الثلاثاء، 12 يوليو 2016

غدرٌ بقلم احمد عبد السلام

غدرٌ
في طريقِهما إلى السيارةِ البديلةِ بِجوارِ النَّهرِ، بدا على المُساعدِ الهمُّ وعَلا وجهَهُ كربٌ مفاجِئٌ، وهو يئنُّ تحتَ ثقلِ الحقيبةِ الكبيرةِ التي تحوي الأموالَ والسبائكَ الذهبيةَ، ويترحَّمُ على ثالثِهما الذي تركَاهُ صريعًا في البنكِ.
لم يخْفَ حالُهُ على رفيقِه الذي بادرَهُ في حزمٍ: 
- في مهنتِنا هذهِ، لا مجالَ لِلترددِ أو النَّدمِ! 
غمغمَ الأوَّلُ وهو يرمقُ ملابسَه الحمراءَ، ويديْهِ المخضبتيْن بِالدماءِ، وقد زادَتْ بشاعتُهما في عينيْهِ تحتَ ضوءِ الغُروبِ القانِي: 
- أما الجسدُ فغمسةٌ واحدةٌ في النَّهرِ كفيلةٌ بِتنظيفِهِ، ولكنْ أنَّى للرُّوحِ الملوثةِ أنْ تتطهرَ؟
لمعتْ عينا الزَّعيمِ في خُبثٍ، وأطلق ضحكةً مُجلجلةً، ثم همس في صوتٍ أشبهَ بِالفحيحِ:
- يا عزيزي المسكينُ، نظِّفْ ملابسَك وجسدَك، ودَعْ أمرَ الرُّوحِ لي!
بعدَ قليلٍ كان الزَّعيمُ يتحاملُ على نفسِه، من أثرِ الطعنةِ النافذةِ، يجرُّ ساقيْهِ، وقد احتضنَ النَّهرُ جسدَ المُساعدِ والحقيبةَ، ولم يتسنَ للرُّوحِ أنْ تتطهرَ!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق