الاثنين، 15 فبراير 2016

تأملوا الدرجات مقال /بقلم ابتسام السوهاجى

تأملوا الدرجات مقال /بقلم ابتسام السوهاجى
أشياء كثيرة مبهمة من حولنا تحتاج إلى تفسير واذا تأملناها جيدا سنعلم أنها موجودة فى واقعنا بتلك الدرجات التى حددها الله سبحانه وتعالى ولذلك فكل خلق الله لحكمة ولأية علمها عند الله سبحانه وتعالى وقد ندرك بعضها ولكن لا ندرك أغلبها
واذا بحثنا فى أنفسنا لابد أن نتساءل ما هى الدرجة التى عليها وما الذى نستطيع أن نفعله وما الذى لا نستطيع أن نفعله قال تعالى (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ)
[سورة البقرة 286]
فى ضوء هذه الآية هل سألنا أنفسنا هل حققت شيء فى حدود قدراتنا التى وهبها الله لنا مما يفيدنا فى الدنيا والآخرة؟
وعند قوله تعالى (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)
[سورة اﻷنعام 165]
بمعنى
165 - (وهو الذي جعلكم خلائف الأرض) جمع خليفة ، أي يخلف بعضكم بعضاً فيها (ورفع بعضكم فوق بعض درجات) بالمال والجاه وغير ذلك (ليبلوكم) ليختبركم (في ما آتاكم) أعطاكم ليظهر المطيع منكم والعاصي (إن ربك سريع العقاب) لمن عصاه (وإنه لغفور) للمؤمنين (رحيم) بهم
وهنا نتساءل أيضاً هل النجاح فى العمل والكسب الحلال مجرد طلب للدنيا كما يظن البعض وايهما أفضل المسلم الصالح الذى لديه مال وينفع به نفسه وأهله وفقراء المسلمين ؛أم المسلم الصالح الذى ليس لديه مال ولم يبحث عنه زهدا فى الدنيا؟
وما هو واجبنا نحو أنفسنا ونحو المجتمع فى حدود قدراتنا؟
لقد أعلن القرآن الكريم دعوته الأكيدة على ضرورة العمل، وعلى الكسب، وبذل الجهد قال اللّه تعالى:
(فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
[سورة الجمعة 10]
إن المنهج الإسلامي يتسم بالتوازن بين العمل لمقتضيات الحياة في الأرض، وبين العمل في تهذيب النفس، والاتصال باللّه تعالى وابتغاء رضوانه، وإلى ذلك يشير القرآن الكريم: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)
[سورة القصص 77]
إنه ليس من الإسلام في شيء أن يتجه المسلم بجميع قواه وطاقاته لتحصيل متع الحياة، والظفر بملاذها وينصرف عن اللّه، وكذا لا يتجه نحو عمل المثوبة فحسب بل عليه أن يعمل لدنياه وآخرته معاً.
إن القرآن الكريم قد دعا الناس إلى العمل، وحثهم عليه وحتّم عليهم أن يكونوا إيجابيين في حياتهم يتمتعون بالجد والنشاط ليفيدوا ويستفيدوا، وكره لهم الحياة السلبية، والانكماش والانزواء عن العمل، قال تعالى :
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)
[سورة الملك 15]
لذلك علينا أن نبحث داخل الذات نحن على اى درجة فتأملوا الدرجات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق