الخميس، 24 مارس 2016

التغيير المطلوب بقلم \ محمود شنيشن


التغيير المطلوب
بقلم \ محمود شنيشن
يخطأ من يظن ان الآزمة المصرية الطويلة والضاربة فى عمق المجتمع المصري والدولة ناتجة عن سوء اختيار المسئولين او الوزراء الذين يشغرون المناصب القيادية او حتى لتراخيهم عن القيام بالآدوار المنوطَ بها مهام وظيفتهم التنفيذية او الشعبية التى اختيروا على اساسها ، بما يعنى ان الإشكالية الرئيسة فى مصر ليست فى الآصل هى فى اسماء وشخوص هؤلاء الذين يتم اختيارهم ليتصدوا للعمل السياسي العام ويعتلون بذلك قمة المسئولية التنفيذية فى البلاد ، ولكن الإشكالية المتجزرة فى جين الدولة المصرية وفى نظامها الهيراركى العفن التى فطن اليه البعض او القلة من المصريين وتغافل عنه الكثيرين منهم راجع بالآساس لعقلية نظام الحكم المصرى ذاتة الذى ينم عن فردية مطلقة وسطحية فى اتخاذ القرار، وفى كيفية إختيار المسئولين الذى يبنى اسس اختيارهم دوماً على معيار واحد من النفاق والتزلف ، وعلى انهم ليسوا مسئولين بالمعنى الحرفى للكلمة ، بل مجموعة سكرتارية ومديرين مكاتب او على اقصى تقدير مجموعة من التكنوقراط يعملون تحت توجيهات وتعليمات السيد الرئيس صباحَ مساء فينفذون له آوامره ويعملون على تحقيق رغباتة هو فقط ، فالحق والصدق والصواب عندهم هو ما يراه ويقدرة ويقره السيد الرئيس وليس الوازع هو مسئولياتهم السياسية والاخلاقية تجاة ضمائرهم وشعوبهم ، ولكى نستشعر تغيير حقيقى ونعول عليه فلابد ان يتلازم تغيير فكر السلطة بالشراكة وتوزيع الاختصاصات وتحديد نوع المسئولية وتوزيعها على اكبر قدر من الآفراد ثم تحمل تبعاتها كاملةً كلاٌ حسب موقعة ومسئوليتة وان يتم ذلك مع معايير اختيار المسئولين الجدد ، وان يكون الإختيار بناء على ما يحمله المسئولين من اوراق فى حقيبتهم وافكار جديدة فى جعبتهم وخيال ترّ لا تنضب ينابيعة ومقدرة على الإبداع والإبتكار لا تنتهى ، ومرونة فى العمل من خلال منظومة حوكمة متكاملة ومترابطة ممتدة افقياً ورأسياً فى ربوع الوطن ، ولن يتم هذا الا اذا أُعطى كل ذى حقٍ حقهُ وتخلينا عن الخوف وتحللنا من الفكر البيروقراطي النمطى القديم وقلصنا وكلسنا المركزية الصارمة التى يرزخ تحت وطأتها المصريون منذ الاف السنين
محمود شنيشن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق