الأربعاء، 18 نوفمبر 2015

حكاية (( أنا وسِتّي والزّعتر )) بقلم الشاعر والكاتب بشار إسماعيل

حكاية (( أنا وسِتّي والزّعتر )) 
بلهجة عامية 
_____________________
يا سِتّي ...
يوم كنتِ توخذيني عا الجبل 
نلَقِّط زعتر وشومر 
كنت صغير تحمليلي مطرة الميّة
وتقوليلي إوْعك تغزّك شوكة
ما عندي إبرة أطلّعها
بَسْ يا ستي 
مبارح سمعتك بتحكي لأخوي 
من زمان غَزّتنا شوكة 
بَسْ كنا في البيت 
ليش ما طلّعتيها .. ؟؟
قالت يا ستي ..
هاي قصة طويلة 
لما بتكبر بحكيلك إيّاها أستاذك 
يا ستي ...
بَرْكي ما حكاها 
كيف بعرف .. ؟؟
يا ستي ...
بحيلك إياها أبوك 
إذا سألت أبوي بضربني 
وبقوللي اسكت بعدك صغير 
شو أعمل .. ؟؟
ولَمين أروح يا ستي .. ؟؟
لا تروح لأحد
ما بحكّ جلدك إلّا ظفرك 
بكرة الزمان بحكيلك
هوّي الزمان بحكي يا ستي .. ؟
لما بتكبر بتعرف إنّو 
بحكي أحسن مني ومنّك
كيف يا ستي .. ؟؟
بعدين .. بعدين .. 
خلّينا نلقِّط زعتر وشومر 
قبل ما الدنيا تغرب علينا 
ويطلعولنا الحرامية والذياب 
طيّب .. توعديني تكمليلي في البيت 
ماشي .. اسكت يا ستي 
سامع صوت 
خلّيك بجنبي يا ستي 
يامّا .. يامّا ..
خوّفتيني يا ستي 
لا تخاف يا نور عيني 
أنا مسلّح .. معي مسدس 
مخبّيتو بعبّي 
طمّنتيني يا ستي 
خلاص بطّلت أخاف 
بحكي مع حالو ...
( والله ستي أتاريها ست الرجال )
وبعدين رَفَعِت صوتي وصرخت
يا ستي أعطيني المسدس تا أقتله 
بس وطّي صوتك يا ولد
يا ستي عشان أخوّف اللي بدّو يقرّب علينا
ولقّطت ستي شويّة زعتر وشومر 
وارجعنا بأمان الله على الدار 
ومن التعب نّمِت عا الجنبيّة
بِالأواعي والقندرة
وصحيت الصبح ولقيت أمي وأخوتي 
بعَيّطوا وبلْطُموا 
قلتلهم .. شو مالكم ؟ شو في ؟؟
قالوا ... ستك ماتت 
وبسرعة رحت عندها 
ونمت عليها وصرت أبكي أكثر منهم
لأني بحبها كثير كثيييير 
وتذكرت المسدس اللي مخبّيتو في عبّها 
ومدّيت إيدي وسحبتو
من غير ما يشوفني حد
ورحت وخبّيتو
ومرت أيام وسنين 
لا أستاذي حكالي ولا أبوي حكالي 
وعرفت ليش ما حكولي 
وعرفت كمان ليش ستي 
بتلقّط الزعتر من الأرض 
وما بتشتريه من السوق 
يمكن اللي في السوق 
مستورد من بلاد المجوس 
واعرفت ليش ستي بتحمل مسدس 
ودهون أحمر ورشوش 
من شان تدافع عن حالها 
إذا أجتها طلقة بتشيلها 
وبتحط دهون ورشوش 
وعرفت كثير وكثييييير
من ها الزمن
والوطن الكبير
إنو بلادنا محتلة 
من سنين وسنين
من يهود غاصبين 
أجو من الشرق والغرب 
وأعجبتهم القعدة 
لأنّو بلادنا حلوة 
فيها بحر وجبال وسهول 
قَعَدِت وفَكّرِت ...
طيّب مش إحنا والعرب إخوة 
اليهود شويّة 
واحنا كثار 
ليش ما نطَلِّعهم من بلادنا 
وأنا قاعد بحكي مع حالي 
ناداني أبوي 
وقاّلي ...
بْشو بتفكِّر يا ولد .. ؟
قلْتِلّو يا بوي ...
ليش العرب ما يطَلّعوا اليهود من بلادنا .. ؟؟
صَفَن أبوي وقال ...
يا ابني ...
شو بِدّك . فِكّك من ها السيرة 
هاظا الّلي أجاك وصار 
كثار وقليلين بركة 
سألناهم قبل ما تسألني 
قالولنا ... خلّينا بحالنا 
الّلي فينا مكفّينا 
قلت يا بوي 
شو مالهم .. ؟؟
قال 
يا ولدي 
كل واحد مصيبتو على قَدّو 
طلع ربيع جديد عندهم 
واحنا مصَيّفين 
فيه أشواك وبعيش فيه
حيوانات مفترسة 
وقال خايفين يطلعوا من بيوتهم 
قلت يا بوي 
ما عندهم سلاح .. ؟؟
قلت يا ولدي 
سلاحهم قديم وصدّى 
ما بنفع 
حتّى إنهم صامتين ما بتكلموا 
لأنّو إذا الحيوانات سمعت صوتهم 
بتْهيج عليهم 
طيّب يا بوي قدّيش إلهم على ها الحال .. ؟؟
أووووووووه يا ولدي 
من سنين وسنين
وبتزيد الحالة
طيّب كيف بجيبوا أكل إلهم .. ؟؟
قلت يا ولدي 
في ناس سرسريّة 
في الليل بدخْلولهم لحم بايت 
أنا يا ولدي هيك اسمعت بحكو عا الأخبار 
يعني يا بوي قاعدين بموتوا شويّه شويّه
طيب يا بوي تحمّلني قرَبت أخلّص الحكي معك 
كمّل يا ولدي 
طيّب ما همّي العرب كثار 
ما بقدروا يقتلوا ها الحيوانات .. ؟؟
وشو بتنفع الكثرة قُدّام القوة والشجاعة يا ولدي ..؟
صَفَنِت وقُلِت ...
يا بوي .. هاظا إحنا أحسن منهم . أنا معي سلاح ومش خايف من اليهود وخليهم يقتلوني . بموت شهيد لأني بدافع عن وطني وعن إخواني العرب .
عفارِم عليك يا ولدي .. بطل طالع على أبوك . (( عاشوا العرب )) .
________________________

بقلم الشاعر والكاتب /
بشار إسماعيل
________________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق