بات مخطأً من يظن ان رواية التاريخ فى الدول المستبدة رواية نزيهه محايدة لا تخطىء ولا تكذب ، بل هى فى الحقيقة التى لا شك فيها ولا مراء ، رواية كاذبة ومدلسة ومحرفة للحقائق ودائما ماتقلب المجرم الوضيع الى بطل مغوار ، والنذل الحقير الى شهم شريف لا يشق له غبار ، وتحيل الوطنى المخلص الغيور الى مجرم خائن منشق ومتبع للهوى وزيغ الشيطان ، فمن يكتب تاريخ هذه البلاد هو ذات الرجل الواحد ذو المصلحة الواحدة والكلمة الواحدة الذى يشهر سيف بطلانة فيتجرأ به على الحق ويدنى به رقاب العباد ثم يلاحق اولائك الآحرار فى كل مكان وآوان ، حتى ان تم له ذلك تمكن من الشعوب فيكبتها ومن الآبطال فيشنقها ومن الحقيقة فيطمسها ومن الحرية فيحبسها ومن العدالة فيقوضها ومن العقول فيزيفها ومن الناس فيظلمها ومن حقوقهم فيجردها،
محمود شنيشن
محمود شنيشن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق