الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

أعـتــذر يا رســول الله بقلم الكاتب حسن زايد

أعـتــذر يا رســول الله

كنت في حاجة إلي مزيد من الشجاعة ، ومزيد من الجرأة ، ومزيداً من التأهيل النفسي ، حتي استشعر في نفسي القدرة ، وفي قلمي الثبات ، حتي أخط حروفاً ذات معني ، فيمن أرسله ربه رحمة للعالمين . آخر من تلقي عن السماء ، آخر رسالات رب العالمين للناس أجمعين . آخر من إلتقي سفير السماء إلي الأنبياء والرسل ، جبريل عليه السلام . أعلم يقيناً أن كلامي ليس فيه جديداً ، فقد سبقني في الكلام عن حضرتك البهية عمالقة القلم ، وأساطين الفكر ، علي مر الزمان . ملأت الدنيا طيبة ، وصلاحاً ، وطهراً ، وعفافاً ، وتقي ، وهدي، ورحمة ً . وعدلاً ، وفضلاً ، وبراً . كنت قرآناً يمشي علي الأرض ، أي أن الآيات القرآنية انتقلت من السطور إلي الصدور ، وتمثلتها سلوكاً بوجدانه وإدراكه ونزوعه . ويوم أن افترق المسطور عن الصدور ، اختل السلوك . وافترق الدين عن الممارسة ، وأصبحت الممارسة في جانب ، والسلوك في جانب آخر . وقد جمعت الأمر كله في جملة واحدة ، من كلمتين : " الدين المعاملة " . وجعلت التبسم في الوجه صدقة ، وقال لك ربك : " ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك " . فلم تكن أبداً فظاً غليظ القلب ، وأشهد بذلك ، إن كنت أهلاً للشهادة لك . أعلم أنك قد أخبرتني بأن إمرأة دخلت النار في هرة ، فلا هي أطعمتها ، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض . ودخلت بغي الجنة في كلب ، سقته فغفر الله لها . واليوم جاء من يعلمنا الفظاظة وغلظة القلب باسم الله ورسوله . أظهروا من الدين شكلاً ، واتخذوا من الشكل دليلاً وعنواناً علي الصلاح والتقوي ، واتخذو مما يتصورونه صلاحاً وتقوي ، مقياساً لصلاح الناس وتقواهم ، وعلي أساس مقياسهم يقيمون الناس ويصنفونهم ، وعلي أساس هذا التقييم والتصنيف يحاسبون البشر ، ويوزعونهم علي الجنة والنار . إنهم يقسمون رحمة ربي يا رسول الله . اليوم يا رسول الله يعيش بيننا من كفرنا بتأويلات مختلف عليها ، ويقتلنا ، ويحرقنا ، ويذبحنا ، ويستعبدنا ، ويخرب بيوتنا ، ويهدد أمننا ، ويشيع الرعب والهلع في نفوسنا ، ويسبي نساءنا ، ويستحل منهن الفروج باسم نكاح الجهاد ، والبيع في سوق النخاسة ، واستحلال الأموال ، كل ذلك باسم الله ورسوله ، والخلافة الإسلامية . لا ريب عندي أن كل ذلك مستوجباً للإعتذار لك يا رسول الله . وأنا مدين لك بهذا الإعتذار .
حــســــن زايــــــــــد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق