الجمعة، 25 أغسطس 2017

سأحكي لكم قصة غريبة بقلم / ابو دسوقي




(( سأحكي لكم قصة غريبة من وحي خيالي أتمنى ألا تنزعجوا ))

ذات يوم ذهبت إلى وكر الشياطين . فوجدتهم نائمون . فتوجهت إلى قائدهم فوجته ساهرا يبكي بكاء المحروم . فقلت له : ما الذي يبكيك أيها الشقي المهموم . قال : منذ قديم الأذل لم نذق طعم النوم . فالأرض كانت عامرة . برجال النفاق والحقد والنساء العاهرة . وكنا نمشي طوال ليل ووجوهنا مستبشرة . ولم تمر لحظة إلا ويستدعينا عبيد الدنيا بقلوبهم الخاسرة . من الجبال والكهوف إلى بيوتهم الفاجرة . للسهر سويا مع الرجال والنساء الساكرة . واليوم ضاع كل ما صنعنا وأصبح مكانه الذاكرة . بسبب رجال صدقوا ربهم بقلوبهم العامرة . وأرسلوك اليوم إلينا لتتفقد أحوالنا الساخرة .... فنظرت إلى قائدهم وعرفت أن بالإيمان تذل الجبابرة .. فقلت له : اليوم قد أتيت إليكم لنبدأ العهد الجديد . وإن لم تصغوا إلينا سنعاملكم معاملة العبيد . ألم تعلموا أن للكون ربا يفعل بنا مايريد . فقد عشنا في الدنيا زمانا نصغي ونسمع وكنا لكبيركم عبيد .. فقتلنا النفس والهوى فجاءتنا رسائل المولى دون حجب أو أسوار من حديد . واليوم ندعوكم كما دعانا رسولنا لنصرة الدين المجيد ... فهل أنتم لنا طائعون ؟ أم نضع في يدكم وأرجلكم سلاسل من حديد . وسنجعل أطفالنا تتراقص على أكتافكم في ليلة العيد . فاستفاق النائمون على كلام كأنه أتى من زمن بعيد . وتذكروا وعد إبليس بالإغواء مع بداية الخلق الجديد . فبكيت عيونهم لمرار الهزيمة امام نور قلب المريد . وأسلم الجن والشياطين وبقي إبليس مطاردا إلى أن يأتي الوعد الحق وهو لايريد .. وأشرقت شمس الحرية من جديد في قلوب عرفت التقوى وجاهدت جبروت النفس العنيد ....... أتمنى أن نكون هكذا ويعود الحب للقلب والوريد . أم أن هذا خيال أبو دسوقي الذي أحبكم ويهنئكم بليلة العيد
أخيكم أبو دسوقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق