الأربعاء، 30 ديسمبر 2015

حالة من القلق بقلم الكاتب محمود شنيشن


حالة من القلق

ما يضاعف من حالة القلق والتوتر التى يعيش في كنفها غالبية المصريون هذه الآيام هى كثرة هواجسهم وظنونهم الغيبية التى تدور كالرحى فى خلدهم ، والتى تأتى انعكاس طبيعى وصدى لما يكتنفه المشهد السياسى المصرى كله من غموض وتراخى واضح وجلى فى ظل حالة من الارتباك او خيبة الآمل ان صح هذا التعبير التى بات يستشعرها كثير من المصريين فى مستقبل ظن غالبيتهم بأنه سيكون مستقبل مفعماً بالخير واكثر دفأً واشراقاً ، ولكن خيبة املهم هذه وفقدان الثقة جاءت نتيجة لآحساسهم المتذايد لعدم وجود بوادر اصلاح حقيقي او نوايا صادقة وخالصة من الحكومة والقائمين على الآمر بتطهير مؤسسات الدولة من عفن البيروقراطية والرشى والفساد الآدارى الذى عشش فى دواليب الدولة وفى ادراج مكاتبها ، وايضاً فى عدم قدرة هؤلاء المسئولين على فك اشتباك وتعقيدات الملفات الضاغطة على الشريحة الآكبر من جموع الشعب المصرى ، الجموع الدنيا الواقعة تحت ضربات مطرقة المطالب الآنسانية العادلة الملحة وبين سندان الموائمة بين ماهو ممكن ومتاح ،
ففي ظل هذا الواقع المتأزم لا يجد كثير من المصريين طاقة النور وبارقة الآمل التى تلوح وتسطع فى هذا الآفق الكئيب العريض والعميق الذى لا يبشر بجديد او بخير سوى كثرة من ايام كأيام دولة مبارك التى امتدت حقبتة مرة اخرى بنفس توجهاتة السياسية وبنفس انحيازاتة الاجتماعية والاقتصادية القديمة البالية حتى لم ينسى النظام السياسي الجديد وهو يدشن لمرحلة حكمة الجديدة ان يستعين بنفس رموزه ونفس رجاله التى قامت ثورة عظيمة فى السابق عليهم
فإن الفشل في تخطي هذه المرحلة العصيبة الحرجة التى تمر بها الدولة ، يعني الإنزلاق اكثر الى سفح الإستقطاب السياسي والصراع الاجتماعى الطبقى والفئوى الذي يحمل في طياته مخاطر جسيمة وكثيرة على المجتمع المصرى وعلى الوطن بأكمله ، وكلما تأخرت الحكومة عن تسريع وتيرة العمل وخطوات المعالجة الناجزة الصحيحة والدفع فى اتجاة لآصلاح الحقيقى ، وكلما طالت عملية تصحيح مسارات الوضع السياسي والاجتماعي المضطرب ، وكلما استمرت محاولات الالتفاف والمماطلة او الهروب من الاستحقاقات السياسية والدستورية الشاملة والعادلة، كلما كان هذا نزير سوء فى أننا نفسح المجال اكثر واكثر لزيادة ومضاعفة حجم الخسارة التى سنتحملها جميعا في هذا المشهد السياسي والاجتماعي المرتبك والعصيب .
بقلم الكاتب \ محمود شنيشن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق