الأحد، 20 ديسمبر 2015

اعيش اكلينيكيا !!!!! بقلم الكاتب ياسر عامر

اعيش اكلينيكيا !!!!!
بقلم : ياسر عامر
لا لا لا تعتقدي ان حركات جسدي حياة، فما هي الا نبضات كهربائية تلقائية، ولا تعتقدي انني اكل طعاما فما هي الا حركات فكين لا اشعر بطعام ولا مذاق فهو مجرد حشو يملئ الفراغ المعوي، كيف لم تلحظي اني منذ سنوات طويلة لا ابتسم ولا تظهر اسناني اطلاقا الا عندما افتح فمي في محاولة مني لاقتناص جزء من الهواء، استخلص منه اكسوجينا بعد ان فقدت انفي وظيفتها.
لا تعتبري ان حركاتي السريعه الشديدة نشاطا مني ... بل هي اما ارتعادات اواصري من البرد، او ارتعاد قلبي من الخوف، وحركات عينيا تلك المتسارعه ليست صحه ونشاط ولكنها قلق وارتياب، سيري ليس كسير البشر فهو مجرد حركات ناتجه عن تبديل ساقاي، انتقل من مكان لمكان، ولكنه نفس المكان اسير محلا سر، فلا احصل عملا ولا انتج منتجا، عيناي تري بلا ابصار، واذاني تسمع بلا وعي يتسرب اليها الاحاديث فتدخل بلا ادني اذن مني ،هكذا اذني اعلنت استسلامها، لا اشعر بحرارة تدب في اوصالي حتى وانا تحت لهيب الشمس صيفا، حتى ملامسة يد عند السلام لم اعد احسها، تبدل الجلد عندي وتاهت مشاعره فلا لمسة تشعره، ولا الم يؤثر فيه، قلبي يدق نعم، يضخ الدم كسريان ماء في غدير، صار دمي كالماء لا لون له ولا رائحه، تاهت مني الذكريات، فلا ماضي يذكرني ولا حاضر يناديني، ولا مستقبل ينتظرني، تشابهت الوجوه من حولي، واختلطت الأصوات لم اعد افرق بينها،ولم اعد اهتم... النوم صار صراع مع الكوابيس، والاستيقاظ صراعا مع الواقع، لا اشعر بفرحه ولا حزن، تساوت عندي الاحاسيس فماتت السعادة، اصبحتانا كورقة شجر تحركها الرياح كما تشاء، حتى قدرتي على ترك نفسي للرياح لم تعد موجودة، حتى اختياري للاستسلام للريح اصبح ليس بيدي، اتواجد بغرفة بلا نوافذ لا يدخلها شمس ولا هواء.
ببعدك يا حبيبتي اصبحت وامسيت مجرد جسد يتحرك، اني خارج نطاق الزمن وداخلي عبارة واحدة " عفوا لقد نفذ رصيدكم" فلا استطيع الاستمرار في الحياة ولا استطيع الموت والخروج منها لست عائشا حيا ولكني اصبحت اعيش اكلينيكا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق