السبت، 26 مارس 2016

هل تخدعنا أشواق الروح ؟؟؟؟ بقلم الكاتب ناصر احمد الشريف

هل تخدعنا أشواق الروح ؟؟؟؟
-------------------------
كنت في نهاية مرحلة الشباب ،كانت ساعات ،هي من أقسى ما مر بي من لحظات ،كنت أنتظر أن تمطر السماء ذهبا ، كنت أنتظر أن تعود حبات المطر للسماء بعد سقوطها من علِ ،لكني لم أتوقع من أقرب الناس مني أن يسقط ذاك السقوط
كنت و لا زلت ،مغرما بدراسة التواريخ و تراجم فحول الرجال ، وبعض سفلتهم ،وكنت لا أتوانى عن دراسة تراجم النساء ،من العفيفات الماجدات ، من مثل شجرة الدر ، و الخنساء ، ومدام كوري ، وسواهن من النساء
حتى صرت أظن أن لي حدودا مقبولة في الحكم على الأشخاص من معاشرتي و تعاملي معهم
حتى رأيت سقوط ذاك الإنسان من عيني ، وهو الذي قد عاشرته ، وعاملته و وثقت به
حين وقعت فاجعته ، وإنكشفت أوراقه ، ذرفت عيوني الدموع بحرقة
كنت أعلم علم اليقين ،نظرة كثيرين من أفراد مجتمعنا لبكاء الرجال ، لكني مع ذلك ،بكيت و بكيت ، وعرفت أن بكائي كان هو حيلتي الوحيدة فيما أرى من سقوط الرجال
تمر أيامي و تمر تجاربي في الحياة ، و أظل أعمل الفكر لأعلم سبب بكائي
ظننت أن بكائي كان بسبب الحزن ، لكن ، ما معنى أن يحزن الرجل على سقوط الساقطين !!!
و تكررت التجربة مرة أخرى ، لا بل إنها تكررت مرات و مرات
كنت أرى تاج الوقار ، وحياء الأدب ، كنت و كنت ، ولن أفصل ، فالحر تكفيه الإشارة
تجربتي الأولى ،علمتني أن الإنسان رهين بقلبه ، و أن القلب أسير لتقلباته
و عرفت أن لا صمود للمبادئ لمن لم يوفقه الله للثبات على الإستقامة
صرت أقرأ الحروف ، و أقرأ النبرات ، و أقرأ الهمسة ، و أجمع الهمسة على الهمسات
فأرى صورة سوداء ، سوداء ،قاتمة ، هي أبعد ما تكون من صورتي التي رسمتها أولا
و تعود بي الذاكرة ، إلى فاجعتي الأولى ، فأتيقن –و بعد أكثر من عقدين و نصف ، بأن دموعي ساعة رأيت سقوط صديقي ،إنما كانت دموع الحزين على نفسه ، إنها بكاء الإنسان على خطل رأيه في إنتقاء الرفيق و الصاحب ، وهي لم تكن دموعا عليه ، بل كانت دموعا على ما نال النفس من حسرات على غيها في مصاحبة الأشقياء ،،،،
و عرفت الآن ، أن الإنسان ،أحيانا ، يميز أمامه كل عيوب صديقه ، وكل عيوب أبنائه ، كل عيوب خليله ، و هو كذلك يميز عيوب حبيبه و حبيبته .
و تبقى هنا مواجهة الغصة و مرارة اللوم من الروح و القلب
أتحب صديقك ، وهو المخادع الكذاب !!!
أتحب أخاك ، وهو الظالم الفاجر
أتحب رفيقك و هو الفاسد المفسد
أتحبين حبيبك ، وهو الذي قد عرف غيرك مئات من الفتيات قبلك ، وهو الذي قد فعل و فعل من السوء مع بنات جنسك !!!
النفس هي عنوان الوجود و الكيان ، وهي عنوان الأهداف و الطموح ،فكيف نقوى على إتهامها في أعز أحلامها
كيف نتهم النفس في حسن إختيار الصديق ، وهي التي أملتنا برفده و نصره و مؤازرته وقت الشدة
بل أنى لنا أن نتهم أنفسنا بالعمه ، وهي التي قابلت من الصديق كثيرا من رفقه و مرافقته ، وهي التي نالت من رفده و جوده ، وهي التي عرفت من الصديق وقوفه وقت نكوص الآخرين
لا بل ، و كيف لي أن أتهم الروح ، وهي التي رأت فيها كل الكمال و كل الجمال و كل العفة و اللطافة
و كيف لي أن لا أعطيها عذرها ،و أقول هي كبوة حصان ، وقد قال الحكيم يوما ، إن لكل جواد ....كبوة !!!
ناصر احمد الشريف - 24-3-2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق