الأحد، 20 مارس 2016

أمك ثم أمك بقلم الكاتب هشام نادي




أمك ثم أمك


ظلت المرأة الفرعونية تحظى بمكانة هامة، وأعطيت لها أولوية في جميع الميادين، فرأيناها مساندة لزوجها فى الحقل , ورأيناها سيدة منزلها, كما رأيناها الطبيبة والمهندسة والمعلمة, وأيضا رأيناها قاضية وكاهنة وقائدة للجيش وملكة حاكمة بمفردها على عرش مصر.

كل تلك الصور رأينا فيها المرأة ليست مساوية فقط للرجل بل تفوقت عليه أحياناً كثيرة, صوراً تعددت وتشكلت أبدعت فيها المرأة, صوراً لم يمنعها دور الامومة من أن تؤدى وتتفوق وتتميز .. لم يمنعها ولم يعوقها عائق مجتمعى كالذى خلقناه بكثيراً من الانانية والحقد والخوف منها .. نعم الخوف من أن تتفوق عليك أيها الرجل الذكر الذى من فرط خوفك زيفت التاريخ وأدخلت على الاديان ما ليس منها, ولكن كل ليل لابد من أن يأتى من بعده الفجر.

وحتى يحين الموعد دعونا نتأمل وصايا أحد الحكماء ( الحكيم آنى )أبان الحقبة الفرعونية وما وصى به إبنه, حيث قال له عن المرأة بصفة عامة وعن الأم بصفة خاصة :
" إذا ما ترعرعت وإتخذت لك زوجة وبيتاً, فتذكر أمك التى ولدتك ثم أنشأتك من جميع الوجوه, لا تدعها تلومك وترفع أكفها إلى الله فيسمع شكواها, فهى قد حملتك طويلا تحت القلب عبئاً ثقيلا, وبعد أن إنتهت شهورك وولدت حملتك, وكان ثديها طوال ثلاث سنوات فى فمك, وهكذا ربتك وأنشأتك دون أن تشمئز من قذارتك, وبعد أن دخلت المدرسة لكى تأخذ دروساً فى الكتابة بقيت ترعاك فى كل يوم بالخبز من بيتها ".

بسم الله الرحمن الرحيم
" ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي ".

تحية للام والزوجة التى تقوم بمهامها داخل بيتها وتساعد زوجها فى عمله إذا كان فلاحاً أو صانعاً أو محارب.
تحية للام المعلمة والمهندسة والطبيبة التى وازنت بإقتدار وتضحية بين بيتها وتحقيق ذاتها.
تحية للام القاضية التى تعلمت وتفوقت ووثق الناس فى عدلها .. تحية لأول قاضية وأول وزيرة عدل "نبت".
تحية للام الكاهنة العالمة بشئون العلم والحياة والروح .
تحية للام المحاربة قائدة الجيش صاحبة تحرير الارض والعرض من المستعمر .. كل التحية للجنرال المحاربة "أحمس - نفرتارى".
تحية للام الملكة والوصية على العرش تحية للام المضحية بالزوج (سقن رع) والابن (كاموس), والمحفزة والمجهزة للإبن الاصغر وأخته ( احمس الاول وأخته) لإستكمال حرب التحرير .. تحية للعظيمة "إياح حتب".

التحية لكل أم عملت ومازلت تعمل من أجل نفسها وأولادها ووطنها ودينها .. تتقدم الشعوب بإحترام المراة وإعطائها الفرصة...فالمراة أم.... والأم مدرسة... ومدرسة المجتمع إذا كانت سليمة أنتجت حضارة.

كل سنة وكل أم بخير....

كل سنة وأنتى بخير يا أمى ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق