الثلاثاء، 8 مارس 2016

لقطة بقلم الاديب ايهاب همام

قصص قصيرة 
بقلم ايهاب همام
لقطة ،،،
جماعة كثيفة كأشجار متشابكة....كل منهم يحاول النظر إلى شئ اثار اهتمامهم..العيون جاحظة لقطة رهبة..دماء غزيرة..شعور بالخوف..اهات..أصوات متداخلة..متلاحمة مختلطة..رجل له كتل حديدية..عضلاته مرتبة بدقة..وكأنه مصارع فى حلبة..كان يمسك بالفريسة..فقد تعود على ذلك..لا احد يطلب النجدة لإنقاذ هذا المسكين..تعجبت كثيراً !..لظات رهيبة وبعدها تدفق الدماء وكأنها سيول..لم يكتف بذبح الضحية أخذ يقطعها إرباباً إرباباً..تناثرت اعضائها..شقها نصفين ,أخذ يقطع الباقى أخذ جزء من الضحية ألقى به جانباً أعطها إلى احد المتفرجين..امسك بالباقى علقها بجانب لافتة.......
لم يعد ،،،،
أستيقظ الحاكم, صفق بيديه . تقدم إليه خادمه فى خضوع أين صندوق الشكوى فتحه .لم يجد فيه .شكوى الموظف الدائم على الشكوى, ولم يجد شكوى السيدة المسنة الغير قادرة على مصاريف علاجها,, وأين شكوى الشاب العاطل,,كاد الحاكم أن يجن وطلب تقصى الحقائق,, ذهب رجال الحاكم فى كل مكان,,فجاء الرد,,أن الموظف مات جوعاً بعد أن وضع ميزانية تناسب راتبه فكان أفطاره شربة ماء وغذائه قطعة خبز وعشائه قطعة خبز مع قطعة جبن صغيرة فمات,,أما الشاب مل الشكوى وانتحر,,أما السيدة التى تشكو عدم قدرتها على دفع مصاريف العلاج باعت كل ما تملكه للدواء وانتهى أثاث بيتها فماتت!..وألتفت الحاكم إلى كرسيه ومستشاره بدون أن يتكلم..خرج من قصره بلا حراسه ومضت أيام..شهور...ولم يعد الحاكم إلى قصره حتى الآن....
اخفاء ،،،
مشي يشق الطريق وسط الأشجار الكثيفة ونظرات التأمل تتبعه .. أذهب ام لا ؟ . يمسح بيده الغبار المتساقط على وجهه . تحول الماء بجسده إلى بخار يطير ويذهب الى أمكان بعيد ؟. طفى على السطح سؤال : ماذا تفعل لو هاجموك ؟. انعقد فكره .. المهم الا ينالوا منك!. فجأة ... يتوجهون نحوه!. حاول الإبتعاد .. يقتربون .. توضأ .. صلي .. نفض عن كاهله حلل الخوف .. ذهب فى طريقه يرتجف , وهم ما زالون يحاولون قتله , وأنا ممسكاً بتلاليب ذاتى رعباً !.
انكماش : 
هبطت اشباح الليل يرافقها هوس من ضجيج ثائر .. حالت بيني وبين النوم .. دهمني بذهر مربك .. انكمشت بين ثنايا الفراش .. دقات قلبي تزداد .. اختبئ في ركن الحجرة .. التمس الامان .. هرعت الي مضجعي مرة اخري .. حاولت النوم لم افلح .. رأيت الدنيا مظلمة .. مازال شبحاً غريب يرسم فوق مخيلتي .. يتهاوي علي من مكان مرتفع .. غير واضح المعالم يمد يده نحوي رغم استغاثتي ... يرسل جسدي قشعريرة تمس سكون روحي افيق علي اثرها من غفوتي .. احاول النوم من جديد احاول الخلاص .. ولكن بعد فوات الاوان .
شرود كاتب : 
طوال عدة ايام مضت .. كثيراً ما انتابتني هذه الحالة من الشرود المطول العميق خاصة في اوقات العمل في البيت تظل اوراقي ساكنة بدون أي كتابة حرف واحد في القصة او الرواية .. ابقي ساكناً ومازال المشهد الذي اراه دائما فوق المكتب .. قلم جاف او كلمات .. اوراق مبعثره .. كتب عديدة لبعض كتاب القصة القصيرة .. حركات اطفالي الدائمة حولي .. صوت بكاء ابنتي الصغيرة واضاءة لا لون لها هي خليك من ضوء النهار غير المباشر وضوء مصباح الغرفة الوحيد .. ربما هذا الشرود من ارهاق زائد في العمل .. ربما حالة نفسيه عندي .. وعلي الرغم من دهشتي الصامتة وعجزت عن معرفة الحقيقة .. انتبهت الي عبارة زوجتي انني اثقلت علي نفسك .. !!
ومازال النيل يجرى ،،،
أخذ يراقب النيل من بعيد...كانت تقف المراكب المحملة بالمدرسين والطلبة من هنا وهناك والموظفين فى مجالات شتى...ومراكب أخرى محملة بالحجارة اتية من الصعيد الجوانى واخرى محملة بالأجولة محملة بالبقولات والأمتعة والعربات والطيور والحيوانات ومازالو المراكبية يغنونوا لتسلية وقتهم ومازال النيل يجرى ومازالت المراكب سارية فى طريقها محملة بالبضائع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق