الاثنين، 5 ديسمبر 2016

صورة من قريب بقلم \ محمود شنيشن

صورة من قريب
بقلم \ محمود شنيشن
صورة من قريب من قلب مشهد عشوائى متخبط تشعرك بحزن وأسى عميق على ما آلت اليه الظروف ، وكأن عجلة الزمن قد عادت الى الخلف وتوقفت بنا عند لحظة قلقة فارقه وترفض ان تغادرها او ترحل عنا ، وتحاول بجدية المثابر ان تبحث فى هذا المشهد الملتبس العبثى عن وجوه كنت تألفها وكنت تظن نفسك انك تعرفها او تعرف شيئا عن شرفها ونبل مقصدها وعن هذه الآرض التى كنت ذات يوم تصفها بأنها الولودة المعطائة فلا تجد امامك الآن سوى بقايا وشتات من ذلك الوهم والسراب الذى عايشته وكابدتة كثيراً ، فإذا حاولت وانتقلت بشاشة زكرياتك القريبه ورجعت الي مستنقع الضحالة والفقر السياسي فلا سوف تفجع برموزه القديمة ورجالاتة الجديرين بأن تعتر بهم وتأسف لمجرد ان ترى منهم او تسمع لآحدهم وتخجل لنفسك ومن نفسك لمجرد الآنصات لهم ، فإذا حاولت ان تسترجع حواراً قديما من مسوقى الذل والإستعباد وكنت تظنه فيما مضى حديثاً رائعاً شيقاً في لغته الرنانه ونجومه اللوامع وفكره العميق ، فتكتشف مع الآيام وتكرار الحوادث والمأسى المتشابهه انهم ليسوا سوى حفنة حقيرة من المهرجين الآفاقين المقامرين بقوت هذا الشعب تراهم وقد اخذوا على عواهنهم عملية تغييب وعى الانسان وتخدير وتسكين جسده الناحل الضعيف بحكايات وقصص وهمية واهيه لفترات طويلة من الزمن والآنكى ان اكثرهم للآن لايزالون يمارسون هذه المهنه ويواليسونها بحرفية عبر ترويج وتسويق ذلك القبح والفشل والفساد السرمدى من اجل حفنة من المال الزائل الملطخ بالديثنه ولبسط نفوذ وهمى على آناس هم فى نهاية المطاف جماعات من المسكين الضعاف الذين لا قوة لهم ولا نصير ، وإذا انتقلت الي محطة الاعلام فسوف تصدمك ردائتة وردائة القائمين عليه وهم يتغنون نفس الإنشودة القديمة الهابطة الرخيصة والمبتذلة التى يؤدونها فى احدى عصور السقوط والآضمحلال ثم يسمون هذا الرخص ويدعونه بالفن الاعلامى وهم فى الحقيقة بغاة يمارسون مهنة البغاء الآعلامى وهم عراه يرازلونا على الهواء كل لحظة دون حياء او خجل تحسدهم عليه بائعات الهوى والجسد وهن يتمايلنا بخلاعة وإسفاف ويتراقصن رقصة الذبيح على اشباح المصرى المهان .
محمود شنيشن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق