أمـــل مـحـــمـــود .. تـكــتــب :
التبرع بالبطاطين والملابس
عندما يدخل علينا فصل الشتاء ، فإنه لا يدخل بمفرده ، خاوي الوفاض ، يد للوراء ، وأخري للأمام . إنه يدخل وهو محمل بخيرات كثيرة ، يدخل وجيبه مليء بالمفاجآت . يدخل وهو محمل بالأمطار ، والبرد ، والصقيع ، وفي كل خير . وهذا الضيف عندما يحل علينا ، نهرول لنستعد لاستقباله ، فكل يجري إلي دولابه ، يستجديه الألحفة الفيبر ، والبطاطين المزدوجة، ويستخرج من بطونه الملابس الشتوية الثقيلة ، ونضبط مفاتيح أجهزة التكييف علي الهواء الساخن الدافيء . فإذا أقبل الليل ، وجدنا أنفسنا نندس علي أسرتنا ، تحت الألحفة والبطاطين ، حتي ننعم بمشاهدة التلفاز بعيداً عن لسعات البرد القارس ، وعضاته المؤلمة في نخاع العظام ، فإذا أخذنا النوم ونمنا ، استمتعنا بأغطيتنا ، ونومنا الدافيء . وهنيئاًهنيئاً لمن كان هذا هوحاله . فتلك نعمة الله الفياضة التي تستوجب الشكر ، لأنها منة منه وفضلاً . " ولئن شكرتم لأزيدنكم " . ومن باب شكر هذه النعمة ، أن تشعر بالآخرين الذين ابتلاهم الله بالحرمان منها ، ليختبرهم في إيمانهم وصبرهم ، ويختبرك في شكرك لنعمته ، ليس كلاماً ، وإنما فعلاً ، وعرفاناً . ولا تنسي أن الدين المعاملة . فأنت حين تفرز ملابسك ، لتميز الصيفي منها عن الشتوي ، تذكر أن هناك من يعيش علي ملبس واحد طوال العام . وحين تفرز ملابسك لتميز ما يواكب الموضة منها ، وما لا يواكب ، تذكر أن هناك من يشغله العثور علي ملبس ، أي ملبس . وأنت حين تدير مؤشر جهاز التكييف لتشغيله علي الهواءالساخن ، تذكر أن هناك من يعيش بين أربعة حوائط بدون باب خشبي ، أو شباك أو زجاج ، يقيه الرياح الباردة . وأنت حين تندس علي سريرك بين أغطيتك الوثيرة ، تذكر أن هناك من يفترش البلاط ، ويلتحف الفضاء ، ولا يجد ما يستره ، وقد لا يجد الحوائط ، ويفترش الأرصفة . وهنا ستجد نفسك مدفوعاً برغبة ملحة إلي آداء شكر الله علي نعمته عليك . وشكر النعمة من جنسها أولي وأوفي . ولا تكن من الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ، ممن كانت لهم حاجة لدي هؤلاء الناس ، فوعدوهم بالتبرع لهم ، فلما انقضت حاجتهم ، انقضت عهودهم ووعودهم دون وفاء . فقد وعد أحد أعضاء مجلس النواب بالتبرع بمائة بطانية ، ثم ذهبت بوعوده الرياح إلي حيث لا ندري . ولا تنسي ـ إذا لم تنس ـ أن ما تتبرع به يقع في يد الله قبل أن يقع في يد خلقه
. وجمعية الخلق البديع الخيرية
سيدي بشر قبلي - شارع عقل باشا بجوار مخبز الاصيل
مستعدة لتلقي تبرعاتكم ، وتوزيعها علي المحتاجين
، كل بحسب حاجته ، حسبة لله تعالي ، دون منٍ أو آذي . " إن تبدو الصدقات فنعما هي ، وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم " صدق الله العظيم .
للتواصل :
01270287699
01064035405
5253738
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق