الجمعة، 2 ديسمبر 2016

الصراحة بقلم ا.د/ محمد موسى

    القصة القصيرة    
   الصراحة   
  إعترضته وهو يهمُ بركوب سيارته ، بعد يوم عملٍ ليس بالشاق ولكنه مزدحم ، وهي صغيرة السن جميلة الشكل ، وقالت له: قرأتُ يادكتور ما كتبتهُ في جريدة الحياة اللندنية عن الصراحة ، فقال لها: أنا كتبتُ عن المصارحة وليس عن الصراحة.
قالت: هل الصراحة راحة ؟ ، نظر اليها ، وقال: ليست دائماً هي راحة ، فالصراحة قد تكون راحة ، وقد تسبب عدم الراحة ، وقد تكونُ حماقة ، وقد تكون بجاحة ، وقد تكون وقاحة ، ضحكت وقالت: ما الفرق بين البجاحة والوقاحة ؟ ، قال لها: كالفرق بين الماء وهو سائل والماء وهو ثلج.
ليس في كل وقت يفضل أستخدام منطق أن الصراحة راحة ، قالت: لو قلت لك مثلاً أستاذي الدكتور ، بصراحة أنا أُحبك ، ما قولك هل هذه صراحة ؟ ، ضحك بهدوء ووقار ، وقال لها: هذا هو المستحيل ، قالت: فالنفرض هذا المستحيل من وجهة نظرك أستاذي ، قال لها: أنا لا أفرض أبداً مستحيلاً.
الحب ياصغيرتى هو يُشبَهْ بالفاكهة ، قالت له: فسر لي المعنى أستاذي ، قال لها: الحب في العمر من 25 الى 35 ، يشبه الكريز طعم جميل ، ويستخدم عادة عند تزين كل الحلويات ويُضع على عرش من الكريم شانتيه الأبيض ، فيعطي أيضاً جمالاً للعين.
والحب من 35 إلى 45 ، يشبه فاكهة الأناناس أيضا الطعم جميل قطع كان أو عصير ، ثم به أيضا تزين التورتات والحلويات مع بعض الجلاتين ليتماسك.
والحب من 45 إلى 55 ، له طعم الفراولة ، قد تكون كبيرة وزاهية ، ولكن ليس لها طعمها ولا رائحتها ، عندما كانت صغيرة ، وهذا الفرق جوهري.
أما بعد 55 ، فيكون للحب طعم البطيخ ، لا يؤكل إلا في وقت معين وهو الصيف ، ولا يؤكل إلا مثلجاً ، حتى يكون مقبول الطعم ، ونحن ياصغيرتى الأن أصبحنا فاكهة مختلقة الطعم ، وأيضاً مواسم نضجها مختلف ، حتى شكلها مختلف ، فضحكت وقالت: ولكن الحب لا يعرف عمراً ، هكذا تعلمنا منك أستاذنا الجليل ، قال هذا صحيخ يا صغيرتي ، الحب الذي أثصده هو القابلية للتواصل بين الأجيال والأخذ بود من الأخر ـ ولكن الحب الذي شبه بالفاكهة هو الحب الذي يؤدي الي الإقتران ، وهذه الحالة تستحق الوقوف عندها بتعقل ، وليس بتلبية نداء القلب ، ثم قال لها ؛ وهو يبتسم أما فوضى المشاعر بين الأجيال ذات الطعم المختلف ، فهذا الكلام لا يكون إلا في الروايات يا صغيرتي ، ولكن واقع وحقيقة الحياة يجعل لها في هذا الأمر القول الفصل ، فقالت: دائماً أنت أستاذ ، عندك تفسيراً للأشياء ، التي يعتقد البعض أنها لا تُفسر ، ضحك وقال لها: ياصغيرتى هي خبرةُ السنين ، لا يستطيع عاقل تجاهلها ، وإذا هو تجاهلها فسوف تضحك عليه الأيام ، وأهٍ من الأيام لو كشرت عن أنيابِها وظن الغير عاقل أنها تضحك.
   ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق