عندما يمرض الجزع بقلم الكاتب / طارق سالم

عندما يمرض الجزع لابد للفرع أن يتألم
طارق سالم
كل شيء في هذه الحياة له جزع يتغذى منه ويستمد قوته وعافيته ويصلب ظهره ويستند عليه وقت الحاجة حتى يكون بأحسن حال وأبهى صورة .
1- فعندما تمرض الدولة لابد للشعب أن يتأثر ويعيش في متاهة وفي حيرة ولا يجد من يأمنه على حياته ولا معيشته ولا حتى أولاده ولا يرى المستقبل فيه خيرا ما دام الجزع قد مرض ولابد للشعب أن يعمل على الحفاظ على هذا الجزع المريض ويعمل بكل ما أوتي من قوة في استعادة عافيته وشفائه من خلال العمل الجاد والتفاني بالنفس والمال والجهاد في سبيله وأن يصبر ويتحمل كل الصعاب خلال فترة مرضه ولا يضجر ولا يزهق ولا يمل من تقديم يد العون له والعلاج اللازم حتى يتعافى ويشتد عوده مرة أخرى وأن تحرث أرضه ويوفر له كل ما يحتاجه حتى يرتوي هذا الجزع من أرضه مما ينعكس بالنفع على الفروع حتى تنبت وتثمر وتزهر مرة أخرى.

2- وعندما تمرض مؤسسات الدولة هنا تقف الحياة بلا فكر ولا تتطور ولا حتى تيسير كافة الأمور للشعب الذي وكلها للقيام بها حتى تعود بالنفع عليه وهذه الجذوع هي نبت من الجذع الأكبر وهو الدولة فغذا كان الجزع الأكبر معافا فلابد أن تكون دائما في حالة جيدة حتى يتسنى للشعب أن يطمئن على حياته ومستقبله .
ومن هنا لابد أن يعمل جاهدا ومخلصا على علاج هذا الجزع بشتى الطرق حتى يتعافى من هذا المرض لأنه هو الملاذ الآمن له وهو الذي يرتوي منه كل الغذاء والحب والإخلاص والوفاء بشتى الطرق بالعمل الجاد والتفاني والإخلاص وأن يعمل الشعب على توفير كل الغذاء والعلاج لهذا الجزع حتى يرتوي ويثمر وتشتد فروعه التي هي تنبت كل الخير لهذا الشعب.

3- عندما تمرض الأم هذا الجزع المتين ذو الأوتاد بالبيت لابد للأبناء أن يتأثروا وتنخفض روحهم المعنوية يعيشون بقلق دائم لأنه الجزع الذي يستمدون منه الحب والحنان ويتعلمون منه التراحم والود والوفاء ويسقون منه شرابا هنيئا فيه كل الغذاء الذي يقويهم ويشد أسرهم ويقوي شوكتهم وهنالك لابد للأبناء أن يعملوا جاهدين على شفاء هذا الجزع حتى تستقيم حياتهم

4- وعندما يمرض الأب هذا الجزع هو السند الحقيقي للأبناء هو قوتهم هو ممدهم وهو الذي يرتوون منه الرجولة وتحمل الصعاب والتصرف الآمن في جميع المواقف وهذا الجزع به كل القنوات التي تروي بكل جدية وخوف وحب على الأبناء ويحاول بكل ما أوتي من قوة أن يهيئ لهم سبل العيش الكريم وتحمل جميع الصعاب وهنا لابد للأبناء أن يعملوا جاهدين على علاج هذا الجزع المتين حتى يكون هو الملاذ الآمن لهم من الخوف ومتاعب الحياة

لابد للشعب أن يعمل ويجتهد ويصبر ويتحمل الصعاب ويوفر لها كافة العلاجات خلال فترة المرض وعندها تعود كما كانت عافية مطمئنة قوية وبالتالي تنبت الفروع ويشتد عودها ويخضر لونها وتخرج ثمرها الذي يعود بالنفع عليه ويطمئن على مستقبله ويعمل جاهدا على ألا تمرض هذه الجذوع مرة أخرى .