الخميس، 17 نوفمبر 2016

المسيح القادم .. وخراب العالم بقلم د/ محمد بكرى

 لمن يرغب فى معرفة لماذا نجح ترامب ؟
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
المسيح القادم .. وخراب العالم !
""""""""""""""""""""""""""""""
* ما يصيب العالم الآن ومصر تحديدا .. من شروخ وحروب وجنون وصعار مصدره الأوحد هو (( الإنحياز اللاهوتى والثقافى الأمريكى لإسرائيل ))
بسبب أسطورة " المسيح اليهودى " التى ينتظرونها .. والقائلة بأن عودة المسيح الثانية - فى العقيدة المسيحية .- والأولى - فى العقيدة اليهودية - ليحكم فى نهاية الزمان الألف عام السعيدة ، مرتبطة بقيام دولة إسرائيل العظمى وبناء الهيكل - بحسب تفسير ما جاء فى سفر " دانيال " فى العهد القديم ، ورؤيا " يوحنا اللاهوتى " ..فى العهد الجديد .
-------------------
* أصاب أمريكا الخبل فصارت تتعجل المجئ الثانى للمسيح ، تريد تغيير مواعيد الله على حساب ملايين القتلى والمصابين والمعوقين من العرب والمسلمين فضلا عن طوفان من الآلام تجرعت كل كؤوسه شعوبنا المحبطة بالمظالم الأمريكية !
الأسطورة تقول أن لليهود دورا مركزيا فى خطة الرب لنهاية العالم ، والتى تتضمن بالضرورة عودتهم الى فلسطين وبناء الهيكل !!!
---------------------
* ورغم أن " المسيحية اليهودية " تلقت ضربة قاصمة على يد بولس الرسول .. وهو المؤسس الثانى للمسيحية بعد السيد المسيح . إلا أنها غلفت نفسها وتشرنقت كما الجراثيم واستكانت فى بقاع العالم المختلفة ، فى انتظار ظروف مواتية لتعاود الحياة .
*كان بولس الرسول يعتبر أن الكنيسة نفسها هى إسرائيل الجديدة ، وأنها حلت محل شعب الله المختار ( اليهود ) . وأحال الكنيسة الى كنيسة للأمميين - العالم كله - وقد كان اليهود راغبون فى جعلها " كنيسة بتقاليد يهودية " .
----------------------
* حتى نهاية القرن الخامس عشر ، نبذت الحضارة المسيحية اليهود ، حتى أنهم طردوا جميعا من كل الدول وفروا الى البلاد العربية _ هناك 6 مقالات سبق نشرها عن احوال ومؤامرات اليهود فى اوروبا _ وكانت الكنيسة الكاثوليكية تعتبر أن سقوط أورشليم ، وشتات اليهود ، عقابا إلهيا على صلب السيد المسيح ! غير أن تيار - المسيحية اليهودية - نما وترعرع من جديد فى أسبانيا والبرتغال ففى الفترة المسماة ( الاسترداد المسيحى ) ، وقد لعب هذا الدور الخطير .. " اليهود المتمسحين " .. الذين اعتنقوا المسيحية بغير اقتناع حقيقى . وروجوا لفكرة أن الله له خطة ( لانهاء الحياة الانسانية ) وتبدأ بمجئ المسيح الثانى من أجل الألفية السعيدة . ووضعوا تأويلات جديدة لسفرى ( دانيال ) و ( سفر الرؤيا ) مؤكدين على ضرورة عودة اليهود الى صهيون ( أورشليم ) وإعادة بناء الهيكل ، ليتسنى للمسيح المجئ الثانى ، وتدخلت السياسة فى الدين وقامت حركة الاصلاح الدين ( البروتستانتية ) بالدور المرسوم لها سلفا .
------------------------
* وهكذا انتقل الأوروبيون المهاجرون الى امريكا - الأرض الجديدة - وهم يحملون تلك الاسطورة فى طيات عقولهم - مسيحية متهودة - واعتبروا أن امريكا هى أرض الميعاد ( اسرائيل الجديدة ) وكانوا يصلون بالعبرية ويطلقون على أولادهم اسماء من التوراة .
وجاء القرن الثامن عشر ، وتحول الاعتقاد الى وجوب البعث اليهودى فى فلسطين هو جوهر - اللاهوت البروتستانتى الأمريكى - الذى سبق الصهيونية اليهودية التى نشأت فى مؤتمر بازل سنة ( 1897 ) على يد تيودور هيرتزل .
* وقد سارعت تلك الصهيونية المسيحية باستيطان أرض فلسطين ، فى منتصف القرن التاسع عشر ، وعلى رأس الحركة كان المبشر البروتستانتى ( وليام بلاكستون ) الذى قدم طلبا للرئيس الامريكى حينذاك ( هاريسون ) لاعادة اليهود وتجميعهم فى فلسطين . وهو نفسه من عنف - هرتزل - ابو الصهيونية على فكرته بإقامة وطن قومى لليهود فى قبرص أو أوغندا .
-----------------------
* ومع حلول القرن العشرين سرى الانتماء الصهيونى فى لاهوت وثقافة امريكا ، وبدا هذا واضحا فى تحمس الجمهور الأمريكى لوعد بلفور وإقامة دولة إسرائيل فى فلسطين وحمايتها ، وكان هذا قبل ظهور اللوبى الصهيونى هناك ، وتوجيهه للرأى العام والسياسة الأمريكية . وهذا ما يفسر صهيونية أعضاء فى الكونجرس من ولايات ليس فيها إلا ندرة يهودية ، كولايات الجنوب والغرب والوسط . مما يوضح الارتباط العضوى بين التوراة وإسرائيل من جهة ، والثقافة الأمريكية من جهة أخرى .
________________
** وهذا هو عين ما تحاوله الصهيونية مع الكنيسة القبطية المصرية ، من خلال أقباط المهجر احيانا ، وبخلق حالة من الخوف والقلق حول أقباط الداخل ، وهم يمنون أنفسهم بتحويل ولاء 10 مليون قبطى اليهم ، وقد نجحوا فى اختراق بعض القطاعات رغم مقاومة الكنيسة - المكبلة برجال الأعمال ، والمهاجرين ، واختراقات الإكليروس المهينة - لإدراك مخلصيها حقيقة ما يحدث .
-------------------------
* وفى هذا يقول - موشى ديفز - المفكر الصهيونى :
(( التوراة فى المعتقدات الأمريكية هى مصدر الإيمان ، ولغتها وخيالاتها وتوجيهاتها الأخلاقية تشكل جزءا لا يتجزأ من من الشخصية الأمريكية ، والأنبياء والكفار والملوك والعامة الذين عاشوا فى إسرائيل منذ قرون عديدة قد نهضوا للقيام بأدوار معاصرة ، فى التاريخ الأمريكى ، كما أن إسرائيل المعاصرة هى تجربة استيطان مشابهة لتجربة استيطان أمريكا ، والفلسطينيون هم الهنود الحمر ))
* تلك هى الأصولية الأمريكية التى تملك المدارس والشبكات التليفزيونية ، ويرسخ لهذا منظمات اليمين المسيحى ، تحت مسميات كثيرة منها ( الإتلاف المسيحى ... الإحياء الأصولى .... الأغلبية الاخلاقية ..... مجلس أبحاث العائلة ...... التركيز على العائلة ..... إئتلاف القيم التقليدية .. وغير ذلك كثير !! ) والتى تمثل قاعدتها التصويتية 25 % - أى عشرة أضعاف اليهود - غير ما تمثلة من تأثير ونفوذ على الآخرين المتدينين والذين يبلغون 82 % من المجتمع الأمريكى .
------------------------
* إشارات كثيرة لها دلالاتها فى المجتمع الامريكى .. وكلنا يذكر الرئيس رونالد ريجن ، الذى ردد فى حملته الانتخابية ( الإنجيل هو الحل ) وتحالف مع القس " بيلى جراهام " زعيم منظمة - شبان المسيح - والقس " جيرى فالويل " زعيم منظمة - الأغلبية الأخلاقية -
--------------------------
* والمرشح جورج بوش الابن يقول فى حملته ( إن يسوع المسيح هو الفليسوف السياسى المفضل لى ) وحين سأله المذيع " تيم روسرت " ، من شبكة - إن بى سى - عن توضح كلامه قال ( إن المسيح هو الأساس الذى أعيش به حياتى ، شاء من شاء وأبى من أبى )
-------------------------
* والحزب الجمهورى افتتح مؤتمره فى الانتخابات بنشيد المسيح ، وقد عُدل الدستور الأمريكى ، للفصل بين الدولة والكنيسة لحماية الدين من الدولة ، وليس حماية الدولة من الدين ، فالتعديل قصد به السماح لأقصى حرية للفرد المتدين ، بعيدا عن تغول الدولة عليهم
--------------------------
*** إن الأسطورة التى حاربها بولس الرسول ، والتى حولت المسيح من مسيح الزهد والسلام القائل - مملكتى ليست من هذا العالم - الى مسيح يهودى ينتظر بشوق ليقود حرب نهاية العالم .. عادت للحياة من جديد .
_______________
* لعلنا فهمنا الآن المراد من المقال .. هؤلاء هم من يحكمون العالم ، ويقودوه الى حتفه ، هم من يصنعون الفتن ويثيرون الحروب الغير مبررة ، ويقلبون الشعوب على بعضها وينتشون من مشاهدة الدم ويقسمون العالم على هواهم !!!
* وأنا أرى أحداث المنطقة العربية بوجه عام ومصر على وجه الخصوص حلقة أخرى صنعوها اليوم لوصلها بسابقتها .. يبدو أنهم يتعجلون بدء السيناريو الجديد ، وسيكون مآله الفشل تلك المرة ولهذا اسبابه عندى .
* مقال نشرته منذ أكثر من 3 أعوام !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق