الأحد، 20 ديسمبر 2015

( أوجاع العرب ) بقلم الشاعر نور هادي

نور هادى 


شاعر الفردوس 
يكتب :- ( أوجاع العرب )
............................
مصرىٌّ أنا
طفلٌ إذا داعبنى خيالُك
طيفٌ إذا لاعبنى حنانُك
ولاغَانى فى عشقٍ دلالُك
ومازجنى فى قارورةِ المجدِ بنانُك
بإذعانى وانطوائى وانضوائى
وتهافتى لإشارةٍ منْ نيلكِ الغالى
إذا ناورنى ثباتُكِ ومازحنى
بارتهانى اهتزازى
وفيكِ لغانى ولَغِى
ولَغَى فى جوهرةِ التاجِ لبَّ بنيانى
لإخوانِ رجيمِ شيطانِ
وسارَ فى أرجائى شعارُكِ السامى
بأجْرَامى وأحزامى وأحزانى
إذا جاوزتنى سماؤُك
وزاوجتنى بحورُ أشعارك
وطلاسمٌ إذا سحرتنى
فى الغيماتِ غيماتُ نجماتِك
وصار انتمائى فى العلياءِ انتماؤُك
وإنسانٌ إذا حاورنى كلامُك
وديوانٌ إذا جاورنى بيانُك
وغلافُ كتابى
وصحَّتْ كلُّ أبياتِك
فى القصيدِ العاتى
فإدمانُ حبكِ يُدمينى
بآياتِك وآياتى وبرهانِ سلطانِك
ورسومِ أبياتى
وأطلالِ ظلالِ قصورِ ذاتِك
فى تلابيبِ ذاتى
بمرسومِكِ السلطانى
وتراتيلِ أشجانى
وأهٍ منْ تلكَ الأيادى الحانياتِ
وآه منْ تلكَ الليالى القاسياتِ
والفتنِ العارياتِ الكاسياتِ
وسلاحِ المؤمراتِ
وعنفوانِ قهركِ يُشجينى
وإيوانِ حصنِكِ يَحمينى
فأنتِ الذاتُ يا مصرُ وأنتِ يقينى
ومددُ سنابلِ رمشِكِ الغالى
أمواجٌ فى خضمَّكِ العالى
رياحٌ فى رياحينِ بستانِكِ النادى
وعفافِكِ الزاهى فى التلالِ
وكواكبٌ يفجِّرها حزامُك
الناسفُ بانتحارى فى الجبالِ
فى انتحارِىٍّ يريدُ قلبَكِ الدافى
يريدُ زعزعةَ فتيلِ حصنِ
أمانِ حضنِكِ الواقى
عنوانٌ إذا تاه منكِ عنوانى
وإذا أشار لقلبى مدُّ عبيركِ الدانى
فسأكونُ أزيسُ زمانكِ أو نفرتارى
أوْ يوسفُكِ صلاحُ الدينِ بن شاذى
أوابن بعقوبِكِ الثانى
يلملمُ جراحاتِ أوجاعِكِ
وصديدَ قروحاتِ أحزانى
يا نغمَ العودِ يا مصرُ بألحانِ أوتارى
ونغماتُ نشيدِ الأمانى
ترنُّ برصيدِ رشيدِ الأغانى
(بلادى بلادى لك حبى وفؤادى )
يُزَفُّ على مسامعِ الزمانِ
وتجلِّى الربِّ فى المكانِ
حين يُدكُ الطورُ وجبلُ الحلالِ
...................................................
تونسىٌّ أنا
يا سيادةَ المواطن
أبٌ إذا احتاجنى تهذيبُ عنانكَ
وسبفُ لجامِكَ الدامى
ورماحُ السنانِ
ورفعةُ الشوقِ تدفعنى لتونسَ
وتونسٌ لؤلؤةُ الياقوتِ والمُرجانِ
ورقعةُ السيفِ الآتى
من يديكَ يا عقبةَ بن نافع
وما قالتْ كَفِّى كُفَّ عنِّى بسؤلَكَ الحيرانِ
أمَا كفَى إذلالُكَ ياوطنُ بحديدِ نيرانِ
كسيلةَ بن لمزمَ وكاهنةِ جبالِ أُوراسِ
وأسى جيرانى وجديدِ ميدانِ ؟؟
وما نفى عنكَ ابتهالُك يا بشناقُ
ويا لطيفةَ الأغانى
فى عبقِ المكانِ
والترياقُ يطلقُِ ثوراتِ
ربيعِ الخرابِ الجاثى
على ركبتيهِ فى تركيعِكَ السادى
فى بردِ شتاءِ صقيعِ تقسيمِ بلدانى
فى دهسِ بناءِ أبناءِ عروبةِ التيجانِ
فى سجنِ الذاتِ بذاتِ السجَّانِ
فلكِ اللهُ يا تونسُ من بعدِ دعواتِ
.........................................................
ليبىٌّ أنا
وعمٌ وخالٌ وأخٌ
وكريمُ بغدادِ عراقِ
فى الأعراقِ عِرقٌ تركىٌّ
ينفرُ فى جبهةِ الوادى
وحلفُ بغدادِ و وارسو
والنيتو والكومينسُ والأطلسى
ينبضُ وملِكُ ملوكِ أفريقيا المقتولِ
فى المجارى
ووطنٌ إذا اشعرتنى ببردِ سؤددَك
وأمٌّ إذا ارعوى لها دمُك
وحنَّ الصغيرُ لدفِء قلبِها المنفلِت
وقلبُك الدافىءُ المنصلت
وجنَّ الليلُ لحسنِ لبِّكَ المنتظر
وبترولِكَ المغتفر
وسهامِ مرقدكَ فى المعترك
تنادى وطنًا أخرسَ أوشكَ على الغرق
وانحنى وانجرف وانحرفَ للأرق
فأنا ارعوى وأرعى الحمقَ
الملازمَ للنمق
وقطعِ أشجارِ السدرِ والنبق
التى زرعها عمرُ المختارُ
قبلَ أن ينشنق
فى قِبلةِ المدى
بقُبلةِ الحياةِ لا النزق
المسافرِ فى دمى
والواصلِ لتحتِ أعظمى
والقابعِ فى ثرى الوطن
المنقوعِ والمعجونِ والممزوجِ والمخلوطِ
بالعدمِ والشجنِ و العفنِ والسقم
......................................................
سورىٌّ أنا
ببشارةِ الأنبياءِ وبشارِ الندم
وأسدٍ ماتَ وما افترسَ عدوه
أو أكله العدم
أو عضَّ أناملَه من الألم
وما رعى ولا ارتعى ولا ارعوى
ولا حمل الامانةَ والعلم
ولا اجتاز بالعلمِ والعمل
وما ساوره الأمل
وحافظٌ وما حفِظَ السلامةَ بالنوى
وما نوى خيرًا بالبلادِ
ولا حوى ميرًا للعبادِ
وبحيرةِ الدمِ المنتظر
وسوءِ الندامةِ والحظِ العكِر
برهنِ اقتصادِك برغم افتقارِك وافتقارى
بزعمِ حيِّك وندى ميدانِك الجارى
وكتبِ منجمِيكَ فى حدِكَ السارى
وحربِك وقتلِك أو سلامةِ أعضاءِك بانهيارى
وبلقيسُ أنا إذا كنتَ نزارى وديوانَ أنهارى
وشعارُك شعارى وسجلُ أشعارى
وقناتُك شارتى و إشعارى وشغلُك الشاغل
الثباتُ وتداعى المعانى فى الافقِ والعنانِ
وتشريدُ الاهالى وهدمُ المبانى
وتيتيمُ أطفالى وتركيعُ ربانِ
سوريا بالله أينَ أنتِ ؟؟ وأينَ أنا منكِ ؟؟
يا زمردتى وتيجانى
وأين بيضتكِ فى أيلولَ أو تشرينَ أو كانونَ الثانى ؟؟؟
..................................................................
يمنىٌّ أنا
برغمِ اختيارِك
فى مواجيدى
وبزعمِ إجبارى
فى مواعيدى
وتخليلِ خلانى
صديقٌ إن اخترتِنى
واختارنى خيارُك
ومحاربٌ لا يبالى
إذا كان الخيارُ خيارى
انظرى فى مفكرةِ
مواعيدِك
فما عادَ فى النبتِ
خيارٌ أو تفاحٌ أو برقوقٌ
أو أشجارُ زيتونِ بالياسمينِ
بجوار شتلاتِ الياقطينِ
ولا البنُ عادَ فى البيتِ
ولا عادَ اليمنُ السعيدُ كما كانَ
فى الغابر ولا عاد فى الآتى
فما بالكِ أيها الشقى باختيارى؟؟
والعرشُ بلقيسى
وإن كان انتحارى
والهدهدُ سليمانى
فما أنا آصفُ ولا الزمانُ زمانى
ولا الثوراتُ ثوراتى
ولا البركانُ بركانى
ولا الزلزالُ زلزالى
ولا أنتِ مفجرةُ طاقاتى
إنها المؤامرةُ الكبرى
فى قتلِ الذاتِ .
........................................
كتبها :- نور هادى
شاعر الفردوس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق