الأربعاء، 30 ديسمبر 2015

وقفة صادقة مع النفس بقلم الشاعر محمد انور التركي

*وقفة تأمل بين عامين*2015*2016*
....................................................
وقفة صادقة مع النفس
بعد أيام قليلة ينتهي عام 2015 ونستقبل عاماً جديدا2016 يمضى عام كامل من أعمارنا وكأنه ساعة من نهار، فالأيام تمر والأشهر تجري وراءها تسحب معها السنين، وتجر خلفها الأعمار، وتنقضي الآجال، وبعدها يقف الجميع بين يدي الملك الجليل، للسؤال عن الكثير والقليل، مصداقاً لقوله سبحانه وتعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [الزلزلة:7-8].فأحببت أن نتوقف في هذا اللقاء وقفة صادقة مع النفس.
والناس في نهاية العام تختلف رغباتهم ويتغاير شعورهم ؛ فمنهم من يفرح، ومنهم من يحزن، ومنهم من يكون بين ذلك سبيلاً، فهناك من يفرح بانقضاء العام، لأنه ماله أو ممتلكاته زادت ، وآخر يفرح بانقضاء عامه من أجل ترقية في عمله ،أو حصوله على شهادة أو درجة علمية ، إلى غير ذلك من المقاصد التي تفتقر إلى المقصد الأسمى وهو المقصد الأخروي،
وصدق القائل :
إنَّا لَنَفرح بالأيام نقطعُهــــا *** وكُلُّ يومٍ مضـى يُدْنِي مِن الأجَلِ
فاعمَلْ لِنَفْسِكَ مُجتهداً *** فإنما الربحُ والخسرانُ في العمَـلِ
نسيرُ إلى الآجالِ في كُلِّ لَحظةٍ *** وأَعمارُنا تُطوَى وهُنَّ مَراحلُ
وقفة عظة وعبرة :
إخواني في نهاية هذا العام2015 الذي أوشك على الانتهاء وددت لو توقفنا وقفة عظة وعبرة ؛ فكم من حبيب فيه فارقنا! وكم من اختبار وبلاء فيه واجهنا! وكم من سيئات فيه اجترحنا! وكم من عزيز أمسى فيه ذليلاً! وكم من غني أضحى فيه فقيراً! وكم من حوادثَ عِظامٍ مرت بنا! ولكن أين المعتبرون المبصرون؟
و تعاقب الشهور والأعوام على العبد، قد يكون نعمة له أو نقمة عليه، فطول العمر ليس نعمة بحد ذاته، فإذا طال عمر العبد ولم يعمره بالخير فإنما هو يستكثر من حجج الله تعالى عليه
محاسبة النفس :
قال عمر بن الخطاب : "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا، وتزينوا للعرض الأكبر على الله "
فهل خلوت بنفسك يوماً فحاسبتها عما بدر منها من الأقوال والأفعال؟
وهل حاولت يوماً أن تعد سيئاتك كما تعد حسناتك؟
بل هل تأملت يوماً طاعاتك التي تفتخر بذكرها؟! فإن وجدت أن كثيراً منها مشوباً بالرياء والسمعة وحظوظ النفس فكيف تصبر على هذه الحال، وطريقك محفوف بالمكاره والأخطار؟
والحمد لله رب العالمين
....................................................................................................
تحياتي لكل قارئ*محمد
انور التركي*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق