الثلاثاء، 19 يناير 2016

كلمه فى ايه بقلم ايمن غنيم

كلمه فى ايه
اطروحه دينيه اجتماعيه فى التنميه البشريه
للكاتب والمفكر ايمن غنيم
يقول الله عز وجل فى محكم التنزيل وكتابه الكريم
«والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا »
وقال تعالى
«ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشه فى الذين امنوا لهم عذاب اليم فى الدنيا والاخره ،والله يعلم وانتم
لا تعلمون »
ويقول محمد صلى الله عليه وسلم
«من ستر على مؤمن عوره فكانما احيا موؤدة»
ويقول عنتره بن شداد
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ولا ينال العلا من طبعه الغضب
ويقول ايمن غنيم (مصر)
اذا ما اكتوى قلبك بحقد او ضغينة ، فانك اثم، لانك تهجو الله فى عطاياه
فان مالديه ،لديك مثله بل اكثر ،ان عددت نعما ه
وانظر لصاحب الكبوة ستدرك نعم الله عليك والجاه
هكذا يتجدد لقاؤنا اليومى مابين الدين والفلسفة والسياسه ،من اطروحه الى اخرى ،
هادفا بها اولا وجه ربى الاعلى،وهادفا تربيه النفس وتنشئه جيل واعى بدوره ،ومدرك لماهية الخصال التى تدعم فيه اواصر الفضيلة ،والخصال الحميدة .
لكن اليوم سوف نحارب ونجتث كل الخصال الدنيئة،والصفات التى تتسم بالكراهية والنفور ،والتى تنشر الاحقاد والضغائن ،مم يؤجج النيران ،ويضرم فيها بابواق ونفير الشيطان لا شعال الفتن .وانزال الخراب والتفكك بالامة جميعا .
ومن اولى السمات الرثه ،والخصال العفنه ،المتوغله فى نفوس البشر ،
هو الحقد والضغينه والذى يؤجج نيران الوشاية ويغبر النفس البشرية بالوان من الفتنة ،والوان من البهتان ،الذى يظلم الجوانب المضيئة فى اركان النفس ،ويعبث بالفطره النقية التى فطر عليها الانسان .
نعم ان خصلة واحده من هذه الخصال الغير محمودة ،وهذه الخصال التى تتعقب الشر اينما كان او وجد ، كفيلة بان تفسد كل معانى التسامح ،وكل معانى العطف والتراحم بين الناس بعضهم البعض.وتهبط عزيمة الايمان ،وشيئا فشيئا تتحول القلوب الى قلوب صماء خاوية من الحب والنقاء ،فما اشبه زماننا هذا ،برجل ملك الدنيا بما فيها ،وعز عليه ان يتركها لاحد من بعده ،فافسدها وخربها لكى لا يهنا بها احدا من بعده.
اى شراهة هذه ،واى غوغائية هذه، تلك التى نتعايشها مع بعصنا البعض . الكل يتعقب اخيه فى أخطائه وذلاته كى يوشى بها ،ويمسخه فى رصده لكل عيوبه ،ليشهر بها.
وتغافل عن مزاياه .واصبح ابكم عن الحق والصواب ،لكن فصيح وابلج فى تعريته او دحض هممه وايقاف عزائمه للافضل .شعورا منه بالانهزامية والحماقة والتدنى ،لانه لم يجرؤ على مضاهته او مجاراته فيما يفعل من خير او لا يستطيع ان يمتلك تلك الفضائل التى يمتلكها .
فماذا يفعل ، ؟
انه يتعقبه حتى يوقعه ارضا او ينهى عزائمه ويبتر سواعد الحب والولاء فيه ،ويستبدلها بسواعد خسيسة وغير هادفة او واعدة الا للانتقام ،
لا لشيئ سوى انه قد حباه الله بنعمائه ،والتى قد يكون لهذا الحاقد .الحاسد مثلها .ليس شرطا فى نفس المجال ،او فى نفس المضمون.
لان الله عادل ، فقد وهب لنا ارازقنا موحدة وبنفس القدر والكم ،لكن على اختلاف الكيفيه والاداء .
فتعالوا بنا احبائى واخوتى واخواتى ننزع الحقد والبغضاء من نفوسنا ،كى نعيش امنين مطمئنين ،ونملا ثنايا النفس الخربة بالقناعة والرضا.
فهب انك خيرت مابين ثروه وزوجه طالحه فاسده ،غليظه القلب ،سليطه اللسان ،لاتخافك ولا تهابك ولاتحترم غيابك .
ومابين فقر مدقع وزوجه صالحه ،تطيعك وتحفظك فى مالك وفى عرضك ،وتكون هى رجلك التى تركض بها فى مرضك ،ويدك التى تعينك وقلبك وعقلك والام الحنون .
ايهما تختار وايهما تفضل بالطبع ان الشخص السوى سيفضل الا ختيار الثانى .لان فيه السعاده الكامله .
هكذا الدنيا ،لا يمكنك ان تنال كل مفرداتها ولا يمكنك ان تنال كل ما فيها .واعلم ان الله اختار لك الاصوب واختار لك الافضل فى ظل طبيعتك الذى هو عز وجل ادرى بها منا .
فاطمئن حالا ولتهدا بالا ،بانه لا تموت نفس الا بعدما توفى رزقها .
واعلم اذ ا انتشرت القناعة بين ربوع نفسك ،وبين جوانبها ستسعد بكل حياتك .
اما اذا راقبت الناس فانك ستموت هما ،وستموت معك كل احاسيس الرضا وسيناتابك الجحود واحاسيس الانتقام الشرسة ،من كل مايحيطونك ،
وتؤجج نفسك بروح ابليس الانتقاميه ،يوم ان حرم ما وهبه الله عز وجل لادم .وتوعد بالا نتقام من بنى البشر .وتوعد بنشر الزعر والخوف والفساد بينهم .
لاتكن كالذي باع تراثه بثمن بخس كى يحرم ابنه من نعيمه .نعم
لانك اذا تعقبت الخير واوقفته او بترت سواعده او فسدت نقائه .فانك تخنق خير الامة كلها .
اما اذا اردت ان تعلن التمرد او التصحيح فالزم التمرد على نفسك الشريرة البائسة ،وحارب فيها طمعها وحارب فيها حسدها .
وحاول ان تتبدل من داخلك كى يعلو فيك الانسان ،وتربا بنفسك عن هلاك امة ،وهلاك مجتمع باكمله بنيران الحقد والحسد وافشاء الفتن وانهاء الفضائل .حتى نصير مجتمعات مفككه ومجتمعات تموج بالغيره والحسد وتتفاخر بالباطل والفساد .
وكونو عباد الله اوفياء لبلادكم ولدينكم ولانفسكم بتهذيبها وتنقيتها من الرواسب والاحقاد ،يكن صلا ح المجتمع .تلك هى المعادله .
اطروحه دينيه اجتماعيه فى التنميه البشريه
للكاتب والمفكر ايمن غنيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق