ور هادى
شاعر الفردوس
يكتب خربشات نثرية
...............................
شاعر الفردوس
يكتب خربشات نثرية
...............................
القمرية
أيُّ قَمريةٍ أنتِ …؟ وأىُّ شمسٍ أنجبتكِ ؟ وفى أىِّ شهرِ ؟؟
أعذريني يا نجمتى فأنا ملتاعٌ وعندىَ علَّةٌ ومحترقٌ كبدى...
وتمزَّقتْ مهجتى وصارَ الحنينُ يؤرقنى ويقطع مفاصلى ..…
فأنتِ يا وردتى تدخلينَ خلاياىَ فى أوردتى وأنسجتى....
وما أنسحبتْ دمائى وهل ينسحب الهدبلُ منء ورقائى ....
والجناحُ من قُمريتى تحتَ جناحى والفراشاتُ فرشاتى ؟
فواصلى دمتِ للأمان أهلًا وفوقَ الهُدْبِ بأعلى ناظرى ....
وصرتِ تاجًا لرأسى ومدأدًا لأحرفى ولؤلؤةً لبناتِ خاطرى....
وأنتِ فى شرايينى وتحتَ جلدى وفي تكويناتِ جسدي …
تكوينى جلدتى ورابعةُ النهارِ أزائى والنيلُ والفراتُ فراتى...
وبين خلجاتِ نفْسِى وشهيقِ رأتى وأنفاسى هوىً متثاقل ...
ما غاب إنسان عينى عن ملاحقتكِ يا منْ تدورين بالرأس ...
فى تلابيبِ روحى وبحَّةِ صوتى وانغماساتِ أيقوناتى ....
وما اندملَ جُرحى بلْ زادَ نبضى بأورادكِ وتراتيلَ انفعالاتى...
يا منْ تسكنينَ حبالَ صوتي وأنظمتى وأغلفتى وأروقتى …
وخصال شعري وتحتلينَ جميعَ أوراقي وأقلامي وشهد كلماتى …
وكتبي وأسطري وطلاسمى ونجومى والأحرفَ اللواتى ...
انقادتْ وتأججتْ مرارًا منْ ذاتِ ذاتى وأركانِ العلاءِ نبضاتى…
حتى زجاجةَ العطرِ والياسمينِ والأريجِ والشذى المتناقل…
انبهرَ وانتعشَ وتأججَ فى جدرانِ غرفتها حتى السؤدد المتغافل..
رأى العالمَ معكِ بلونٍ آخرَ مختلفٍ كمزلاجِ بيت القصيدِ جناسى ..
تنزلقُ منه شغافى وتمطره المعصفاتُ أنهارًا بمحبتى وجنانى...
يراقصنى الأرجوانُ والبنفسجُ والنهارُ الدافىءُ كما زهرة الأقحوانِِ…
وللفصولِ دورٌ آخَر مؤتلفٌ تندرجُ معه كالشعاعِ كالوسامِ فى الافق..
تدورُ أساريرُكِ كما الربيعُ الذى يحتجُّ رافعًا بودٍ رايةَ الاستسلامِ…
معكِ حبيبتى تخضَّرُ أوراقي في الشتاءِ البهيمِ وتزهرُ غصونُ اللواءِ …
فتغيمُ سمائي في الصيفِ وتضطربُ وتمطرُ جذورى وثمارى…
فتنبتُ الأشلاءُ منى وتعفُّ نفسى وتزدهرُ خُطايا وأكليلُ ندواتى...
فيومًا أحبَّ ريقهَا منديلى وأشعةَ شمسِها ظلى ونخيلَها ظليلى ...
وأطيافَها وجدانى وباتَ يعانقُ خمرهَا كاسى ورشدَها دليلى ....
وناقتها بعيرى ويدها طوقت ربيعى فصارت الأفراحُ فى أساريرى ...
فاصطلى أمسى ويومى وباتَ انشغالى وانبرتْ جميعُ ملكاتى .....
فأحببتُ شرقيةً استثنائيةً مثلي كحجمِ الوطنِ المفدَّى بانبهارى…
جعلتني سيدًا على كلِّ نساءِ عصري ولها أنقادَ العمرُ بالشجنِ النبيل...
لأكونَ رفيقَ أنثى طغتْ ملامحُها القديمةُ على أوتارى بالنغم الرخيمِ…
فأقمتُ لكِ ممالكاً على غاباتِ صدرى وصخرة فؤادى كزيتونِ الجليل…
فقلدتنى عرشَ قلبِها وشاحًا وتبراسًا وتاجًا وصولجانًا وأهرامًا لأحجارى....
إنها امرأةٌ حولتني من عاشقِ اليراعِ إلى عاشقٍ يرتاعُ فى البرارى ...
لإسطورةِِ الوداعِ بسرِها الذى انطوى بالمنى وما انضوى ولا يذاعُ…
فتجعلُ مني ملكًا وقوسًا ووترًا وترعانى وتلهمنى ودقًا كلَّ أشعارى …
وجعلتْ مني شهيدًا راقَ معبدها فتعبَّدَ المحرابَ والسياجُ من دعائى …
فأيُّ قَمريةٍ أنتِ ؟؟وأي زاجلٌ أنا ؟؟وأىُّ عاشقةٍ أنتِ ؟؟ وأىُّ سيدٍ أنا ؟؟
راحلٌ عن سنينى وعن مكانى ياقمريتى يا ذاتَ المحلِ السامى ..
...............................................................................
...............................................................................
كتبها : نور هادى
شاعر الفردوس
شاعر الفردوس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق