الاثنين، 17 أبريل 2017

رسالة أسير إلى أمه بقلم الشاعر / د. أحمد محمود



أماه أخبري إخوتي
أنهم في قلبي قاطنون
رغم البعاد والفراق والشجون 
فهم لي أحبة وإخوان
في خافقي يسكنون
أنا يا إخوتي وأحبتي
فدائي فلسطيني أسير
في الحبس كبلني السجان
حنجرتي تدوي هادرة
في كل مكان وزمان
وصيحات الحرية
تجتاح زنازين العدا
وحقول القمح والأقحوان
صليلها يقطر دماً
من فمي العطشان
وشوقي لها هائج كالبركان
أنا نسر لعناق الآفاق ظمآن
هذا صدى الحرية يزلزل
من بين أضلاعي
في كل زوايا الجدران والأركان
أماه ها أنذا أواجه أعدائي
قررت أن أحطم السجن والسجان
سأحارب بالأنياب والأسنان
سأحارب بالعزم، والإصرار والإيمان
إني أواجه ببراثني ومخالبي
قهر الزنازن وكيد العدوان
بقبضات يدي سأهدم الحيطان
أنا فدائي لا يخشى الردى والعدوان
لا يخشى غبار الوغى
وربيع دمي مخضوضر
سينمو سنابل خضراء
على كل الجدران
يا إخوتي في قرى الوطن الأسير
وفي مدائن فلسطين الجريحة
يا إخوتي في الضفة،
وغزة ، والجليل وبيسان
يا إخوتي في معتقلات النسيان:
وزراء، ونواب، نساء،
ورجال، وفتيات وفتيان
يا إخوتي في سجون الرملة،
وبيت ليد،وعسقلان
يا إخوتي في تلموند،
وعوفر،ونفحة
وبئر السبع والدامون
يا من أنتم أسرى
وسجناء معتقلون
في دياجي الزنازن والسجون
من نجيع دمي سأبعث لكم رسائلي
قصائد إباء وصمود
تنقلها زفرات الوديان
وتحملها لكم الأنسر والبؤزان
هذا بريق دمي
يسطع كالشمس في الثرى
قطراته غزيرة تعانق الندى
وتهيم في جريان الأنهار والغدران
هذا دمي يحييكم
رغم الأسلاك، والأشراك،
رغم الأكبال والأقفال والأشواك
رغم الحيطان والجدران
سلام عليكم في كل زمان ومكان
وسلامي لكم أيها الأبطال الشجعان.
مع تحيات د. أحمد محمود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق