الخميس، 29 أكتوبر 2015

عيدك يا وطن بقلم الشاعر نور هادي


قصيدة عيدك يا وطن
الشاعر نور هادي
شاعر الفردوس

عيدُكَ ياوطن
صارَ مثيرًا للشجن
تراكمَ فيه العفن
ميتٌ فى العيدِِ يأتى
ميتٌ فى العيدِِ يهزى
ميتٌ فى العيدِِ يرحل
ميتٌ فى العيدِ يُبجل
ميتٌ فى العيدِ يُذهبُ إليه
ميتٌ فى العيدِ يُعيدُ عليه
توقفْ مكاتكَ حيثُ أنتَ النورُ البهى
إياكَ أنْ تتجرأَ على الاقترابِ منِّى
سيصهرًكَ الحبُ يا قلبى
سيذبحُكَ العشقُ يا ربى
خلفَ أعمدةِ الدخانِ
المتسربلُ من ذاتى
فى جوفِ المدى
بعدَ السحورِ وقبل الفطورِ
وفى كهفِ المنتهى
تشاجرَ السفر
يلوذُ بالمشتهَى
بقميص يوسفَ
ويعقوبَ المرتجى
أصبحتَ ضدَّ الانفجار
ضدَّ الانصهار وضدَّ النار
وضدَّ الدمارِ والإعصار
ضدَّ الصدى والوهن
وضدَّ البكاءِ .. وضدَّ الحبور
وأنا أجولُ فى المحن
كعودِ ثقابٍ براحلةِ النهار
أنهكَه التعب
وطولُ المسار
فى رابعةِ النهار
وفى فلكِ المدار
حينما يشتعلُ فى النخيل
وحقولِ الكرومِ والزيتون
فتنطفىءُ العيون
ويتأججُ الفشل
وتنقطعُ الجسور
ويترنح الفتيلُ فى الأمل
فى غاباتِ الأسمنتِ المخملية
وسكناتِ المدنِ الحجرية
وحنجرةِ المستحيلِ الأبدية
تعوى مثلَ الذئابِ فى الفيل
تتلوى كالثعبانِ فى النجيل
تقتلُ شرايينَ المحبةِ فى الُمقل
وتقطعُ أوصالَ الشرنقة
بلهيبِ المقصلةِ وبرودِ القُبل
فى يومِ العيد
فمنْ سيكونُ منا القتيل ؟؟؟
أيكونُ الوطنُ القتيل ؟؟؟
( فبأىِّ حالٍ عدت يا عيد )
والمتنبى ميتٌ شهيد ؟؟
مارسَ كل الهمهمات
مع طيورِ العشقِ والرشفات
الواقفةِ فى الشرفاتِ شرشفات
مرشرشاتٍ من طهركَ النبيل
من وحوحاتِ المدِّ وطول الأزل
متنمنمةٌ معانيك الجميلة
متنمقةٌ حكمتكَ الجليلة
فى سقوطِ الحزنِ يا قدر
كسفسطةِ حباتِ المطر
كتشابكِ النجمِ فى المدر
كالتفافِ أغصان الدوحِ و الشجر
كأسلاكِ الحدودِ تمزقُ الدول
فى جبلِ الرحيل
يتخلصُ من العتهِ العنجهى
يتملصُ من الجنون المجدوى
واللونِ القرمزى
بساحاتِ السمر المرمرى
احللْ عقدكَ يا زمن
واربطْ القلق بأحزمةِ المستحيل
واعبرْ لدنيا الطيور
والتين والزيتون
واوصلْ الألق
وترجَّى أغصانَ الزهور
ان تثور وتكسرالحجر
أنْ تثبتَ مع الريحِ العوالى
رخاتُ القدر
كنْ مستأسدًا أمام َالذئاب
واقذفْ الموتَ بالزئير
وانعم بيومِ العيد
رغمَ هاتيكَ المآسى
لا تكنْ باكيًا من لدغةِ الإحن
كما الوطن ليلةَ العيد
يومَ قُتِلَ الشهيد
وكانتْ سيناءُ ُالثمن
للآن ما زالتْ تدفعُ الثمن
بالأحمرِ الدموى
زغردْ له فى جناتِ النعيم
اقتلْ لا تخفْ شيطانكَ الرجيم
قل له : أحبكَ يا وطن
بنسماتِ العبقِ الأبدى
لحظة التحريرِ فى يومِ العيد
حيثَُّ المُنى فى انصهارِ الجليد
وحيثُ الموت فى انصهار الحديد
ومدائنِ زهرةِ التجديد
تنادى منْ بعيد
اليومَ عيدُك َ يا وطن .
............................
....................
كتبها:- نور هادى
شاعر الفردوس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق