وحدي بين حطام العالم |
قصة قصيرة _
بقلم / رمضان سلمي برقي
قصة قصيرة _
بقلم / رمضان سلمي برقي
* عدت من عملي في ساعة متأخرة من الليل ،
أنعشت جسدي بماءا ساخنا ..
أنعشت جسدي بماءا ساخنا ..
تناولت لقيمات لتسد جوعي ..
أشعلت التلفاز ،
تجولت بين القنوات الإخبارية التي بدورها أخذتني في جولة بين ثنايا العالم العجوز المهترئ ..
تجولت بين القنوات الإخبارية التي بدورها أخذتني في جولة بين ثنايا العالم العجوز المهترئ ..
فحظيت بجرعات محبطة من أخبار دمار الأرض ،
والموت الذي صار كتناول فنجان من القهوة صباحا عند الكثير من البشر ..
والموت الذي صار كتناول فنجان من القهوة صباحا عند الكثير من البشر ..
إمتعضت كثيرا مما شاهدت ،
تيقنت لحظتها بأن نهاية هذا العالم قد إقتربت ،
وأن مارأيت ومايقع ماهو إلا علامات لاقتراب الطامة التي ستفصل في خلافات وأوهام الجميع ..
تيقنت لحظتها بأن نهاية هذا العالم قد إقتربت ،
وأن مارأيت ومايقع ماهو إلا علامات لاقتراب الطامة التي ستفصل في خلافات وأوهام الجميع ..
* رأيت مسلمون يذبحون بأيدي متطرفين ذبحا كذبح الخراف ،
دون وجه حق وتحت مسمي الدفاع عن الإسلام ..
دون وجه حق وتحت مسمي الدفاع عن الإسلام ..
* ذهبت لبقعة أخري بالعالم فوجدت " مسلمون " أيضا ،
تشعل بهم النار أحياء ،
ولكن هذه المرة لإنهم يشهدون " بأن لا إله إلا الله وبأن محمد رسول الله " ،
ولم أري تراجع أحدهم عن إيمانه بالله بل فضلوا يقينهم " بجنات عدن " عن جنات الأرض الزائفة ..
تشعل بهم النار أحياء ،
ولكن هذه المرة لإنهم يشهدون " بأن لا إله إلا الله وبأن محمد رسول الله " ،
ولم أري تراجع أحدهم عن إيمانه بالله بل فضلوا يقينهم " بجنات عدن " عن جنات الأرض الزائفة ..
* رأيت بلادا عظيمة تحشد قواها وحلفائها إستعدادا " للحرب العالمية الثالثة " وفناء البشرية ،
وأخري إستعدادا للدفاع عن وجودها أثناء الحرب القادمة لا محالة ..
وأخري إستعدادا للدفاع عن وجودها أثناء الحرب القادمة لا محالة ..
* رأيت بلادا ظلمت كثيرا ،
وتحاول الخروج من تحت الأنقاض والركام ،
وتحاول إثبات وجودها بين ذئاب العالم الشرهة ..
وتحاول الخروج من تحت الأنقاض والركام ،
وتحاول إثبات وجودها بين ذئاب العالم الشرهة ..
* رأيت شعوبا تصرخ " حرية " ،
فتصرخ أنظمتها " تكميم " فيعاودون صرخة الحرية بصوت أعلي ،
فتصرخ الأنظمة " قتل _ إعتقال _ فقر _ جهل _ تهميش " وهكذا دوالي ..
فتصرخ أنظمتها " تكميم " فيعاودون صرخة الحرية بصوت أعلي ،
فتصرخ الأنظمة " قتل _ إعتقال _ فقر _ جهل _ تهميش " وهكذا دوالي ..
* رأيت أطفالا تقتل وتموت جوعا وبردا وفقرا ،
ورأيت دولا مرفهة تنفق المليارات في شراء وسائل الترف ،
وملابس النوم ، والمنشطات الجنسية ..
ورأيت دولا مرفهة تنفق المليارات في شراء وسائل الترف ،
وملابس النوم ، والمنشطات الجنسية ..
* رأيت العالم ينحدر إلي الرذيلة ويتخلص من الأخلاق الفضيلة ،
والأفلام الإباحية أصبحت الأعلي طلبا ومشاهدة ..
والأفلام الإباحية أصبحت الأعلي طلبا ومشاهدة ..
* رأيت السرقة والنهب والظلم ، وأكل أموال اليتامي ،
والكذب ، والشهادة الزور ، والإنحلال ، والعري ..
* أرهقت كثيرا ، وإنتابني اللاشعور ،
تبلدت كل أحاسيسي بإنسانيتي ، فضلت الشروع إلي سريري والنوم ،
حتي ألحق عملي مبكرا ..
والكذب ، والشهادة الزور ، والإنحلال ، والعري ..
* أرهقت كثيرا ، وإنتابني اللاشعور ،
تبلدت كل أحاسيسي بإنسانيتي ، فضلت الشروع إلي سريري والنوم ،
حتي ألحق عملي مبكرا ..
وضعت رأسي علي الوسادة الباردة ،
فشرعت في إغماض عيناي فأبت جفوني الطاعة ..
فشرعت في إغماض عيناي فأبت جفوني الطاعة ..
وبعد صراع رحت بغياهب النوم والحمد لله ..
فجأة ،،
* وجدت نفسي واقفا بين حطام وركام ورماد العالم المنقضي !..
* وجدت نفسي واقفا بين حطام وركام ورماد العالم المنقضي !..
تسائلت : ماهذا هل انتهي العالم وخلا من البشر بهذه السرعة !؟
: هل ذهبوا وتركوني وحيدا بين حطام الأرض ؟
: ولما أنا الذي أبقاني القدر وحيدا فريدا ؟
* الهدوء يسيطر علي الأرجاء ،
حطام البيوت الصغيرة وناطحات السحاب الكبيرة لا يعلوا عن بضعة سنتيمترات فوق أديم الأرض ...
حطام البيوت الصغيرة وناطحات السحاب الكبيرة لا يعلوا عن بضعة سنتيمترات فوق أديم الأرض ...
حطام الآليات العسكرية ،
والطائرات الحربية ، والصواريخ النووية ،
صار رمادا لا وجود له ...
والطائرات الحربية ، والصواريخ النووية ،
صار رمادا لا وجود له ...
تجولت بالأرض حتي أجد أي نوع من الحياة فوجدت جثث البشر قد تعفنت ،
وإنتشرت رائحتها النتنة ..
وإنتشرت رائحتها النتنة ..
رأيت جثث الأغنياء بجانب جثث الفقراء ..
رأيت جثث الضحايا ممن ذبحوا وحرقوا لم تتعفن بعد ،
ورأيتها علي مقربة من جثث من أحرقوهم وذبحوهم والتي قد تعفنت وتآكلت ..
ورأيتها علي مقربة من جثث من أحرقوهم وذبحوهم والتي قد تعفنت وتآكلت ..
رأيت أدخنة كثيرة وسمعت حسيسا ...
فإقتربت أكثر فرأيت بلادا وقوي عظمي تحت لهيب النار ،
وإخري غارقة تحت الإعصار ...
وإخري غارقة تحت الإعصار ...
* شعرت بالبرودة فشرعت بالبحث عن مكان أحتمي به ..
فجأة ،،
سمعت ضحكات لصبية ، فأسرعت تجاه الصوت لعلي أجد أحياء ..
سمعت ضحكات لصبية ، فأسرعت تجاه الصوت لعلي أجد أحياء ..
وبالفعل وجدت أطفالا سعداء خلف جدار لم يهدم بعد ..
إقتربت منهم ، رآني أحدهم ،
إبتسم في وجهي قائلا : لقد مات العالم ياسيدي ،
وترك لنا أغطية كثيرة ،
كانوا يرفضون أن يرسلونها لنا أحياءا ،
فأصبحت ملكا لنا الآن ، إقترب لتحظي معنا بالدفء ؟
إبتسم في وجهي قائلا : لقد مات العالم ياسيدي ،
وترك لنا أغطية كثيرة ،
كانوا يرفضون أن يرسلونها لنا أحياءا ،
فأصبحت ملكا لنا الآن ، إقترب لتحظي معنا بالدفء ؟
فإنضممت إليهم ، وشعرت لأول مرة بالدفء ،
ولكن لم أنعم به كثيرا ،
وسرعان ما إستيقظت فوق سريري علي رنين المنبه المزعج ...
ولكن لم أنعم به كثيرا ،
وسرعان ما إستيقظت فوق سريري علي رنين المنبه المزعج ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق