السبت، 31 أكتوبر 2015

حُبّي مُمَيَّز بقلم الشاعرة فتحية طه

حُبّي مُمَيَّز 31/10/2015م
نَظَروا إليَّ تَعَجُّباً 
وَتَساءلوا مُسْتَغْرِبين
نَوَدُّ مِنْكِ إِجابَةً....لَو تَقْدِرين
نَوَدُّ مَعْرِفَةَ الحَقيقة:
مِقْدارَ حُبِّكِ لِلْحَبيبِ
قولي لَنا لَوْ تَسْمَحين
أتَسْألون عَنْ مِقْدارِ حُبّي لِلْحبيب؟!
هذا السؤالُ لِعاشِقَةٍ مِثلي..غَريب
لَكِنَّني رَغْمَ الغَرابةِ...والعَجَب..سَوْفَ أُجيب:
ليلى وَعَبْلة...وحتّى عَزَّة والبُثيْنَةُ
لا يُقارَنُ حُبُّهنَّ ...أَبَداً بِحُبّي
لِأنَّ حُبَّهُنَّ جَميعاَ....حُبّي عَنْهُنَّ يَزيد
هُنَّ عَشِقْنَ غَباوةً بَعْضَ الرِجالِ
مِنْ نَظْرَةٍ أو هَمْسَةٍ أو لَمْسَةٍ
أرادَها مِنْها الْحَبيب..وَرُبَّما هي مَنْ تُريد
فَتَعَرَضوا لِلْنَفي والتنكيلِ والْتَشْريد
وَكُلُّ مأْرَبِهمنَّ... في وَقْتِهِ شيءٌ سَعيد
مِنْ بَعْضِ ودٍّ أوْ حنانٍ
أوْ بعْضِ أَبياتِ القَصيد
فَتَعَذَّبوا وَتَشَرَّدوا...تاهوا...وَأينَ؟
بِجَوْفِ بيْد
سَلَكوا طَريقاً خاطِئاً
والعَقْلُ طار
وما لَهُم رَأيٌ سَديْد
صاروا مَجانيْنَ الهَوى
وَالْحُبُّ أَضحى نارَهُم...تَحْرِقُهُم
يَسْري اللَهيبُ مَعَ الشَهيق...مَعَ الزَفيرِ..إلى الْوَريد
وَتَفَرَّقوا
أَنْهيْنَ حُبَّ رِجالِهِنَّ بِذِلَةٍ
إمَّا فراقٌ في الْحَياةِ بِقَسْوَةٍ
أو بِمَوتٍ قَدْ يُريب
يا وَيْلَ عُشّاقَ الهَوى
مِنْ ظُلْمِ مَنْ لَمْ يَعْشَقِ !
كَمْ يَجْلِدوه بِقَسْوَةٍ
أَقْسى عَليه مِنَ الحَديْد
أمَّا أنا حُبّي مُمَيّزٌ
فيهِ الْحَياةُ... حَلاوةٌ وَطَلاوةٌ
حتَّى الْمَماتُ بِه يَطيب
أنا ما تَرَكْتُ حَبيبي يَوْما
لا وَلا بِتُّ وَحيْدة
حَتّى وَإنْ فارَقْتُه وغدا الْجَميعُ مُشَرَّدين
أحْضُنُهُ وَأشُمُّ طيبَه
فَبِغَيْرِ حُبّي وَحَبيبي
لا الْمَنامَ...ولا الطْعامَ ...ولا الشْرابَ بِسائغٍ
ولا أَجِد ما أَسْتَطيبه !!
آكُلُ مِنْ لَحْمِ كَتِفيه...
وَأشْرَبُ مِنْ لَما شَفَتيه..
أَتَعَطَّرُ مِنْ أَنْفاسِه
لا أخْشى لَوْما مِنْ عَدوٍّ أوْ صَديق
فَحُبُّه دَيْنٌ عَليَّ
وَالْدَيْنُ حَقٌ أَنْ نُعيدَه
هوَ حبيبي في دُنْيَتي
وَبِه أَصيرُ إلى الْخُلود
أحْيا بِحُضْنِه آمِنة
وَإِذا أَتاني الْمَوْتُ...ضَمَّني في جَوْفِهِ
كَمْ أَسْتَطيبُ غَرامَه
وَكَمْ أُباهي وَأُفاخِرُ في هَواه
هوَ سَيّْدي...هوَ مَوْطِني
وَجَميْعُنا لَهُ جُنود
نَموتُ كَيّ نُبْقيه حُرّاً
نَشْقى لِنَجْعَلَهُ سعيد
هذا جَوابُ سؤلِكُم
هَلْ يَعْتَرِض مِنْكُم رَشيد ؟!
انتهت
بقلمي:فتحية طه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق