الخميس، 25 فبراير 2016

عيد الحب بقلم وفـــاء ماضي

عيد الحب
تعشقه وتهيم في ملكوته ، توقفت بها عجلة الزمن عند ساعة معينة من أيام عمرها الصغير، خلت الدنيا حولها من كل البشر إلا هو ، لجأت إلى عزلة عن الجميع باختيارها واكتفت به، كل يوم في الصباح قبل استعدادها للذهاب إلى العمل تهتم بتجهيز كل متطلباته بدءا من تجهيز ملابس الخروج وإعداد الفطور وكوب الشاي حتى فنجان قهوته لا تنسى إعداده حيث أنها تسبقه في الذهاب إلى عملها بساعة ، قبل انصرافها تملي عليه كم من وصاياها تبدأها بتذكيره بأن لا ينسي حلاقة ذقنه ، وأن يضع من العطر المفضل لديها وتكمل لا تنسى وأنت تدير محرك سيارتك إلى الخلف أن تحتاط كي لا تهشم إصيص الزرع كعادتك اليومية ، ولا تنسى ربط الحزام، وتطلب منه أن لا يتأخر اليوم في العمل كي يحتفلا بعيد الحب وتهمس لقد اشتقت لأشياء كنا نفعلها من قبل ، ثم تمد يدها وتنفث له بقبلة في الهواء، تنصرف إلى عملها ، بطريقة جادة على غير عادتها تلقي التحية على زميلاتها وتنكب على الدفاتر والملفات بحماس ، يقتربن منها ويسألنها عن سر هذا النشاط المفاجئ ، ترد دون أن ترفع عينيها عن الدفاتر، أريد أن أنجزعملي مبكرا لأن لي موعدا مع زوجي لنحتفل بعيد الحب ، يلتفتن إلى بعضهن بشفاه مذمومة وعلامات الدهشة والاستغراب في أعينهن ، ويومئن بعلامة الجنون دون أن تنبس إحداهن بكلمة ، بعد أن انتهت من عملها هرولت إلى مكتب المدير لطلب إذن بالانصراف مبكرا ساعة قبل موعد انتهاء العمل ، لم يوافق المدير على طلبها ، تعود أدراجها وهي تصب جام غضبها ولعناتها عليه .
في طريق عودتها إلى المنزل تبتاع باقة من الورود الحمراء ، بلهفة المشتاق تفتح باب الشقة ، تصيح مستنكرة ما هذا الفطور كما هو حتى فنجان قهوتك ما زال أمامك ، تبتسم ابتسامة خجل معتذرة عن عصبيتها ،قائلة بالله عليك لا تغضب وما هذه النظرة الحزينة، تلقي بباقة الورود على الأرض، تقترب منه وتلصق قبلة حانية على جبينه وبأطراف الأنامل تزيل غبارا عالقا على الشريط الأسود وتعيد الصورة إلى مكانها على الحائط ...
وفـــاء ماضي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق