائن بينه وبين الشعب الجزائري او بينه وبين امه الجزائر كما شاء له أن يعلن ذلك دون خجل.
إن الكاتب الجزائري المزيف كمال داود المنسلخ والمتنكر للهوية الوطنية العربية الإسلامية المنفصم الشخصية لو تنازل قليلا عن عقدته في الانتماء إلى الحضارة الأوربية لغة وفكرا ولو تريث قليلا وسمح لنفسه بالاطلاع على أمهات المخطوطات والكتب العربية والإسلامية لوقف على وعاء حضاري من معالم الهوية الوطنية (الإسلامية العربية الأماريغية ) ما قد تذوب فيه الحضارة الأوربية نفسها بماضيها وحاضرها ومع الأسف فأمثال هذا الكاتب هم من بني جلدتنا من حاولوا ويحاولون دائما الهرولة إلى هناك لينفثوا سموما من وراء البحر من اجل مسخ هويتهم وبالتالي هوية قومهم ويصفونها بشتى أوصاف التزمت والتطرف والمغالاة وهي عينة من العينات التي لا ننتظر من كتابتها خيرا بل يستوجب علينا قراءتها بحذر حتى يتبين لنا الخط الأبيض من الخط الأسود حتى يتسنى لنا اتخاذ موقفا فكريا حكيما منها وفي النقاش الذي أثير حول الموضوع في برنامج قهوة وجرنان انتظرت من الأديب الجزائري المحنك رشيد بوجدرة الذهاب بعيدا في الدفاع عن المكاسب التي حققها الأدب العربي الإسلامي لاسيما وأن السيد رشيد بوجدرة ممن تحدى الواقع الثقافي الذي فرض على جيله وانتقل من الكتابة بالحرف الفرنسي إلى الحرف العربي وهذا ما يحسب له كأديب عصامي .
و من خلال خلاصة تعقيبي هذا اسمح لنفسي دعوة الأدباء والإعلاميين العمل سويا من اجل الرد على أمثال هؤلاء الغربان بحكمة وتبصر دون اسرا او تسرع
ومع الأسف يجب الإشارة إلى أن هناك أعمال أدبية كثيرة تصب في وعاء ثراء ثقافة الهوية العربية الإسلامية في شكل مؤتمرات و ملتقيات وندوات وكتابات بعيدا تتم بعيدا عن الإعلام الجماهيري بفعل فاعل فلا يبلغ هذا المجهود مداه الفكري ومن هذا المنطلق ينبغي الإشارة إلى أن حزب الوسيط السياسي وفي إطار نشاطاته الفكرية بمناسبة يوم العلم قد برمج ندوة فكرية تحت عنوان : "دور الأدب السياسي المقاوم وعلاقته بثقافة المقاومة" وقد وجهت الدعوة للكتاب والباحثين والشعراء والإعلامية ولم نسجل لحد الآن تفاعلا ايجابيا مما كنا ننتظره
بقلم / لعروسي رويبات احمد / رئيس حزب الوسيط السياسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق