الأحد، 21 فبراير 2016

من كثرة القتل والدم بقلم الكاتب طارق سالم

من كثرة القتل والدم
العين لم تعد تبكي
والقلب لم يعد يتألم
كتب: طارق سالم
من كثرة المشاهد والصور للدم على أرض وطننا منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن 
لدرجة إننا لم نحزن ولم نتألم ولم نهتم بهذا الدم وأصبح عاديا ومشاهده وصوره لم تعد تؤثر فينا للأسف.
ولم تعد العين تبكي لأنها نزفت دموعها ولم يعد القلب يتألم ولا يحزن من كثرة الوجع والآهات.
ولقد تشبعت أرضك يا وطني من كثرة الدم الذي سال عليها منذ ثورة يناير وحتى الآن وأصبحت تشكو وتتألم من هذا وتقول بلسان حالها كفى لقد تجرعت كثيرا ولم يعد بي مكان لم يتشبع بهذا الدم الحرام الذي أتجرعه كرها ولم ينبت بداخالى إلا الغل والحقد والحسد والبغضاء.
ماذا حدث لك يا وطن لماذا أصبح الدم بين أبناءك اقرب أليهم من حبل الوريد. لم يمر يوما إلا وبه قتلى وجرحى وأكثرهم من شبابك المتطلع لحياة أفضل ومستقبل ملئ بالأمل. وليس بهذا الحلم في حياة أبناءك إن يكون جزاءهم الموت تحت إي مسمى مهما كان سواء كان مدافعا عن أرضك وعرضك أو من اجل الرغبة في تحقيق أمنيات وأحلام له بالمستقبل الذي يتطلع به في تحقيق رغباته وطموحاته وثقافته وعقله الذي يحمل بداخله كل الخير لهذا الوطن. أرضك يا وطني لم تعد تتحمل هذه الدماء لدرجة أنها كرهت ونبذت كل من يسير على ظهرها وبداخله إي سوء ونية غير سوية وخطوة مليئة بالانتقام من الأخر.
إننا أصبحنا لم نبكي ولم نتألم ولم نحزن من مشاهدة صور هذه الدماء من كثرة تكرارها يوميا بين أبناء الوطن للأسف لدرجة إن العين أصبحت جافة من الدموع والقلب أصبح خاليا من مشاعر الحزن والألم.
لماذا أصبحنا بهذا الحال وهذا الغل وهذا الكره وهذا الحقد والانتقام من الأخر أليس الأخر هذا هو بني وطني ومن نبت أرضه وشرب من نيله ماء عذب سائغ شرابه يجري بالعروق مجرى الدم ويربط بيننا برباط الإخوة والقرابة والنسب والدين والعرق.
لابد أن نقف فورا ولو لبرهة من الزمن عن هذا ونفكر في حالنا ونحفظ دماءنا وعرضنا ونحافظ على أرواح أبناءنا الذين هم ثمرة هذا الوطن من بني البشر خليفة الله في الأرض لكي يعمر فيها وليس ليقتل أو يقتل.
كفى ما سال من دماء عزيزة علينا جميعا على أرض هذا الوطن وأن نعيد لأرضه الراحة والطمأنينة وأن نسقيها من ماءنا وليست دماءنا التي كرهتها وتلفظها.
وأن نحافظ على شبابنا الذي هو نبتته و زهرته الذكية حتى يترعرع ويكبر على أرضها وأن نساعده على أن يحقق ما يحلم به لمستقبل هذا الوطن الغالي علينا جميعا. لأنه هو الحلم الذي يحلم به الوطن ويفرح ويسعد به لأنه من خيرة شباب العالم في حبه وولاءه وإخلاصه له ويعلم الوطن أن هذا الشباب هو الأمل وهو الحلم القادم الذي يعلي من شأنه ويعمل على تطويره وتحديثه في جميع المجالات.
نتأسف للعين على الدموع التي نزفت كثيرا وجفت وأصبحت ترى وتشاهد فقط
ونتأسف للقلب من كثرة الآلام والأحزان لدرجة أن مشاعره تجمدت كألواح الثلج
كفاكم رحمكم الله رفقا بحياة المصرين
رفقا بأولاد هذا الوطن الغالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق