الجمعة، 27 نوفمبر 2015

أبي الحاج شعر بقلم رياض الدليمي

أبي الحاج
شعر / رياض الدليمي
........................ 
من يرشدني اليّ
انا التائهُ مني
يغادرني ظلي
تغادرني البلادُ
لا رُقمَ لي بين الالواح
وادراجِ مكتبة اشور
الريح تذرني حيث تيهي
أَمدُّ يدي لظلِ شجرةٍ سومريةٍ
زرعها أبي الحاج
نذراً لكي لا تغضب الارضُ
لوح حنطة يهبهُ للعصافير
للنوارس المهاجرة لحقولهِ .
أنا ذبيحُ أبي
قربان للبساتين
والانهار
بتُ بلا ظلٍ
يدلُ أبي عليّ
في بلادٍ تعشقُ الموتَ
كما أَعشقُ سيرةَ أبي
وعطرَ التراب .
مهلا يا أُم أحمد
لِمَ تَحلمينَ بالجنائن
واشجارٍ تَعلو اسوارَ البيتِ
تُفيئُهُ
أم تخبئينَ الاولادَ
او تسترينَ حياءَ القبيلةِ
و تزرعينَ مصداً لرصاص البلاد .
يا أبي أشحذ سكينتكَ
اجتزَّ العنقَ
لا تأخذك الرأفة بي
فقد ذبحتني البلاد من قبل
انا مبتسمٌ
للبلاد
لأشجار أم أحمد
لطفلتي الصغيرة
ورشدي .
سأَجدُ أَنفاسي مدفونة على الضفاف
دمي يرفدُ الانهارَ
والواحَ الحنطةِ
وجذور الكاليبتوس .
لن يسوقني جُهالُ البلادَ
الى حروبٍ أَبطالها
لا يفقهون عشقي للأنهار
للحدائق
لملاعب الصغار
وأرض السواد
وعودتي اليّ
انا .. انت ... العشاق ... كل العراق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق