الخميس، 21 يناير 2016

في قلبي غصن أخضر بقلم عبدو بليبل

في قلبي غصن أخضر
عالم من الجمال. وطبيعة خلابة. أشجار تتعالى في الفضاء، فتلامس صفحة السماء، ونسيم يداعب الورود فوق تلة مرتفعة فيدغدغها بفرح.
ماء تتسابق قطراته بين الاوراق والحشائش فنسمع صوتها وكأنها أنشودة الحياة.
... انبعاثات سامة، هدير مولول ونفايات متراكمة. زحف مريع لكتل الإسمنت تجتاح حتى المساحات الضيقة.
وولع أعمى بالقطع الحديدية. فتصبح حياتنا مرتهنة لها، فنختلط بها وكأننا آلة بلا عواطف. حيث أصبحت الآلة هي بيئتنا وهي بيتنا وهي هوسنا الأحمق.
ندرك وفي عميق أعماقنا أننا فقدنا القيادة في حياة تدنو شيئاً فشيئاً من الموت. وأننا فقدنا من ذاكرتنا ذلك الحنين لبيت في قرية نائية به شجر من السنديان. وياسمينة تعربش في الصباح على الحيطان العتيقة.
قليل من القمح تحت أفياء الصنوبر. عطر أخاذ. وماء رقراق يسبح في عيوننا، فنسكبه في كؤوسنا وكأنه الكوثر,
أوراق نرجسية تهاوت اغتالها شبح أخرق.
... فلنرتب أشياءنا قبل أن نفقد كل الأشياء.
ولينبض في عروقنا غصن أخضر، ماؤه من القلب
أما روحه فآتية من السماء
عبدو بليبل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق