الثلاثاء، 10 مايو 2016

(تابع) (عشوائيات بقلم ‏عبد الحليم الشنودى‏

(تابع) (عشوائيات شكلت السلوك الفكري المتناقض للمصريين)
(3) (ظاهرة التدين الشكلي وخطورتها في توجيه السلوك العام)
شاعت في الآونة الأخيرة مقولة ليست دقيقة مفادها (أن الشعب المصري من أكثر شعوب العالم تد ينا) ولا أعرف الأدلة التي بني عليهاأصخاب هذه المقولة رؤيتهم غيرتلك الأدلة الظاهرية من كثرة عدد المساجد والزوايا وانتشار الفضائيات الدينية وتعدد الفرق والمذاهب وبلوغ الطرق والمشيخات حدايفوق الحصروانتشارالطقوس المتصلة بالمظاهر الدينية علي مدار العام (كالموالد والمواسم والأضاحي والموائد الرمضانية) تلك التي يتبناها كل من يريد أن يدلل علي قربه من الله وحبه البذل والتقرب حتي وإن كان عمله أومهنته تناقض ادعاءه شكلا ومضمونا ,,,وانساق البسطاء وراء هذه المظاهر الخادعة فخدعوا وانخدعوا.خدعواالقائمين علي ذلك ليبرروا استفادتهم وانخدعوا بما يقدم لهم ليؤكدوا سلامة المخبر بدلالة المظهر ....ولا أري أن هذه الشواهد دالة علي التد ين ..لأن التدين الحقيقي هو الالتزام بتعاليم الدين شكلا ومضمونا ..عملا وقولا ..اكتسابا وإنفاقا فالمظاهر الحقيقية للتدين تتجسد أول ماتتجسد في العفة والطهارة والاخلاص والتماسك والتعاون والمسالمة والنزاهة واتقان العمل والصدق والامانة وعدم الغش أو التدليس أو الفساد أو الرشوة والمحسوبية وشراء الذمم و,,,,,أما ما يحدث فهوتديين وليس تدينا والتديين يقتصر علي الشكل والمظهر والصورة والقول ولا يتعداه إلي الجوهر والمضمون ولأن الناس يعيشون شكل الدين فلا يهمهم في غيرهم سوي ما يعيشونه في أنفسهم ... ومما زاد الطين بلة أن لعبت مغظم الطوائف والجماعات المستحدثة علي هذا الالتباس فاتخذت من الشعارات الرمزية ما يلهب الحماس الديني ومن الهيئة الخارجية ما يضفي مسحة من الرضا ومساحة من الاطمئنان ومن أسلوب الدعوة أو الدعاية ما يؤكد حسن الغاية ومن المرجعية الشرعية ما يوحي بمعرفتهم المقاصد والغايات ...والحقيقة أن أول ما يكون عرضة للتقويض إذالم تعد لسلطة الشكل قدرة علي الجذب هي المقاصد ذاتها ...فهل بعد كل هذا نقع في فخاخ الشكل فنغتر بمظاهرالتديين الخادعة ولا نعيش التدين الحقيقي الذي يحصن الفرد ويحمي المجتمع من التشرزم والتفرق وعدم التمييز بين الغث والثمين أربأ بدين الله أن يكون وسيلة البعض للوصول إلي أغراض ظاهرها فيه الرحمة وبا طنها من قبله العذاب (وإذا كانت حياتنا ما زالت تعتمد في معظمها علي السبهللة فهل يقبل السبهللة دين لم يبق لنا الا ناصيته البيضاء ...والي لقاء(عبد الحليم الشنودي)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق