السبت، 10 ديسمبر 2016

ماذا يعني تجديد الخطاب الديني بقلم الكاتب / طارق سالم



ماذا يعني تجديد الخطاب الديني

نحن نعلم منذ القدم أن الخطاب الديني الوسطي ما هو إلا تقديم النصح والعمل على الترويح عن النفس لرفع درجة الإيمان بقلوب المسلمين وضرب الأمثلة من السنة النبوية وتطبيقها على أرض الواقع بالماضي والحاضر والمستقبل ونشر تعليم هذا الدين الحنيف ليكون منهج حياة بين الأمم والشعوب
ولكن منذ قيام ثورات الربيع العربي ببلاد العرب والمسلمين وظهور بعض الطوائف الدينية المتشددة التي ركبت مركب الثورات لتكون كلمتها ونعراتها الدينية التي لا تهدف إلى الإصلاح الصادق ولكن لترسم لهم الطريق للفوز بالمناصب والتقدم بالصفوف الأولى من خلال الخطاب الديني الذي يؤثر على بعض من طوائف الشعب العربي واللعب على وتر الإسلام الذي يطبق العدل والمساواة بين الشعوب ونشر قيم الإسلام التي بها العدل والمساواة .
ولكن كانت نيتهم غير خالصة وتحسبهم جميعا وقلوبهم شتى وبعد فترة ظهرت على السطح أهدافهم وأغراضهم الخبيثة من النيل من الأوطان وتخريب وقتل كل من يقف في طريق تحقيق أهدافهم حتى ولو كانت بالقتل والتخريب .
والآن هناك أصوات تنادى أنه لابد من تجديد الخطاب الديني وتطهيره من هذه الأفكار الإرهابية ونشر الوعي الديني المستنير والحفاظ على هوية الإسلام الوسطي الحنيف والعبادات الغير مشددة وتجنب وعزل من يقوم بالتشدد بالدين من خلال الخطاب الديني الذي ينمى الفكر المتطرف للحفاظ على الأوطان .
وأعتقد أن تجديد الخطاب الديني يحتاج إلى وقفة مع النفس لكل من الشعوب الإسلامية وأن تحافظ على فطرة الله التي فطرها الله لهم وهي الحفاظ على هوية الإسلام والدين الحنيف الوسطي وأن تؤدي العبادات لله وأن تأتمر بما أمر الله وأن تنتهي بما نهى الله عنه وتنشر الحق والعدل والخوف من الله في كل حياتك ومعيشتك من خلال أن تكون مثلا قيما لكل من حولك ونموذجا طيبا يرى فيه الناس السلوك الحضاري والأخلاق الكريمة ونشرها بين المجتمعات .
وهنا لابد من تفعيل دور الأزهر الشريف الذي يمثل الوسطية بالوطن العربي والعمل على تخرج أئمة وخطباء على وعي كامل بالخطاب الوسطي والتوجيه السليم للشعوب وأن يكون لديه القدرة العلمية والدينية والثقافية حتى يخرج للمجتمع وهو واثق الخطوة وواثق الكلمة وأن يكون لديه القدرة على التأثير بالنفس البشرية والتوعية الدينية السليمة التي تطمئن لها قلوب المستمعين والمشاهدين سواء من خلال الإعلام أو من خلال اللقاءات المباشرة بالمساجد
تجديد الخطاب الديني ليس فقط من أجل محاربة الإرهاب والأفكار الهدامة التى تخرب عقول وقلوب الشعوب وخاصة شبابها الذي ترك لهم ليخرب عقولهم وأفكارهم البريئة لأنهم هم وقود هذه الأمة ومستقبلها وهذا تقصير من الدولة والأزهر الشريف الذي لم يفطن لهؤلاء الشباب وأيضا الدولة التى تركتهم في ظلمات يعمهون حتى تلقتهم هذه الجماعات من خلال الخطاب الفكري المتطرف واستغلالهم في تنفيذ مخططهم ونشر أفكارهم والتضحية من أجلها .
تجديد الخطاب الديني يكون من خلال داخل المجتمع نفسه في كل تعاملاته الحياتية والمستقبلية أن يعمل كل منا بضمير حي والعمل للصالح العام ولمصرنا الحبيبة حتى ينمو ويكون مجتمعا صالحا في كل المجالات .
ومن خلال مؤسسات الدولة والمسئولين عنها أن يتقوا الله في رعاياهم ومؤسساتهم وأن يتخلوا عن الأنانية والتربح دون وجه حق وتجنب المصالح الشخصية والعمل على نشر الوعي الثقافي والديني والإدارة السليمة الحقيقية والحفاظ على المال العام للدولة حتى ينموا اقتصادها والانتهاء من الرشاوى والتربح لانفسهم حتى تكون مؤسسة صالحة ونافعة للمجتمع وتؤدي عملها على أكمل وجه حتى يكتسب الشعب الثقة في مؤسساته.
تجديد الخطاب الديني في حاجة إلى عودة إلى الأخلاق الكريمة ونشر السلوكيات الطيبة من خلال مناهج تعليمية دينية وسطية تدرس بجميع مراحل التعليم حتى ينعكس ذالك على المواطن في كل نواحى الحياة .
تجديد الخطاب الديني يحتاج إلى نبذ كل من هو فاسد أو حاقد أو مستغل من بين المواطنين وقطع يد الغدر والفساد وعدم التستر على هؤلاء مهما كان شخصه ومهما كان منصبه بالدولة حتى يكون عبرة لكل من تسول له نفسه اللعب بمقادير هذا الوطن والتخريب في من خلال المناصب والمسئوليات .
تجديد الخطاب الديني يحتاج إلى إعلام هادف وواع يعمل على التوعية الدينية الوسطية وإعلاء الخطاب الديني الذي ينمى فينا سلوكياتنا وعباداتنا والحفاظ دوما عليها في كل وقت وحين من خلال برامج دينية هادفة وعلماء على ثقة لدى المواطن ويكون نموذجا طيبا حقيقيا لكي يستفيد منه ويتعلم بعلمه ويؤمن بفكره المعتدل وتصليت الضوء على تجنب الأفكار الأخرى المتطرفة التي تخرب عقول الشعوب وتؤدي إلى نشر الإرهاب بالوطن العربي والإسلامي .
أعتقد إذا أصلحنا ذات البين فيما بيننا بحق ووعى وحب الله والوطن
هنالك لسنا بحاجة إلى تجديد الخطاب الديني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق