الأحد، 24 يناير 2016

مأساة بقلم وفاء ماضي

مأساة
الجوع يمزق أحشاؤه ، كلما صرخت معدته أسكتها بشربة ماء، الرائحة المنبعثة من مطعم الكباب والدخان المتطاير محملا بسحابة من الروائح التي تستفز الشهية جعلته يقف أمام باب المطعم ، وقع نظره على قطة رابضة تحت قدمي العامل رافعة رأسها ، وعيناها تسمرت على حركة يديه وهو يقلب أسياخ الكباب على نار الفحم ، بين اللحظة والأخرى يقذف لها بفتات أصابع الكفتة وبعض من قطع اللحم المحروق تلتقطها بسرعة فائقة وهي تقفز في الهواء وتنوء وتزوم فرحا بفوزها بالوليمة ، أحس بالحقد على هذا المخلوق الضعيف الذي لا تفوته قطعة لحم ولو ضئيلة ، تمنى في نفسه لو تشعر بالشبع وتنصرف فتكون فضلات الشواية من نصيبه ،نظراته تتوسل للعامل بأن يمنحه ولو لقمة حاف ، بادره العامل بنظرات قرف يلقيها إليه كلما تلاقت نظراتهما ، كأنه يأمره بالانصراف تسللت نظراته داخل المطعم فرأى ما أصابه بالدهشة والذهول كل هذه الأصناف من اللحم والطواجن والمشهيات وأصناف أخرى لا يعلم عنها شيئا مرصوصة على طاولة لشخص واحد، تمنى في نفسه لو أن العمال ألقوا ببقايا الطعام أمام المطعم فيفوز بوجبة
تسكت صراخ هذا الجوع ..
أعاد النظر إلى العامل وهو يشير بأصبعه إلى فاه كي يشحذه ولو لقمة خبز مقددة ، ويشير بيديه متوسلا كي يرحم جوعه.!
عاود العامل النظر إليه بقرف وتقزز ثم دخل إلى المطعم مسرعا ، فرح الرجل لأنه سيفوز بقطعة لحم أو ساندوتش من الكفتة ولو فاسد
عاد العامل وهو يحمل دلوا ممتلئا بالماء الغير نظيف وقذف به الرجل من رأسه حتى قدميه !!
وفاء ماضي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق