الخميس، 17 نوفمبر 2016

الــبرادعــاويــــــة بقلم حــســــن زايـــــــد .

الــبرادعــاويــــــة
" وبــرامـيـلـهـم المتـفـجــــرة "
حــســــن زايـــــــد ... يـكـتـب :
لو أن الوطنية وجهة نظر ، لصحت وجهة نظر الإخوان في الأوطان ، باعتبارها حفنة من التراب العفن . ولو أن الخيانة وجهة نظر ، لما كان هناك خائناً علي الإطلاق ، ولما تيسر لأحد محاسبته علي وجهة نظره الخائنة . وقد علمنا وتعلمنا ووعينا أن هناك ثوابت تقاس عليها الوطنية ، وأن هناك ثوابت تقاس عليها الخيانة . هذه الثوابت قواعد عامة مجردة لا تخاطب شخصاً بذاته أو بعينه ، وإنما تخاطب أي شخص يمثل له الوطن قيمة ولاء وانتماء . ومن شذ عن هذه الثوابت شذ في الخيانة واللاوطنية لا محالة . أقول ذلك بمناسبة التعليق الذي أبداه الدكتور أسامة الغزالي حرب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ، علي كلام الصحفي خالد صلاح ، في مقدمة برنامج " علي هوي مصر". تعليقاً علي البيان الثاني الذي أصدره البرادعي ، أو الجزء الثاني من البيان الأول . حيث انبري الدكتور حرب مدافعاً عن البرادعي ، وأنه كان أيقونة ثورة 25 يناير ، ومصدر الإلهام لشبابها . وأنه لا يصح وصفه بالكذب ، لمجرد اختلافه ـ ديمقراطياً ـ معنا في وجهة النظر من الأحداث التي تلت ثورة 30 يونيه . وأنا أختلف مع الدكتور أسامة ـ ديمقراطياً ـ فيما ذهب إليه ، إذ لو كان البرادعي هو المُلْهِم والأيقونة لشباب ثورة يناير ، فذلك لا ينفي ، أن هناك جانب تآمري في هذه الثورة ، لم يدركه بعض المشاركين فيها ، وهناك من أدركه ، وتجاوز عنه ، طالما أنه سيحقق هدفه المنشود ، وهناك من أدركه وتفاعل معه ، وانتفع من وراءه ، وهناك من شارك في صناعة الجانب التآمري المظلم من هذه الثورة ، وأنا لا أظن أن البرادعي بحكم صلته بدوائر اتخاذ القرار في أمريكا وأوروبا ، وقربه من أنشطة بعض دوائر الإستخبارت الدولية ، كان بمنأي عن حياكة خيوط الجانب التآمري من هذه الثورة ، مشاركة ، أو مشاهدة أو سكوتاً . ولو لم يكن البرادعي مسنوداً من قوي خارجية ، بعد التنسيق معها ، لما جرؤ علي التصريح بما صرح به ، في زمن حسني مبارك ، عن التوريث ، ووجوب إحداث حراكاً سياسياً ، مما دفعه إلي صدارة المشهد السياسي ؛ لأن الظهير الشعبي الذي ركن إليه لم يكن قد تخلق بعد في رحم الحياة السياسية المصرية . وما كان قد تخلق منه تآكل مع لجنة تفتيشه علي الأسلحة في العراق . والمُلْهِم للأمم لابد وأن يتسم بصفات الزعامة والقيادة والريادة ، وهو ما لم يتوفر في البرادعي ، لا من قريب ولا من بعيد . والبرادعي زعيم مُخَلَّق معملياً ، جري دعمه عن طريق الآلة الإعلامية بزخمها الجبار ، ودفعه إلي صدارة المشهد . وقد كان الرجل الخطأ ، في الزمان الخطأ ، في المكان الخطأ ، بعد 25 يناير ، وبعد 30 يونيه . ووصف البعض له بالكذب والخيانة ، ليس من قبيل كيل الشتائم ، بقدر ما هو تقرير لواقع . ومن كان هذا واقعه ، لا يجدر احترامه ، ولا يصح توقيره واعتباره ، ولا يحسن السكوت علي جرائمه . وقد كان البرهان الساطع ـ لمن كان ينتظر برهاناً علي الخيانة ـ اعتراف جماعة الإخوان الإرهابية ، في بيان لها تالي لبيانه ، الذي حاول فيه تجميل وجه الجماعة بأصباغ مغشوشة ، بالتواصل مع البرادعي ، والإستفادة من اتصالاته الدولية ضد الدولة المصرية ، وطلب شهادته أمام المحاكم الأوروبية ، والدولية . ولا يتعين أن ننسي أن الجماعة قد دعمت البرادعي ، وأنها قد جمعت له توقيعات عندما تشكلت الجمعية الوطنية للتغيير . فلما لم تشركه في الحكم في أعقاب 25 يناير ، ساهم في تشكيل جبهة الإنقاذ المناهضة للإخوان . هذا ما ظهر لنا علي السطح ، أما تحت الجلد ، وفي الغرف المغلقة فتدور أمور كثيرة . وفي أعقاب فشل الدعوة المشبوهة لثورة الغلابة يوم 11 / 11 ، وسقوطها مع سقوط الديمقراطيين / أوباما / كلينتون ، عاد البرادعي يطل علينا من جديد ببيان ثان ، عملاً بنصيحة الإخوان له بإصدار المزيد من البيانات . حيث جاء في بيانه الثاني بسيناريوغريب ، زعم فيه أنه :"اتُهِمت في 6 أغسطس عندما كنت نائبًا لرئيس الجمهورية ـ عقب ـ الانقلاب العسكرى ـ من كاتب معروف فى مقال مطول بجريدة الأخبار الحكومية بأنني رجل خطر على الشعب والدولة، وشُن فى مساء نفس اليوم هجومًا شرسًا عليَّ في التليفزيون من بعض الضيوف ثم أعقب ذلك رسالة من أجهزة سيادية في اليوم التالي تُخبرُني أن ذلك كان مجرد تحذير وأنها ستدمرني إذا استمررت في محاولات العمل للتوصل إلى فض سلمي للاعتصامات في رابعة وغيرها أو صيغة للمصالحة الوطنية ". ولم يفصح البرادعي عن تلك الجهة ،التي لا تنصرف سوي لإحدي جهتين ، إما المخابرات العامة ، أو المخابرات العسكرية . ولا أدري كيف بنائب رئيس جمهورية ـ الرجل الثاني في الدولة ـ أن يقول مثل هذا الكلام ؟ ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخري ، لا أدري ماذا يفعل البرادعي بالتصريحات التي امتلأت بها الصحف في حينه ، وتقول بعكس ما يقول . حتي آشتون مفوضة الإتحاد الأوروبي قالت بعكس ما يقول . وواقع اشتراك المجلس العسكري بممثلين له ، في لجنة المصالحة ، يدحض ما يزعم من أكاذيب . دعك من كل هذا . لقد جاء هو بالدليل الدامغ علي أن ما يقوله كانت هلاوس سمعية وبصرية تجري في ذهنه ليس لها نصيب من الواقع ، حين استطرد قائلاً : " في ١٤ أغسطس بعد بدء استخدام القوة في الفض كانت هناك هوجة هستيرية من قبل "القوى الوطنية"، وحتى ما تطلق على نفسها النخبة وبعض شباب الثورة، ترحب بشدة باستخدام العنف وتهاجمني بقسوة لاستقالتي الفورية بمجرد علمي باستخدام القوة رفضًا لتحمل أية مسئولية عن قرار لم أشارك فيه وعارضته لقناعتي أنه كان هناك في هذا الوقت تصور محدد يتبلور حول بدائل سلمية لرأب الصدع ." وهنا نقول : لماذا تضغط عليك الجهة السيادية المزعومة ، وهي تراك تقف وحيداً عريانا مذعوراً ، حتي بين رفاقك وأنصارك ومحبيك ؟ . لا أظن أنها كانت في حاجة إلي ذلك ، وهي تراك منعزلاً منفرداً منبوذاً ، لا نصير لك فيما رأيت . بل بالعكس هاجموك بشدة لما أقدمت عليه من تصرف الهروب من الميدان . يا سيد برادعي براميلك المتفجرة لن تصيب غيرك ، ومن لف لفك ، ودار في فلكك ، ودفعك إلي من أنت فيه ، فسر في غيك حتي نهايتك المحتومة . والله من وراء القصد .
حـــســــــــن زايــــــــــــد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق