الجمعة، 26 أغسطس 2016

القاء المنتظر بقلم خالد المنصوري

القاء المنتظر /قصة قصيرة
خالد المنصوري
تدور احداثها حول حالة عشق واقعية بين فتاة تذهب الي المقهى العائلى بالقرب من منزلها
لتنتظر القاء الامل لرؤية الحبيب الذي كان يجلس بالقرب من طاولتها
في نفس الموعد من كل يوم تذهب الي المقهى العائلى بالقرب من منزلها فهى إعتادت أن تشرب القهوة فيها كل يوم لأنه يجذبها بقربها من البحرفينعشها الهواء المشبع برائحته وتؤنسها مشاهدة الاشخاص من حولها تمسك بيدها روايتها تحاول أن تخفى فضولها عن أعين المارة فكم يشغلها هذا الشاب الدائم الجلوس بالقرب من طاولتها وطالما كان يتابعها ويخجلها بنظراته وهى تحاول أن لا تبدى أي اهتمام لوجودة وللحظة فكرت أن تخرج من المقهى وإذا به ينهض ويتبعها وفجأه سقطت الرواية من يدها فأسرع هو إلتقطها وإبتسم لها
وقال: أتحبين الروايات.؟
إبتسمت خجلا وبعد أن شكرته
ردت: جدا فهى هوايتي المفضله
عاودها السؤال وماذا عن تلك الرواية.؟
ردت هذه الرواية جائتنى هدية فى طرد لم أعرف من أرسلها ولم أكملها بعد فمؤلفها برغم قوله أنها قصه حقيقيه إلا اننى لم اقتنع بالأحداث حتي الآن ولم يحدث مايشد إنتباهى
قال لها لماذا ؟
ردت :غامض جدا ويروى مواقف صعب تصديقها وشعرت أنه متردد ويبالغ في عشقه للبطله بصمت صمت الشاب قليلا وتمنى لها يوما جميلا وغادر المكان
تابعت هى طريقها للمنزل لكن هذا لم يمنعها من التفكير فى الشاب وإزداد فضولها بعد الحديث معه وفى اليوم التالى ذهبت للمقهى ونظرت حوها لم تجده ظهرت على وجهها علامات الإستياء فبرغم أنها لم تتعرف عليه بعد لكنها إعتادت أن تراه كل يوم
مرت أيام وهى على تلك الحالة من القلق والحيرة فى أمره إلى أن رأته فى يوم يدخل المقهى ويبتسم لها لكنه جلس بعيدا إطمئنت لكن الحيرة لاتزال تسيطر على تفكيرها
وفى الوقت الذى قررت أن تذهب إليه وجدته هو يبادر بالإقتراب طلب الإذن منها بالجلوس وبعد أن رحبت به
قالت له بلهفه :أين كنت الأيام الأخيرة؟
قال :كان لدى بعض الأعمال عرض عليها أن يطلب شيئا يتناولاه معا وتفاجئت أنه طلب القهوة بنفس المذاق الذى تفضله ومعها نفس الحلوى المحببة إليها وسألها عن روايتها هل أكملتها؟
وهنا فتح باب الحوارعن تلك الرواية الغريبة التى تثير عصبيتها رغم أنها تستمر فى قراءتها مستنكرة كيف لرجل أن يستمر فى حب فتاة ولايعلن لها عن حبه ويستمر فى مراقبتها دون أن يلفت نظرها ولو لمرة لكن هذه المرة تغير رأيها كليا فبعد أن كانت مندهشة من بطل الرواية أصبحت تتعاطف معه وتدافع عنه وعن مقدار عشقه للبطله
مضى الوقت كله فى الحديث عن البطل وكاتب الرواية دون أن تعرف أى معلومات عن هذا الشاب حتى إسمه وطبيعة عمله وبعد أن تركها وخرج من المقهى إندهشت أنها حتى هذا الوقت لم تعرفه واستطاع أن يجذبها للحديث معه بهذا الشكل الغريب
عادت إلى المنزل ودخلت غرفتها وهى فى حاله لم تمر بها من قبل وجلست تكمل الرواية وفجأة بدأت تندهش من تفاصيلها التى تتشابه كثيرا مع تفاصيل هى نفسها مرت بها حتى بعض الأشياء التى تحبها والأماكن التى تزورها وجدت الكاتب يرويها عن البطله
وهنا انتبهت لمدى تشابه الأحداث وكأنه يروى قصة حياتها بكل التفاصيل لم تنام حتى أكملت فصولها وصدمتها النهايه إنتحار البطل لأنه يئس من أن تشعر به البطلة
ولظنه أنه لا يمتلك مواصفات فارس أحلامها أو أنها تعشق شخص آخر
ذهبت مسرعة للمقهى تبحث عنه والجنون يسيطر على عقلها مرتبكة لاتعرف لماذا ربطت بين هذا الشاب وبين كاتب الرواية.ثم خرجت للشارع وإلى الجانب الآخر من المقهى حيث البحرأسرعت إليه وهى تبكى لاتعرف لماذا هل على بطل الروايه أم عليه!
وإذا بيد تربت على كتفيها وصوت يسألها قرأتى النهايه؟
إلتفت فجأه وجدته الشاب الذى تعرفت عليه الفترة الأخيرة وفجأه إرتمت فى أحضانه وبكت وأعتزرت أنها لم تنتبه له من قبل تأكدت أنه كاتب الرواية وأعترفت أنها عشقته من سطور وكلمات ملؤها الإحساس والحب عرفت منه مدى حبه لها وماذا فعل ليقترب منها
كان عاشق لها من بعيد يراقبها ويعرف كل ماتحبه وكل عاداتها يكتب كل مشاعره تجاهها فى روايه لأنه يعرف مدى عشقها للقراءة ليقترب منها بطريقة غيرتقليدية تثير فضولها وتجذبها لكنه اعتذر لها عن تلك النهايه الدراميه وعذره الوحيد أنه كان يريد لفت إنتباهها ويعبرعن إحساس يراوده إن لم تنتبه هى لمدى حبه لها وتشعر به وهنا كانت النهاية لرواية لتبدأ قصة عشق واقعية كتبها هو بإحساسه وعاشت هى فصولها.
خالد المنصوري
26/8/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق