الأحد، 9 أبريل 2017

(الـــــمـــوت) بقلم الكاتب / بن عمارة مصطفى خالد


قصة قصيرة بعنوان:(الـــــمـــوت)

رأيت فيما يرى النائم،شخصا سمج الوجه،نتن الرائحة،قد وجسني خيفة و هو يقطع طريقي قائلا:
-السلام عليكم يا عبد الله.
-و عليكم السلام،من تكون؟
- أنا الموت جئت لآخذك من الدنيا.
-فتلعثمت،و جف الريق في حلقي،و تجلدت و استطردت:
-تأخذني من الدنيا؟الآن؟
-أجل،للتو،و هل هناك مانع في ذلك؟
-قلت:لي شؤون علي أن أنهيها قبل توديع الدنيا.فإن كنت حليما فأمهلني خمس سنوات و سآتي عليها،حينها سأكون طوع أمرك و رهن إشارتك.
-لك هذا،و سأرجع إليك لآخذك بعد أن يمر وقتك.
*رغم أن منظره مخيف و ذكره مرعب إلا أن فيه خير خفي يصعب علينا رؤيته.
و بعد مضي الخمس سنين رجع إلي بمنظره الذي كان و قال:أتمنى أنك أنهيت أشغالك و أعددت نفسك للرحيل.
-يا إلهي،أ مر نصف عقد بكل هذه السرعة؟
-لم،ألست جاهزا بعد؟؟
-قلت:أجل فما زال لي أعمال أخرى قد جدت،فارجع بعد خمس أخر.
-قال:لك هذه،و أرجو أن تنهيها قبل أزف الوقت.
-سأبذل قصارى جهدي،إن شاء ربي.
و مرت خمس أخرى و قدم الموت مني متمهلا و قال:ستكون لي الآن،فقد أرهقتني من أمري عسرا.
-قلت:لم أتم بعد،و لكنني سآتي معك بلا ريب.
-قال:ماذا فعلت في الخمس الأوائل؟
-قلت:عملت ثم تزوجت و لما حبلت زوجتي و قرب مخاضها أتيت.
-و في الخمس الأخرى؟؟
-كان لي مال عند تاجر قد سافر ليبتاع سلعة ثم يسترده فينتفع به أهلي و ولدي بعد أن أصطحبك،و لكنك سبقته إلي.
-قال:قد قضيت عقدا فيما لا ينفعك،كان عليك أن تفكر في محطتك الأخرى.
-قلت:إنها الدنيا،قد أنستني،فلا تشق علي أكثر من مشقة لقائك الأخير هذا.
-قال:فعلا،لا يملأ جوف المرء إلا التراب.
و حينما وضع يده بيدي أفقت من نومي أهذي و العرق يغسلني،و لما ثبت إلى رشدي،نسيت حلمي و كأن شيئا لم يكن.
بقلم الكاتب:بن عمارة مصطفى خالد. البلد:الجزائر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق