الخميس، 17 ديسمبر 2015

ملف النيل والحبشة وطبول الحرب !! بقلم د. محمد البكري


ملف النيل والحبشة وطبول الحرب !!
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
المقال الأول 



"""""""""""""""
حصة مصر من مياه النيل 55.5 مليار متر مكعب سنويا ** 85 % تاتى من النيل الأزرق النابع من هضبة الحبشة * الطاقة الاستيعابية القصوى لبحيرة ناصر 120 مليار متر مكعب .. سوف تصبح هذة البحيرة بركة بعد تنفيذ أربعة سدود على النيل الأزرق يجرى العمل فيها على قدم وساق وهى (1) سد مندايا (2) سد بيكو أباد (3) سد يوردر (4) سد كارادوجى * وأعظمهم ( 5 ) سد الالفية العظيم والذى سيتحكم مع أشقائة الصغار فى كل نقطة من مياه النهر الذى يهبنا الحياة .. وسوف تبلغ الطاقة الاستيعابية لتلك السدود 141 مليار متر مكعب بزيادة 21 مليار عن قدرة بحيرة ناصر ..
************************
والسؤال الآن ... اذا كانت اثيوبيا تعتمد فى الزراعة على مياه الأمطار نسبة تصل الى 80 % .. ولديها ما يفيض عن حاجتها من المياه الجوفية .. فلما كل هذا ؟! ومن يبارك هذا العمل ويدعمه .. وانضمت لأثيوبيا خمس دول أخرى هى (1) بوروندى (2) رواندا (3) تنزانيا (4) أوغندا (5) كينيا .... ووقعوا جميعا على الأتفاقية الإطارية ... الرامية الى إعادة توزيع مياه النيل على أسس جديدة .. ضاربين بعرض الحائط اتفاقية سنة (1929 ) والتى وقعتها انجلترا نيابة عن الحكومة المصرية الواقعة تحت الوصاية البريطانية آنذاك .. واتفاقية سنة (1959 ) .. وكانت القاهرة تمتلك حق الفيتو على أى قرار يتخذ من دول المنبع دون الرجوع لها .
************************
إن السياسة المتخاذله للحكومة المصرية خلال العقود الثلاثة الماضية هى ما أدى بنا الى هذا المأذق .. وبدأت سلسلة من التنازلات الغير مفهومة أو مبررة .. لم نقدم حتى احتجاج حين تم بناء العديد من السدود الصغيرة والتى انتهت بسد " تكيزى " الواقع على نهر عطبرة بطاقة استيعابية 9 مليار متر مكعب .. ثم نفق " تانا بليس " لتوليد الكهرباء ..
ولو كان لمصر الثقل الذى كان لها حتى السبعينات ما تجرأت دول المنبع على الغاء اتفاقية وقعتها مع مصر
..................................................
سوف تتحجج أثيوبيا بأن سد الألفية العظيم سيوفر لها 5250 ميجا وات من الكهرباء سنويا .. وليس هذا هو مربط الفرس .. فالعقيدة الأثيوبة ومن قديم قائمة على أن من يتحكم فى مياه النيل يتحكم فى مصر ..وحتى لو قبلنا انخفاض توليد الكهرباء فى مصر بنسبة 20 % من محطات السد العالى وخزان اسوان وقناطر نجع حمادى واسنا .. وهذا أحد تداعيات اقامة تلك السدود .. فماذا عن المياه التى سيبيعوها لنا بالجالون فيما بعد .. ************************
يا أهل مصر المحروسة .. نحن نائمون فى الوقت الذى تشير فيه الدراسات فى أكبر المعاهد الدولية الى حرب المياه القادمة فى الشرق الاوسط وحوض النيل .. ومن اراد فليراجع* تقارير المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية بلندن ( iiss ) * ومعهد الشرق الاوسط الروسى* وأبحاث المؤتمر الذى نظمه برنامج الأمم المتحدة للمياه بكندا *والدراسات التى أجرتها مجلة -- جون أفريك -- الفرنسية فى عددها ( 2617 ) الصادر فى مارس – 2011 -
************************
يا سادة : إننا بصدد اشكالية تتطلب اهتماما بالغا تغنينا عن خوض حرب إن بدأت فلن نعرف متى تنتهى .. ولو علمنا أن 90% من مياه النيل الآتية من منابع النيل وسط افريقيا تتبخر قبل ان تصلنا بسبب ورد النيل الذى يعيق حركة المياه فى مجرى النهر .. ربما كان لنا مخرج بالتعاون مع دولة جنوب السودان وباقى دول المنبع .. وبالتنسيق الكامل مع دولة السودان الشقيق وقد اصبح مصير كلينا مرهون بيد الآخرين .........
ولنا أن نسأل إسرائيل .. لماذا وبيننا اتفاقية سلام .. نعلم أنكم ستواجهون مشكلة طاحنة فى المياه فى غضون سنوات فضلا عن أزمة أمن قومى فيما يتعلق بالكهرباء ، وانكم راغبون فى عضوية الشبكة العربية للطاقة والكهرباء قبل أن تتوقف مصانعكم عن العمل ..... فهل هذا مبرر وأسلوب عمل .. هل الضغط على مصر من منابع النيل هو ما سيمدكم بالكهرباء ويجبرنا على مد قنوات تحمل مياه النيل الى صحراء النقب ؟!
** ********************
* مصر فى خطر ولا تصلح أو تصح الشكوى ..علينا أن نكون رجالا ونبنى مصر بسواعدنا إن كنا راغبون فى الحياة .. فالموت يحدق بنا من الداخل ومن الخارج والأمل معقود بشعب واع وقيادة مخلصة !!!!!!!!!!!!!
+++ الكلام ده كتبته من 4 سنين !
_________________________________________________
* ( المركز القومى للدراسات الإستراتيجية والأمنية والسياسية د / محمد البكرى )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق