الجمعة، 12 أغسطس 2016

(( ا لـنـصُّ ا لـقُـرآ نِـيِّ ـــ بـيـن مُـراد اللـه مـنـه وفـقـهـنـا لـه )) بقلم الكاتب عبد الحليم الشنودي)

(( ا لـنـصُّ ا لـقُـرآ نِـيِّ ـــ بـيـن مُـراد اللـه مـنـه وفـقـهـنـا لـه ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا كانت المحكمة الدستورية العليا هي المُـخوَّلةُ بالحكم في ( دسـتوريـة / أو عدم دستورية ) القوانين الـوضعية (لأن الدستور والقانون من وضع البشر فكرا وصياغة )
وإذا كا نت محكمة النقض هي أيضا الـمُخَـوَّلة بالحكم فـي ( قانونية / أو عدم قانونية ) الأحكام القضا ئية ( لأن الـقـاضي بشر يحكمه ضميره حسا ورؤيـة )
فـلـيس للـنص الـقرآنـي هيئة شـرعية ولا مؤسسة قـضا ئية تـفـصل في (مـطـا بقة / أو عـدم مطابقة ) الفهم البشري المتعدد للنص لمراد اللـه الثابت منه ــ لأن مراد الله محكوم له بحكمة بالغة وعلم محيط وإرادة نافذة واختيار محكم (وكلها صفات مطلقة الإحاطة والبعد )
أما فهمنا للنص فمحكوم بإدراك عقلي محدود وتد برقلبي مرتهن بحالِه وحالته وتناول زماني ومكاني محكوم بعصره ووسا ئله ــ حتي لا يعلو بشر علي بشر ولايسري زمان علي زمان ولا يسود مكان علي مكان ــ فالنص للجميع مهيأ وعلي الجميع حاكم وفوق الزمان والمكان سائد ( وهذه هي أسمي آيات الإعجاز لكتاب الله الخالد )
وعلي ذلك فليس لعالم أيا كان قدره / ولا لمفسر أيا كان شأ نه /ولا لمتدبر أيا كان حاله أن يدعي علي الله مراده / أو يصادر علي غيره فهمه ـ لأن كل ما يصل إليه من النص لا يزيد عن كونه تضمين خاطر أوطرح اجتهاد ــ إلا فيما اتفق عليه الجميع ولم يقبل الصرف أو التأويل ـــ أو فيما نقـل عن الـمـعصوم (صلي الله عليه وسلم ) بما أراه الله من مراد في النص لا يعلم حدوده إلا هـو ــ وفيما عدا ذلك فإن قصر المراد بالنص علي فهم معين في زمن معين أو فكر معين أو اتجاه معين هو في الحقيقة مصادرة لحق الله في طلاقة مشيئته وإحاطة علمه فضلا عن كونه علـوَّا علي القرآن وهو الذي يعلو ولا يُـعلي عليه ــ وما الفرقة التي نراها والتنازع الذي نشهده ( علي كل ما نتج عنها من آثار ) إلا أعراضا تدور مع الزمان والمكان لأمراض متجذرة في النفس وفي الهوي يعود فيما يعود منبعها الأساسي إلي انعدام التفريق بين ( النص القرآني ) من حيث مراد الله الممتد منه ـ وبين فهمنا القاصر له ــ وفقنا الله لإنصاف ديننا مـنَّـا وإنصاف أنفسنا منها ــ وإلي لقاء بإذن الله (عبد الحليم الشنودي)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق