الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016

و لو في الخيال ..بقلم الشاعر أحمد بوحويطا

قصيدة " و لو في الخيال ..."
و لو في الخيالْ...
خذ مفاتيحَ جسدي
تُرضعكَ موجتي ملحَها 
و كن لي عراباً جذاباً
يفسحُ للخريفِ تدبيرَ مهنتهِ
لكي يُلطفَ مناخَ عينيك
لا يؤلمها سوءُ ظنكَ بالهديلْ
أتبخرُ فيكَ كاملةً
تعودُ إليكَ أسرابُ الأقحوانْ
لكي تتوجكَ أنتَ سيدي سيداً على خيالكْ
و لو في الخيالْ...
تحولُ سيرة القبراتِ إلى ملحمةٍ
هنا أو هناك ...
بين رمشيْ دائرةٍ لا تتسع لغيركَ ، بأمركَ
لا بأمر شكوكِ الحدائقِ في نبوءةِ الندى
تشفعُ للسرابِ تمرير جنونهِ
في جنازاتِ أسئلةٍ عافها الصدى
و تقنعُ أحزانكَ
لكي تفضحَ براءةَ أحلامَ ماتت في خيالكْ
و لو في الخيالْ...
أكون أجملَ مرضاكْ
أكون رضيعَ فوضاكْ
أكون فرخَ عاصفةٍ طوعَ خيالكْ
خذ ماشتهيت
خذ نبيذي
خذ عبيدي
خذ رغيفَ الطيورِ
و لا تُجفل الصمتَ في حدائقي
كي ينام توأما ضفيرتيَّ كشلال برقٍ على صدرك
فتحترقَ من شدةِ ضوئها عروقُ ظلالكْ
أراك غداً قالت عائداً من ذهابكْ
تقول لا للوجعِ المقدسِ
و تحتفي أناتكَ بعيد ميلادها في خيالكْ
و لو في الخيالْ...
أعَلم قلبي كيف يحافظُ على أناقةِ نبضهِ
حين يؤلمهُ تشابهُ صوتِ الحمامْ
و أستعمل حق الفيتو ضد نسيان السرابْ
نخلةً جرحت عواطَِفَها أنامل ُ الغمامْ
تردد أغاني جنازاتِها في خيالكْ
و لو في الخيالْ...
أراك أنت سيدي سيداً على خيالكْ
نكهةُ معطفك شتاءً على كتفي زرقاءْ
خطوةُ ظلك و هي تتسرب إلى جسدي زرقاءْ
زرقاءٌ شواطئ أغنيةٍ انتظرتكَ فيها سنتين
سلالةُ عينيك ، مشاريعُ قلبك كلها زرقاءْ
و الموشحاتُ حين تستفيقُ من غيبوبتها
تأخذني إليك حين أشتهيكَ عواصف زرقاءُ زرقاءْ
و حين أرتديكَ ألمسُ نبضكَ حافياً عالياً
يعلم النوارسَ كيف تعتني بزينتها في خيالكْ
و لو في الخيالْ...
أراك أنت سيدي تولد كاملَ المعنى كاليماماتْ
تلقنُ فراخكَ اليتيمةَ صرامةَ جرحكْ
لكي يستفز بلحنه الجنائزي أنانيةَ فرحكْ
و خذ ريشةً من عرش مناعتها
لكي تنقذ قلبكَ من حادثةِ سيرٍ وقعتْ في خيالكْ
و لو في الخيالْ ...
كن ما تريد
كن جابيا لضرائب القلبِ
كن قويَّا
كالعناكبِ في بيوتها
كن رعشةً تهز عروشَ السنديانْ
كن نبيَّا
يعيدُ للقرابينِ كعكةَ ضَحكتِها
و احتمل جنونَ حلمكَ
يوم تموتُ و يوم تبعث حيَّا
يبايعكَ أنتَ سيدي سيداً على خيالكْ
الشاعر أحمد بوحويطا أبو فيروز 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق