الاثنين، 17 أكتوبر 2016

الفارق بين الجندي على الحدود بقلم طارق سالم

الفارق بين الجندي على الحدود
والجندي داخل الحدود
طارق سالم
رحم الله شهداء الوطن لأنهم قتلوا وهم يجاهدون بأنفسهم وأرواحهم للدفاع عن مصر وحدودها بكل شرف وأمانة وقدموا أغلى ما يملكون وهي أرواحهم ثمنا لها .
فليمتثل الجنود والقادة بالدخل وبمؤسسات الدولة ولينظروا ماذا قدم هؤلاء . 
يوجد بمصرنا الغالية نوعان من الجنود وهو الجندي على الحدود وهو الذي يحمي حدود مصر ويدفع روحه ثمنا لهذه الحماية 
ونوع آخر يعمل داخل الحدود وهو الجندي المدني الذي يعمل بمؤسسات الدولة
ولكن هناك فارق كبير بين الاثنين في حماية الوطن والدفاع عنه بالخارج أو بالداخل
الأول : هو شخص مدني بالأساس يتم تجنيده بجيش مصر لفترة زمنية معلومة
والثاني : هو شخص مدني يعمل بالحياة المدنية وفي مؤسسات الدولة
الأول : يتم تدريبه وتثقيفه عمليا من خلال تعلم الانضباط والاصتفاف وطاعة الأوامر 
والتدريب على السلاح الذي يستخدمه بكل حرفية وجدية وبعده عندما يكون 
جاهزا يخرج للحماية والدفاع على جدود مصر وهو سعيد ويقدم نفسه وروحه 
فداءا لها ويتم تدريبه معنويا ليخرج من الحياة المدنية إلى الحياة العسكرية 
حتى يكون مهيأ نفسيا لهذه الحياة الجديدة ويعي يعنى أيه كلمة وطن ؟
والثاني : يتم توظيفه وتنصيبه بمؤسسات الدولة دون تدريب على الوظيفة أو القيادة 
ليكون مهيأ نفسيا وفكريا للوظيفة أو لمنصب القيادة ليعمل على نجاحها 
لتتقدم وتتطور المؤسسة مما يعود بالنفع على مصرنا الغالية .
الأول : ننظر إلى لباسه العسكري يختلف كليا عن لباسه المدني ولكنه لباس
الشرف والكرامة ولا يملك منه الكثير ولكنه فرح ومسرور به .
الثاني : ننظر إلى لباسه المدني كله فخامة وشياكه ويملك منه الكثير في الشكل 
واللون وكل يوم يقوم بتبديله من أجل الأناقة والجمال . 
الأول : يعمل داخل منظومة لا يستطيع أن يخرج عن نظامها ولا يخالفه .
الثاني : يعمل بحرية بلا قيود وهو حر طليق في عمله ورأيه لأنه يعمل داخل 
منظومة مدنية تختلف كليا عن المنظومة العسكرية . 
الأول : يتم التحاقه بالعسكرية لمده زمنية معلومة وهناك من هم ليس لهم مدد
زمنية محددة لأنه من أبناء المؤسسات العسكرية . 
الثاني : يتم التحاقه بالوظيفة أو منصب القيادة حتى الخروج للمعاش
الأول : يتقاضى مرتب بسيط فترة تجنيده حتى تكفيه للصرف على نفقاته ومواصلاته 
وهو فرح سعيد بما يتقاضاه لأنه يدافع عن مصر دون النظر إلى أي مقابل
الثاني : يتقاضى مرتب كل حسب وظيفته أو درجته أو إدارته للمؤسسة وهو غير 
راضي عنه وقد يكون لا يذهب إلى عمله ولا يتقنه . 
الأول : يعمل على الحدود وفي الصحراء في مواجهة كل من يقترب من الحدود و في 
حرارة الشمس والبرد القارص ولا يتمرد مهما تعب وفي راحته ينام على 
الرمال ويأكل ويشرب مكانه أحيانا وهو متلذذ بطعامه وشرابه الذي هو من 
الجراكن أو من العربيات التي تحمل المياه ليغتسل ويستحم من هذا الماء 
الساخن بالصيف والبارد بالشتاء ويتحمل كل هذا من أجل تأدية واجبه نحو 
بلده ووطنه وحمايته والدفاع عنه .
الثاني : يعمل داخل الحدود بالمؤسسة الرائع شكلها ويمكث على كراسي مريحة 
ومكاتب مكيفة أحيانا وبمراوح أحيانا أخرى وقد لا يقوم بعمله على الوجه 
الأكمل ويأكل ويشرب ما لذا وطاب خلال اليوم وقد لا يمكث بعمله ويأتي 
الموعد المحدد ليهم بالانصراف ومغادرة المؤسسة على حالها .
الأول : يحمل سلاحه وأدواته اللازمة والذخيرة الحية حتى يكون جاهزا لأي مواجهة 
أو تعدى أو هجوم غادر في أي من الأوقات سواء بالنهار أو بالليل .
الثاني : يحمل سلاح من نوع آخر وهو سلاح مكتبي من أقلام ليخط بيده ما يلزمه 
عمله ويكتب ويعمل دون التعرض لأي ضغوط أو انتهاكات تأنه وتؤلمه .
الأول : يحصل على أجازاته محددة المدة لها بداية ولها نهاية ولا يجرؤ التخلف عن 
الميعاد مهما كانت الظروف لأنه يعمل داخل منظومة لا يمكن الخروج عنها
الثاني : يحصل على أجازاته في أي وقت ويحددها هو كيف يشاء من القيام بها
وحتى العودة منها وله أنواع كثيرة من الأجازات ومتنوعة .
الأول : يقدم روحه ونفسه فداءا للوطن وهو سعيد ومسرور ويدعوا ربه لينول 
الشهادة في سبيل الوطن لأنه يعلم مكانة الشهداء عند ربه وكرامتهم .
الثاني : يقدم لوطنه عمل أحيانا له قيمة وهام وآخر ليس له قيمة بفعل فاعل وهو 
لم يتقنه ولم يطوره ولا يعمل على خدمات الناس ولا ينهي عمله بكل جدية 
وأمانه حتى تتطور مؤسسات الدولة وتعلو الحياة المدنية .
هذه الفوارق أتمنى أن يعي لها كل مسئول بالدولة بالجبهة الداخلية ليعمل بجدية وإخلاص لبلده كل في مكانه ويقدم روحه أيضا من خلال العمل بذمة وضمير ولا يفسد ولا يظلم ولا يتقاضى رشوة ولا يجامل ولا يتباهى ولا يتفاخر وليعلم أنه سوف يلقى ربه يوما ما ويسأل عن عمله كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته .
وليست روحك أيها الجندي داخل الحدود أعز وأكرم من الجندي على الحدود
فاعمل لمصر ولمصر فاعمل وفقط كجندي بميدان المعركة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق