الأحد، 20 مارس 2016




<٠> بسم الله الرحمن الرحيم <٠>


اهــــــلا ومـــرحبــــــا بكــــم احبتـــــي الغــــــوالــــي مـــــع
برنامـــــــج (( المستظــرف)) مــن اقـــــوال واشعـــار العـــرب
(( واسماء الله الحسنى في اقوال الشـعراء))..( الجزء الثالـث)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للشاعر// سيد غيث ..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
٠
المــقـــــدمــــــة
=<<<>>>=
٠
لقد ورد ذكر كلمة (( الله )) في القرآن الكريم نحو (٢٧٢٤) مرة .
و(( الله )):اسم للذَّات العليَّة فهو خالق الأكوان والوجــــود وهـــو الإله الحـق
لجميع المخلوقات ولا معبود بحق إلا هو. ويؤمــــن المسلمون بأن الله واحـد
أحد فرد صمد ليس له مثيــــل ولا نظير ولا شبيه ولا صاحبة ولا ولـد ولا والد
ولا وزير له ولا عديد ولا نديد ولا قسيم .

ويجب ان يُلحق بشكلٍ دائم عبارة «عَزَّ وجَلّ» بعد ذِكر اسم الله لِمــا له من
العزة والجلال والعظمة، فله العزة الكاملة والجلال المُطلــق والعظَمة الخالية
من النقص ويُلحق المُسلمون كذلك عبارة «سُبحانه وتعالى» بعـد ذِكـر اسم
الله أيضاً لكونه مُنزّه عن العيب والنقص، والأوهام الفاسدة، والظــنون الكاذبة
وتنزيهه عن كل سوء والمُتعالي بنفسه عن الخَلْق فرفع وارتفع. وكذلك تُلحق عبارة(جل جلاله)والتي تعني تجلّت عظمته وكبريائه وملكوته عن كُــل شيء.

ونحن نؤمن بأن الله هو خالق الحياة والكون والمخلوقـــات وكُل ما هو موجود
ومُدبر جميع الأمور ومُقـــدر كُل ما يسري ويجـــري بقدرِه، ولــه جميع صفات
الكمال المُطلق المُنزه عن النقصان فليـــس كمثله شيء، فلا تُشبّــه صفاته
بصفات المخلوقات فهو أول بلا ابتـــداء ودائم بلا انتهاء، لا يفنى ولا يبيـــد ولا
يكون إلا ما يُريد لا تبلغه الأوهام ولا تُــدركه الأفهام وهو حيٌ قيّوم لا ينام ولا
يغفل عن نظره شيء. فهو موجود لا ماـــدي ولا تنطبق عليّه قوانين المــادة
ولا يحتاج لزمـــان ومكان لوجوده ولا تتغير صفتــــه ولا تنقسم ولا تتجزئ ولا
تزيد ولا تنقص فهـــو الذي يُنّعم ويُعذّب ويُسعــــــد ويشقي، وكُل المخلوقات
تُرد إليه وتقــــف بيّن يديه وتُحشر له وهو صاحب الحساب وهو الحكم الفصّل
فلا جنةّ َإلا برحمته ولا عذاب إلا بعدله.
ومن خواص اسم الجــــلالة (الله) أنه لا يُذكر منفرداً بل يُذكر في جمـلة تامّة
المعنى كما أن أعظم جملة ذُكر فيها اسم الله هي " لا إله إلا الله .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
**اسم الله (( القابض )) جل جلاله
------------------------
يا واهب الارزاق يكــرم خلقــــه <><> آني تشا انت الجـواد القابض
ان جدت ادهشنا النعيــم مباركا <><> فالخير من كل المنافذ فائض
واذا قبضت الرزق ليس بمقبـــل <><> الا باذنك انــت انــت القابض
من البحر ( الكامل ) ..
القابض:هو الذي يقبض الرزق عمن يشاء من الخلق بعدله والذي يوسع
الرزق لمن يشاء من عباده بجوده ورحمته فهو سبحانه القابض.
لم يرد هذا الاسم في القرآن الكريم ولكن ورد في السنة الصحيحة يقـول
عليه الصلاة والسلام:(( إنَّ الله هو المُسَعِّرُ.. القابضُ.. الباسط.. الرازق..
وإني لأرجو أن ألقى اللهَ وليس أحدٌ منكم يُطَالبني بِمَظْلَمَةٍ في دَمٍ ولا مَالٍ)
و( القابض ) في اللغة :
اسم فاعل.. من الفعل قبضه. يقبضه قبضاً..وقبضة.. والقبض خلاف البسط.
<><<>><>
** اسم الله (( الباسط )) جل جلاله
-------------------------
من مطلق الارزاق نحو عبــــاده <><> هو ربنا وهو الكريـم الباسط
كم يبسط الرزق الوفير لمن يشا <><> وينوع الخيرات ماهـو قاسط
رب الخلائق انت موســـع رزقهــا <><> يا ربـــنا انت الغـني الباسط
من البحر ( الكامل )..

فهوالذي يبسط الرزق لعباده بجوده و كرمه .
يقول عليه الصلاة والسلام : (( مَن سَرّه أن يَبْسُط الله له في رزقه وأن يَنْسَأ
له في أَثَره فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ )) .
و( الباسط ) في اللغة:
اسم فاعل فعله بسط يبسط بسطاً الآن انبسط الشيء على الأرض اتسع
وامتد.. وتبسط في البلاد ؛ أي سار فيها طولاً وعرضاً، وبسيط الوجــــه يعني
متهلل الوجه، مشرق.والبسيط هو الرجل منبسط اللسان، وبسط إليّ يـــده
بما أحب أو بما أكره، وصل إليّ، بسطها ؛ أي مدها، وفي الآية:
﴿ لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ﴾ .
<><<>><>
** اسم الله (( الخافض )) جل جلالة
------------------------
شقي التعيس بكفره وجحـوده <><> واهانـــــه الله المـــــذل الخافض
رب تنــــزه لم يـــــرد لعبـــــاده <><> شركا فلا يردي الطبائــــع عارض
سعد الانــام بطاعــــة لالههــم <><> وهو المليك ومــا سـواه الخافض
من البحر (الكامل ) ..

والخافض هو: الذي يخفض الأذلال لكل من طغى وتجبر وخرج على شريعته
وتمرد وهو الذي يرفع عباده المؤمنين بالطاعات وهو رافع السماوات.
إذاً مادة الخفض وردت في قوله تعالى:
﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَــا رَبَّيَانِي صَغِيــــرًا﴾
يقول الخطابي في "شأن الدعاء":الخافض الرافع : في هذين الاسمين
يستحسن أن يوصل أحدهما في الذكر بالآخر ، فالخافض:هـــــو الذي يخـفض الجبارين ويذل الفراعنة المتكبرين والرافع هو: الذي رفع أولياءه بالطاعة فيعلي مراتبهم وينصر هم على أعدائه ويجعل العاقبة لهم لا يعلو إلا من رفعه الله ولا يتضع إلا من وضعه وخفضه والرافع : المعلي للأقدار.
ويقول الحليمي ..لا ينبغي أن يفرد الخافض عن الرافع في الدعاء ، فالخافض
هو: الواضع من الأقدار والرافع : المعلي للأقدار.
و( الخافض ) في الغة:
فاعل مِنْ خفَضَ ..يَخفِض ..خَفْضًا ..فهو خافِض ..والمفعول مخفوض..للمتعدِّي وخفَضَ .. يَخفِض .. خِفاضًا .. فهو خافِض .. والمفعول مخفوضة .
<><<>><>
** اسم الله (( الرافع )) جل جلاله
-----------------------
يا مكرم العباد رافــع قدرهــم <><> ذلوا الـــــيك وانـــــت رب رافع
منك العلا منك المكارم كلهــا <><> وسواك محـــــتاج اليك وضارع
يا مسعدا مهج العباد بطاعــة <><> يا خالقـــي انت الكريم الرافع
من البحر ( الكامل ) ..

فهوالذي يرفع أولياءَه فينصرهم على الأعداء .. ويرفع الحقّ .
والرافع هو من تجلّى باسمه الرافع فرَفَع السموات بِغير عَمَدٍ
ورد اسم الله الرافع في القرآن مضافاًُ في قوله تعالى:( إني متوفيك ورافعك
إلى ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إن الله تعالــــى لا ينــــام ولا
ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه , يرفع إليه عمل الليل قبــــل عمل
النهار وعمل النهار قبل الليل .
و( الرافع ) في اللغة:
رفَعَ يَرفَع .. مصدر رَفْعٌ .. رُفْعانٌ .. فهو رافِع .. والمفعول مَرْفوع .
رفَعَ الشَّيءَ:أعلاه وطوَّله أو زاد فيه ، عكسه وضعه أو خفَضه لقوله تعالى:
(وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ ) ولقوله ايضا( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهيمُ القَواعِدَ مِنَ البَيْــتِ ).
<><<>><>
** اسم الله (( المعز )) جل جلاله
----------------------
يا عظيمــا ليس الاك الاعــــز <><> ياالهي انت للخــلق المعز
ان تشا تغل حقيرا يا معـــــــزا<><> بعد ان كان وضيعا يشماز
كل مخلوق بسيط لا يساوي <><> قشـــة الا اذا اعلى المعز
من البحر ( الكامل ) ..

الله هو المعز لأنه هو الغالب القوي الذي لا يغلب، وهو الذي يعز الأنبياء
بالعصمة والنصر، ويعز الأولياء بالحفظ والوجاهة، ويعز المطـــــيع ولو كان
فقيرا ويرفع التقي ولو كان كان عبدا حبشيا فهو المعز المؤمنين بطاعته
الغافر لهم برحمته المانح لهم دار كرامته ..ويعز المطيع ولــو كان فقيرا
ويرفع التقى ولو كان عبد حبشيا .
وقد اقترن اسم الله العزيز باسم الحكيم ..والقوى..وذى الانتقام ..والرحيم والوهّاب..والغفار والغفور..والحميد..والعليم..والمقتــــدر..والجبار . وقد ربط
الله العز بالطاعة، فهي طاعـــة ونور وكشــف حجاب وربط سبحانه الـــــذل
بالمعصية فهي معصية وذل وظلمة وحجاب بينك وبين الله سبحانه وتعالى
والأصل في اعزاز الحق لعبادة يكون بالقناعة ، والبعد عن الطمع.
وهذا الاسم عادة ما يقترن باسم "المذل"اذن الله جل وعلا هو المعز المذل
لقوله تعالى:(( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنــــزِعُ الْمُلْكَ
مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
و ( المعز ) في اللغة:
تاتي من ( الفعل)أعزَّ يُعِزّ ..أعْزِزْ .. أعِزَّ ..إعزازًا ..فهو مُعِزّ ..والمفعول مُعَزّ أعزَّه
اللهُ اي قوّاه .. وجعله عزيزًا .
<><<>><>
** اسم الله (( المذل )) جل جلاله
------------------------
كم شقي كان من وهم يظل <><> يتعالى شانه الكـبر المخل
ضره طبـــع مقـــــيت فتدانى <><> في هوان هـزه الرب المذل
ان اذل الـــــه انسانـــا تولــى <><> مهملا اهوى بعاليـه المذل
من بحر ( الرمل )..

و( المذل) هويذل من يشاء والله يذل الأنسان الجبار بالمرض أو بالشهوة
أو بالمال أو بالاحتياج الى سواه ..وما أعز الله عبد بمثل ما يذله على ذل
نفسه وما أذل الله عبدا بمثل ما يشغله بعز نفسه .
والمُذل هو الذي يُلحق الذل بمن يشاء من عباده، إن من مد عينـه إلى الخــلق حتى أحتاج اليهم وسلط عليه الحرص حتى لا يقنع بالكفاية واستدرجه بمـــكره حتى اغتر بنفسه فقد أذله وسلبه وذلك صنع الله، يعز من يشاء ويذل من يشاء والله يذل الأنسان الجبار بالمرض أو بالشهوة أو بالمال أو بالاحتياج إلى سواه، ما أعز الله عبد بمثل ما يذله على ذل نفسه، وما أذل الله عبدا بمثل ما يشغله بعز نفسه قال الله تعالى:(( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ )).
و( المذل ) في اللغة:
تاتي من ( الفعل) ..أذلَّ يُذلّ ..أَذْلِلْ .. أذِلَّ .. إذلالاً ..فهو مُذِلّ ..والمفعول مُذَلّ
أذلَّ عَدُوَّه : قهره وحقَّره وجعله ذليلاً مُهانًا أذلّ كبرياءَه : آلمه في عِزَّة نفسه
وأساء النَّيْل من كرامته .
<><<>><>
** اسم الله (( السميع )) جل جلاله
-------------------------
موجد الاكـوان خلاقـــــا تعالـى <><> عالم الاسرار بالخلـــق السميع
قد احاط الكون علمــا واقتـــدارا <><> فالقضــــاء الرحب كالكف جميع
با الها يكشف الاشيــــاء سمعا <><> انــــت رب قاهـــر انت السميع
من بحر ( الرمل )..

والسميع: هو الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا فــــــي السماء وهـو
السميع البصير. فقد سمع الإجابة للسائلين والداعين والعـــــابدين فيجيبــهم ويثيبهم ومنه قوله:(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيــلَ وَإِسْحَاقَ
إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ)ورد اسم الله السميع في القرآن الكريم خمسًا وأربعين مرة اقترن في أكثر من ثلاثين منها بالعليم كما اقترن في عشرة مواضع بالبصير وجاء مقترناً بالقريب مرة واحدة ،وجاء منفردا في مواضع مثل قوله تعالي:(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِـــــيعُ الدُّعَــاءِ )
وعن أبي موسى الأشْعري قال: «كنَّا مع النَّبي في سفَر، فكنَّا إذا علـوْنا كبَّرنا
فقال النَّبيّ : أيُّها الناس ارْبَعُوا على أنفُسِكم؛ فإنَّكم لا تدْعون أصمَّ ولا غـــائبًا
ولكن تدعون سميعًا بصيرً .
و( السميع ) في اللغة:
تاتي من( الفعل ) سمِعَ.. سمِعَ إلى..سمِعَ لـيَسمَع سماعًا وسَمْعًا ..فهو
سامِع وسميع والجمع:سُمَّاع..وسَمَعَة وهو سَمَّاعٌ..وهي سامعةٌ وسَمَّاعةٌ
والمفعول مَسْموع .
كسمِع الصَّوتَ:أدركه بحاسّة الأذن .
وسَمِعَ الخَبَر:عَلِمَ بِهِ اي تَلَقَّاهُ .
وسَمِعَ اللَّهُ دُعَاءهُ:اِسْتَجَابَ لِدُعَائِهِ .
<><<>><>
** اسم الله (( البصير )) جل جلاله
-----------------------
لم تغب مــن ناظريك الكائــنات <><> ياالهي ليـس الاك البصير
انت من عن خالقه ما نام عـينا <><> فهــو بالاحـياء علام خبير
يا عظيما لم ينم عمن يراهـــم <><> انت بالخلق سميع وبصير
من بحر ( الرمل ) ..

البصير:هو الذي يرى الأشياء كلها ظاهرها وباطنها وهــــو المحيط بكل شيئ
علماً ويبصر ما تحت الأرضين السبع، كما يبــــصر ما فــــــوق السموات السبع
وأيضًا سميع بصير بمن يستحق الجزاء بحسب حكمته .
وهو الذي أحاط ببصره بجميع المبصرات في أقطار الأرض والسموات فيـــــرى
دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء. وجميع أعضائها
الباطنة والظاهرة وسريان القوت في أعضائها الدقيقة، ويرى سريان المياه في
أغصان الأشجار وعروقها وجميع النباتات على اختلاف أنواعها وصغرها ودقـتها
ويرى نياط عروق النملة والنحلة والبعوضة وأصغر من ذلك .
ورد الاسم في القرآن اثنتين وأربعين مرة، منها قوله تعالي:((سُبْحَـــــانَ الَّذِي
أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)).
وعن أبي موسى الأشْعري قال: «كنَّا مع النَّبي في سفَر، فكنَّا إذا علوْنا كبَّرنا
فقال النَّبيّ : أيُّها الناس ارْبَعُوا على أنفُسِكم فإنَّكم لا تدْعون أصـــمَّ ولا غائبًا
ولكن تدعون سميعًا بصيرًا .
وقد جاء في الحديث عندما سأل النبي الكريم جبــــريل عليــــه السلام وقال:
(ما الإحسان قال جبريل عليه السلام أن تعبد الله كأنك تــراه فإن لم تكن تراه
فإنه يراك ) ..و( البصير ) في اللغة:
بَصير :فاعل من بَصُرَ..بصُرَ بـ يَبصُر بَصَرًا وبَصارَةً ، فهو بَصير والمفعول مبصور به
بصُر بالشَّخص ونحوه : نَظَر إليه ورآهُ.. والمفعول مبصور - للمتعدِّي.
<><<>><>
** اسم الله (( الحكم )) جل جلاله
-----------------------
يا ذا العلا لقضـاء منـــك نحتكـــم <><> رب الخلائق انت العــدل والحــكم
ان تقض امرا فما حكــم بمنتقض <><> ومـــن يعاند ربـــا عنــــــده النقم
تهدي العقول ضياء الحق ينطقها <><> يا رب انت العظيم العـــدل والحكم
من البحر ( البسيط ) ..

الحكم:هو الذي يفصل بين مخلوقاته بما شاء ويفصل بيــن الحــــق والباطل لا
راد لقضائه ولا معقب لحكمه فهو الذي له الحُكمُ وحده والذي يحكــم مــا يريد
وقد تضمن هذا الاسم الجليل جميع الصفات العلى والأسمـــاء الحسنى إذ لا
يكون حكماً إلا سميعاً بصيراً عالماً خبيراً إلى غير ذلك، فهــــــو سبحانه الحكم
بين العباد في الدنيا والآخرة في الظاهر والباطن وفيما شرع من شرعــه وحكم
من حكمه وقضاياه على خلقه قولاً وفعلاً، وليس ذلك لغير الله تعالى، ولذلك قال وقوله الحق:
﴿لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ .
ورد في القرآن الكريم مرة واحدة منكرًا في قوله تعالى:(أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا
وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن
رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ )).
ومن اقوال الخطابي: الحكم ومنه المثل (في بيته يؤتى الحكم) وحقيقـــته هو
الذي سلم له الحكم ورد إليه فيه الأمر كقوله تعالى:﴿لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾
ومنتفسيرابن كثيرلقوله تعالى: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾ .
أي انه جل شانه أحكم الحاكمين الذي لا يجور ولا يظلم أحدًا.
و ( الحكم ) في اللغة:
من صيغ المبالغة اسم الفاعل حاكم.. والفعل حكم.. يحكم حكماً.
وحكمه في المال تحكيماً إذا جعل الحكم إليه، واحتكموا إلى الحاكم وتحاكموا
والمعنى هنا واحد.
<><<>><>
** اسم الله (( العدل )) جل جلاله
-----------------------
حاشاك لا ظلـــم ولا بخــل <><> يارب انت المنصــــف العدل
يا منفقا لم يخش منقصــة <><> يا معطـــيا من دابــــه البذل
رب الخلائق انت حاكمهــــا <><> بالعدل انت المقسـط العدل
من مجزوء ( الكامل )..

العدل:هو الذي حرم الظلم على نفسه وجعله على عباده محرما فهو المنزه
عن الظلم والجور في أحكامه وأفعاله الذي يعطي كل ذي حق حقه.
العدل هو الإنصاف وإعطاء المرء ما له وأخذ ما عليه. وقــــد جــــاءت آيات كثيرة
في القرآن الكريم تأمر بالعدل وتحث عليه وتدعو إلى التمسك به يقـول تعالى:
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْـــكَرِ
وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ويقول تعالى: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُـــؤدُّواْ الأَمَانَاتِ
إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَسَمِيعًا بَصِيرًا .والعدل اسم من أسماء الله الحسنى وصفة من صفـــاته سبحانه.كان نبي الرحمة خير مثالا في تطبيق العدل وقد جاء إليه رجـــلان من الأنصار يختصمان إليه، ويطلبان منه أن يحكم بينهما، فأخبرهما النبي صلى الله عليه وسلم «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُـــونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِمِنْ بَعْض، وَأَقْضِيَ لَهُ عَلَى نَحْوِ مَا أَسْمَعُ. فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَـقِّ أَخِيهِ شَيْئًا فَلَا يَأْخُذْ، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنْ النَّارِ.
العدل له منزلة عظيمة عند الله.. قال تعالى:((وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَـلُوا
فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِــيءَ
إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
وكان الصحابي الجليل أبو هريرة يقول: عمل الإمام العادل في رعيته يومًــا أفضل
من عبادة العابد في أهله مائة سنة.
العدل أمان للإنسان في الدنيا، وقد حُكي أن أحد رسل الملوك جاء لمقابلةعمر
بن الخطاب فوجده نائمًا تحت شجرة، فتعــجب إذ كيف ينـــام حاكم المسلمين
دون حَرَسٍ فقال:( حكمتَ فعدلتَ فأمنتَ فنمتَ يا عمر).
العدل أساس الملك، فقد كتب أحد الولاة إلى الخليفة عمر بن عبد العـزيز رضي الله عنه يطلب منه مالاً كثيرًا ليبني سورًا حول عاصمة الولاية.فقال له عمر:ماذا تنفع الأسوار.. حصنها بالعدل.. ونَقِّ طرقها من الظلم.
فالعدل يوفر الأمان للضعيف والفقير، ويُشْعره بالعزة والفخر.
وبالعدل يشيع الحب بين الناس، وبين الحاكم والمحكوم.
والعدل يمنع الظالم عن ظلمه وعن جشعه..ويحمي الحقوق والأملاك والأعراض.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٠
الــخـــــاتـــــمــــــة
==<<><>>==
يقضي الشرع بتحريم كلِ صفة لله لم يصف الله بها نفسه سواءً في الصفات الباطنيّة أو الظاهرية أو الفعلية كصفاته وشكله وصوتـــه وأفعاله وأقواله ما لم
تُذكر فـي الـقرآن الكريم أو السنة النبوية..فالمسلمون يثبتون ما أثـــــبت الله
لنفسه وينـــفون ما نـفى الله لنفسه ومنها :-
= يُحرم وصف أو تشبيه أو مُقارنـة الله بأيٍ من مخلوقــــاته أو ماديات الكــون
أو بكُل ما هو موجود. كالقول بأن الله مثل البشر أو مـثل المخـلوقات أو تحديد الجنس كالقول بأن الله ذكر أو أن الله أنثى.
= يُحرم وصف الله بصفات النقص كالعجـز.. والكسل.. والتعـب. والملل..والنوم
والمرض والموت والبخل والخوف والفشل وسائر صفات النقص التـــــي تنفي
الكمال له وتخالف صفاته التي وصفها نفسه.
= يُحرم وصف الله بأي من الصفـــات الفعلية المختصة بالبشـــر كالبكاء والأكل والشرب والجوع والعطش وغيرها أو الصفات الفعلية المُختصة بسائر المخلوقات كالطيران والزحف والنمو والتغيّر والتطوّر وغيرها ما لم يرِد ذلك في القرآن الكريم
أو السنة النبوية.
=يُحرم نفـــي أي صفـــةٍ وصفها الله بهــا نفسه أو ذُكــرت في الـــقرآن الكريم
أو السنة النبوية كنفي صفة الرحمة والكرم والجـــبروت والتكبر والعزة والقــول
بأن الله ليس بنوروغيرها من الصفات التي وصفها الله بها نفسه.
=يُحرم وصف الله وتشبيهه في الشكل والصــوت أو في صفاته الظاهرية ما لم
يرد ذلك في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حقوق الاعداد والنشر محفوظة للشاعر // سيد غيث 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق