السبت، 31 أكتوبر 2015

قصه {صرخه ضمير} للاستاذ Raed Mahdi

قصة قصيرة
((صرخة ضمير))
أمسك رأسه وظل يضغط عليه من جانبيه متمنياً لو هشّمه واستراح مما يدور بداخله من افكار تغثيه وترهق وعيه الذي لايقع الا على ذكريات مؤلمة ومواطن ندم سكنت بها ذاته يوماً وعاشت بها خزيا وحرجاً.تبّا لذلك الكائن الذي لم يختبر اهتماما حقيقيا من احد فلم يكن احد يوليه الاهتمام ولم يتابعه احد وكان كغرسة مهملة لاتسقيها السماء حينما تمطر ولايصل ها الماء من ساقي البشر وكانت كل يوم تشرب من ذاتها وتتيبس اشد من اليوم السابق وآه من تلك الجذور الموغلة في الرمل الذي يختبأ تحته النمل وكائنات تكره الشمس ليس لذلك الرجل سوى وحدته يتسلى بها ومنها بعد ان اصابته العقد من كل الذين يعرفونه وكان بينهم ورغم انه اعتزلهم وتجرد منهم لكن اشباحهم لاتغادر ذاكرته المتخمة بمواقفهم المخيبة وذكريات سخيفة تبعث على الملل جمعت بينه وبينهم. في تلك الاثناء تجلت له نفسه بحديث ذو صدى اعتاد ان يسمعه منها كل يوم قائلة ماذا لو سامحتهم ونسيت اسائات الآخرين اليك اجابها قد فعلت ذلك مرارا لكنهم يكررونها واعود لأستيائي وحنقي عليهم واضاف بأنهم لايستحقون عفواً ولا مسامحة اولئك الاوغاد هم اصلاً لايعرفون قيمة العفو وينكرون التسامح ويضعونه على خانة الخرافات والاباطيل لذا توجّب عليّ ان اقابلهم بقانون العين بالعين وكل مسيء لابد ان يعاقب وذلك كفيل بتهدئة نفسي الفائرة على ظلمهم لي حيث اشعر بأنني قانونياً اخذت حقي منهم بحقدي عليهم ونفوري منهم لأني لم ار منهم الا الحقد والنفور ولا اريد ان اتعامل معهم خارج كفتي الميزان التي صنعها لنا الصانعون وجعلوها مقاييس ثابتة للتعامل مع الآخرين وعادت نفسه اليه بتجلٍّ آخر قائلة عقود مضت من عمرك وانت تعمل وتتعامل بهذا الميزان فهل حصدت راحة منه او اختبرت استقرارا ?ألم يأن الاوان لتسمح لنفسك بالانفكاك من تلك الموازين التي لاتصلح لكل الناس وإن صلحت في زمان ومكان معينين فذلك لايعني انها تصلح الى الابد .جرّب ان تعمل خارجها ولو ليوم واحد وامنح لنفسك فرصة ان تعيش يوماً بغير موازين وقياسات. انتفض على نفسه قائلا كفى يانفس لا اطيق سماع اللوم من احد لكن نفسه تجلت اليه مؤنبة اياه وبتهكم قائلة له لاتطيق اللوم من احد !! أليس من العيب ان تلوم الآخرين امامي أمام نفسك اليس من المعيب ان تضعهم في اسوء خانات الانحطاط في باحة نفسك? هل جربت يوماً ان تحبهم وتعيش بينهم بأحساس كهذا? هل جربت ان تضع صورهم التي تنفر منها في أطر المحبة وتراها كيف تبدوا? قال متململاً لنفسه لكنهم لايستحقون المحبة ٲتعلمين لماذا لايستحقون المحبة? لأنهم لايحبوني من الاصل وهنا صرخ ضميره صرخة زلزلت كيانه المتشظي واستجمعته لينتبه اليها مخاطباً أياه أمام نفسه المتمردة عليه :ليس مهمّ أن يحبك الآخرون بل ان تحبهم .وكفى بذلك غاية تستريح بها ماحييت.وبالمحبة ترحم نفسك قبل غيرك.
رائد مهدي / العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق